فُجع الوسط الاجتماعي والأدبي والثقافي بوفاة عَلَم من أعلامه، ألا وهو الدكتور عبدالله بن ناصر بن محمد الوهيبي. وقبل أن أتحدث عن عناصر بروز هذا الفقيد الغالي، أودّ أن أتحدث باختصار عن نشأته.. فقد نشأ في بيت كريم، بيت عِلْمٍ وفضل، ألا وهو بيت الشيخ ناصر بن محمد الوهيبي.. ذلك الرجل الذي تحدث بكرمه وتواضعه وأخلاقه الركبان، وعلى هذا النهج قام - رحمه الله - بتربية أبنائه، وعلى رأسهم فقيدنا الدكتور عبدالله - رحمه الله -، والذي تلقى علومه الأولى في مكة ثم ابتُعث إلى مصر، حيث عاد منها بالشهادة الجامعية في منتصف السبعينيات الهجرية، وتولى مناصب عدة منها مدير عام التعليم الابتدائي، ثم مدير عام التعليم العام، ثم أمين عام جامعة الملك سعود، ثم ابتُعث إلى بريطانيا، حيث حصل على الدكتوراه، وقام بتدريس مادة التاريخ في جامعة الملك سعود (السيرة والراشدون).. وخلال تلك الفترة كان بيته وصدره مفتوحا للضيف وطالب النصيحة، وهو من القلة التي تلتزم يوميا باستقبال الضيوف ما بين المغرب والعشاء، يلتقي في بيته أصحاب الثقافة والعلوم والآداب وطلاب المشورة والنصيحة والباحثين عن الكتب القيمة، حيث لا يتردد في إعارتها إذا توسم في طالب الإعارة الرغبة الصادقة والاستفادة.. رحم الله فقيدنا الغالي، وحفظ أخويه اللواء متقاعد عبدالرحمن والدكتور محمد، وعزاؤنا لهما ولأبنائه وعائلته الكريمة ولمجتمعنا عموماً بفقد أمثال هذا العَلَم.
|