في كل مرة تطل إحداهن (بلا حياء) من قناة فضائية (ماكرة الهدف!) أو مجلة (علمانية التوجه) أو حتى مجلس حريم (فارغ الفكر) وقد اجتهدت بإصباغ الوجه وتنميص الحواجب ومداراة أوجاع الزمن وسنواته!! وألقت غطاء شفافاً مزيناً لا يكاد يغطي نصف شعرها المصبوغ فقط لتضفي الشرعية على صنيعها فهي متمسكة جداً بالحجاب!!! (لكن على كيفها طبعاً) في كل مرة أتمناها لو تصمت حتى قبل أن تنطق، يكفي أنها اقترفت ذلك، فهل ستحتمل وزر كل من ستقتنع بهرائها لا ينقص من وزرها شيئاً؟؟ أتمنى لو أهمس في أذنها بألم: ما أجمل أن نفكر بعقلنا نحن وليس بعقول غيرنا؟! ما أجمل أن نتحدث بلساننا وليس بألسنة الغير؟! ما أجمل أن نتميز عن غيرنا ونقف باعتزاز أمامهم فلا نحني رؤوسنا لهم ولفكرهم!! والأروع من كل هذا بل الواجب أن نسمع ونعي ما يأمرنا به ديننا الحنيف وليس دين الغير وأخلاقهم السيئة! هذه الأيام خرجن علينا بموضة جديدة تطغى كثيراً على سائر التقليعات الغريبة التي تصرعهن بين الحين والآخر، هذه المرة كلمة تحمل بين طياتها عالماً من الأفكار والتوجهات الغريبة والغربية الهدف والمحتوى والتوجه، تحمل خروجاً مريراً ومبيتاً، بل ومخططاً له بعناية وتؤدة! (أبي حقي).. جملة سعودية اللفظ بلهجتها المحلية المميزة غربية المعنى، بل خبيثة المغزى! تقولها إحداهن وقد أقرت بهدر حقوقها، وأعلنت أنها مسلوبة الحق.. منتهكة الحقوق.. بعيدة عن نيل حقها!!! وهكذا تتكرر كلمة الحق والحقوق في كل أحاديثهن.. ولا أدري بعد هذا الظهور المعوج أي الحقوق يطالبن بها أكثر من ذلك؟؟؟ وكأن الواحدة منهن عاشت لتنتزع حقوقها حتى من فم الأسد كما تدعي وليس عليها أي واجبات!! ستحاسب عليها ولن تفلت من عقاب العزيز الجبار المنتقم إن لم تتدارك نفسها بالتوبة والندم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! ما أكثر ما تمرر هذه الكلمة (وما على شاكلتها)على أسماعنا لتبدو طبيعية مع الاستمرار وتغرس في النفوس، شائكة لا يستسيغها المجتمع المسلم ولا يقرها من يخاف الله تعالى ويخشى عقابه.. ومن يتلهف عليها ويسعى لقطفها فاته الكثير من التعقل والروية ومحاسبة النفس قبل أن تحاسب.. وسعى للتقليد فقط لأجل التقليد بحد ذاته والا فشتان بين الثمرتين! ولا أظن النساء الآن هن الهدف الحقيقي، بل هن جسر للعقول الصغيرة الناشئة الآن والمتفتحة بقوة هائلة على العوالم الأخرى فقط بما فيها من بشاعة وأشياء كنا نرى مجرد التفكير فيها عيباً يخل بالوقار والخلق ويزعزع الحشمة والستر! إن من امتلكت الجرأة لتتحدث بلسان غيرها بل تجعل نفسها في مواجهة لم تحسب حسابها لهي أقل مما يعتد برأيها! وهي ناقصة الفهم بعيدة تماماً عن رأي الدين الحنيف والشرع المطهر.. ولم يبلغ فهمها أو حتى مسامعها أسباب تحذير المصطفى عليه الصلاة والسلام من فتنة النساء.. ولا حتى وعت أن النساء سبب وبلاء في فتن بعض الأقوام السابقة ومنهم بنو إسرائيل!! موجع أن تخرج المرأة أمام الملأ لتقر ما يقوله الأعداء عن المرأة السعودية المسلمة.. وتردد ببلاهة ما حفظته من قبلهم! من المسئ حقاً لنا أن تؤكد بسذاجة طاغية هذا الرأي وتعلن أنها بمثابة الدليل لهم على صحة أغلاطهم! وهم يشيرون لها، مؤكدين هذه واحدة منهن تقر الظلم الذي لحقها هذه واحدة هضم حقها.. تلك مسكينة، ضحية، فلابد حتماً أن يهبوا لمساعدتها وهذا يسهل الكثير من مهماتهم المبيتة والمخطط لها من سنوات!! ليس من قبل غير المسلمين وحدهم بل أيضاً من أبناء الوطن وأخوة الدين!! حين قالوا بملء إرادتهم اتركونا نفعل بأيادينا ما نستطيعه وبطريقتنا الخاصة ليضفي ذلك تعريباً وسعودة هلامية لأفعالهم!! فتأتي من القريب أكثر إقناعاً من الغريب المحقود عليه؟! ليجدوك في طريقهم أفضل القرابين المقدمة لمن يعنيهم خراب الديار ويفرحهم زلزلة الشعوب الإسلامية الآمنة، زجوا بك في مخاطرة هائلة لا أظنك استوعبت بعد حجمها وإلا لنفذت بجسدك وعقلك ودينك وحشمتك منها! ثم هل ستنفعك هذه الشهرة العمياء في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون وقبله ضمة القبر ووحشته؟؟ قولي لي أي الحقوق تريدينها والتي اختزلتها عبارتك (أبي حقي)؟؟ هل تعنين بها ظهورك المتبرج؟؟ إذن غاب عنك أن الحجاب أمر سماوي وعبادة تتقرب بها المسلمة لربها عز وجل، إضافة لأهميته في حفظ المجتمع من مزالق خطيرة وقعت فيها المجتمعات الداعية للسفور وصارت تئن منه! أم تراك تعنين بجملتك تلك المساواة مع الرجل في كل شئ؟؟ إذن لم تعي بعد صفاتك الأنثوية التي خلقك الله تعالى عليها وأنت تعملين ضعفك أمام قوة الرجل نفسياً وعاطفياً وجسمانياً وووو وكوني امرأة أسعد بضعفي ولا أريد قوة الرجل وخشونته؟؟ هل تملكين القوة لتكوني كالنساء اللاتي أصبحن رجالاً الآن، استرجلن فعلاً فقط بالمزيد من الأحمال والأعمال التي لا طاقة لضعفهن وصبرهن الغض به؟؟ هل لك طاقة في مقارعة الرجال كهن؟؟ أم إن عبارتك تلك تعني حرمانك من قيادة السيارة ورغبتك في احتضان مقودها بدلاً من ركوبك مع السائق وكأنك تعلنين استغناءك عنه وأنت ترين وجوده في بيوت الدول المجاورة برغم قيادة النساء وكأنه يعني مزيداً من الترف والوجاهة كحال الأغنياء لدينا الآن من الرجال؟؟ لم تعلمي العبرة بعد من هذا الرأي الذي يعني الخوف عليك وليس دائماً منك..!! لا أدري إن كنت تقصدين أن تكوني ناخبة تدلين بصوتك الناعم وتخرجين في اعتزاز لتدلي بصوتك وكأن هذا الشئ يكمل النقص الذي تعانين منه وكأن هذا الصوت سيحل كل المشاكل التي عجز عنها الرجال لا أدري إن كنت تعنين بالحقوق استرجاع ما هضم منها من قبل تعامل بعض الرجال أو حتى مشاكلهم وكأن المشاكل حطت على رأسك فقط لأنك سعودية دون نساء العالم!!! حقوقك يا هذه قررها الإسلام منذ أربعة عشر قرناً وتزيد في وقت لم يكن للنساء حقوق تذكر.. لا يعني طبائع البعض وعدم قدرتهم على تطبيق تعاليم الإسلام أن هناك حقوقاً مهدرة كونك سعودية مسلمة!! ولا يعني ثورتك أبداً على ما أقره الإسلام من أوامر وألزمك كامرأة بالتمسك بها ولا أقل من الحجاب والستر والحشمة والحياء والحياء!!!! إن هذه العبارة (أبي حقي) هي الشرارة الأولى التي أثارت النساء في عصر الثورة الأوروبية لكنهن فعلاً كن يعانين من ظلم الدين لهن وليس المجتمع فقط، أما أنت ومع إكرام الدين لك ومن ثم حرص المجتمع عليك ولهفته أيضاً تقرين أنك غيبت تماماً عقلك فماذا بعد تغييب العقل ترى ماذا نخاطب فيك؟
|