Sunday 9th January,200511791العددالأحد 28 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تعقيباً على مقالتي د. محمد حميد:تعقيباً على مقالتي د. محمد حميد:
نعم لنعترف بظاهرة ضرب الزوجات عندنا

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة- حفظه الله- وسدده..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم - والله - نستبشر بالمقالات الموفقة والمسددة للدكتور محمد أبو بكر حميد وغيره من كتابنا المميزين ? نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً - ومما أعجبني مقالين لأستاذنا د.محمد يومي الخميس 11 و18 من شهر ذي القعدة تحت عنوان (قضايا ضرب الزوجات) وإن كنت أتفق مع الدكتور فيما قال: (إن ظاهرة ضرب الأزواج لزوجاتهم.. ليست ظاهرة إسلامية أو عربية، وإنما هي ظاهرة غربية تمارس أكثر ما تمارس في أكثر الدول التي تدعي الحضارة والتقدم، ونقصد بها الدول الغربية التي تزعم المساواة بين الرجل والمرأة، فهي مستوردة من الغرب الذي نقلده في كثير من سيئاته، فقد كثرت شكاوى الزوجات اللاتي يعانين من ضرب أزواجهن لهن في المحاكم، وعلى صفحات الجرائد، وعلى ألسنة الناس) فإن آثار العولمة أو الغزو الثقافي ألقى ظلاله.... وأتفق معه في أن ما خفي كان أعظم فوراء الأستار أسرار!!! وأتفق معه في طلبه لوزارة الشؤون الاجتماعية... إلا أنني أقول من الحق الذي تحتم علينا الشجاعة أن نعترف به... فليس صحيحاً أن ننكر هذه الظاهرة ونخدع أنفسنا أنها ليست موجودة!! أو نخدع أنفسنا ونقول: إن مجتمعنا بريء منها وأنها كلها دخيلة... ويأتي الطرف الآخر ويهاجم قيمنا ليثبت أن في المجتمع أخطاء وقد يلجأ للمبالغة والتفخيم ليثبت قوله... وهكذا نهدر الجهود ... والأوقات ونحن نتقاذف التهم.. ما بين هجوم.. ودفاع... فأقول واقعنا فيه مرارة فيه وأدٌ لنفسيات بعض الفتيات! فيه حجرٌ لبعضهن! فيه حرمان لبعض الأخوات من الميراث!! وإن لم يكن صراحة.. لكن الواقع يقول: (إن بعض النساء تموت بعد أبويها بعشرات السنين دون أن تمس يدها شيئاً من ميراثها منهما!!) فيه .. وفيه.. هذه الظواهر... تجعل الطرف الآخر يظن أنها من الإسلام بشيء!!! لماذا لأنه رأى بعض المنتسبين إليه يقعون في ذلك!! فيظن ? جاهلاً أو معانداً - أن الصواب في النفور لبريق الغرب!! وما لديه..
لقد أجاد الدكتور في ذكر الأدلة التي تثبت أن ديننا دين سماحة، ودين رعى حق المرأة أيما رعاية ولا أدل ولا أصدق من قول الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وفعله! مما ذكره الدكتور محمد ? ولا أرى داعياً ? لتكراره... لكن الخلل فينا نحن (المسلمين) المشكلة تقع في فريقين فريق غال (قدس النصوص) دون عمل وتطبيق!! وفريق على النقيض رأى أن الحق والصواب في نبذ الكتاب والسنة وظن أنهما سبب التخلف.. فتشبث فيما عند الغرب وانبهر بالأضواء، فعمي بصره.. وكلا الطرفين خالفا الصواب... وخير الأمور الوسط { َكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } وتأمل قوله تعالى { َمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ } فوالله لن تسعد البشرية جمعاء إلا بالعمل (بالتطبيق ) لهذا الدين الحنيف، لو أنني عملت بقوله (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) في بلدي الخرج! وأنت عملت به في الرياض.. والآخر طبقه في مدينه وهذا في قريته.. وانتشر ذلك بين أقاربنا وجيراننا بالعمل والممارسة والتطبيق!! لا بالقول!!.. كيف ستكون النتيجة!! وفي السير (كان الحبيب- صلى الله عليه وسلم- يمازح عائشة- رضي الله عنها-؛ فيدخل أبو بكر ويقول أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما!!) من المؤسف أن نجد بعض المتعلمين والمثقفين من لا يمازح زوجته ويعد ذلك عيباً!! والله لو طبقنا الإسلام كما كان سلفنا الصالح لدخل الناس في الإسلام أفواجاً!! فضلاً عن أبنائه الذين يلتمسون السعادة فيما عند الغرب من سعادة وهمية! لأنهم لم يجدوها عن (المسلمين!! وإلا فهي في الإسلام بلا شك!! القرآن والسنة وكتب السلف مليئة بها.. لكن التطبيق مفقود.. إلا ممن رحم ربي..) وإلا كيف يطعن الإسلام بأيدي أبنائه ؟؟ يطعن بأيدي أبنائه ( التفجيريين من جهة... ودعاة التغريب من جهة أخرى) وسبحان الله لكل فعل ردة فعل!! وكما قال بعض السلف الصالح (ما من عمل خيري إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى غلو أو إلى إفراط) فهل نتنبه؟ أن الغلو والجفاء سلاحان نجح الشيطان في إعمالهما بين فئات من مجتمعنا.. لكن الخير موجود والتفاؤل مطلوب، وكم سررت كثيراً وأنا أتصفح الجزيرة يوم الأحد 21 ذي القعدة وأطالع خبرا مفاده (سمو أمير الرياض يلتقي بأعضاء إصلاح ذات البين في الرياض ويتحتفي بهم ويكرمهم) فأقول هذه من الظواهر الإسلامية التي كانت موجودة منذ مئات السنين وكادت تزول لولا فضل الله ثم جهود هذا الأمير الصالح وأمثاله.. وكم أتمنى أن تنتشر هذه الخطوة في باقي مناطق بلادنا الحبيبة ومحافظاتها ومراكزها.. فالأسر (رجالاً ونساء ) والأقارب والجيران في المساكن والعقارات والمزارع بحاجة ماسة لمثل هذه اللجان (إصلاح ذات البين) وهي مما حث عليها الحبيب- صلى الله وسلم-، وهي كذلك ستوفر على المحاكم والشرط والدوائر الحكومية الجهد والوقت والمال، فهل نراها في باقي ربوع بلادنا، ويكون أجرها لأمير الرياض ? حفظه الله وسدده ف (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) هذا هو المؤمل، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين..

عبدالعزيز بن علي العسكر /الخرج
ص ب 1279 الدلم 11992
Visit www.islamway.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved