Sunday 9th January,200511791العددالأحد 28 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "منوعـات"

نوافذنوافذ
من هنا...!!
أميمة الخميس

في تصريح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز عقب زياراته للمصابين من رجال الأمن في المستشفى، أشار بوضوح وبلا مواربة إلى أنّ مرتكبي جرائم العنف الأخيرة في الرياض هم - مع الأسف - من أبناء هذا الوطن الجاحدين .. ويلتقي تصريح سموه مع تصريح صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومن قلب ليلة الأحداث حيث صرح لقناة العربية من أمام مبنى وزارة الداخلية المستهدف بأنّ الذين قاموا بهذه الأحداث هم أفراد ينتمون لهذا المكان تحديدا.
وهذا التزامن في التصريحات بهذا الاتجاه من مصدرين رفيعين على المستوى الرسمي، يعطي إشارة واضحة إلى توجُّه رسمي وواضح اتجاه مقاربة الموضوع ضمن إطاره المحلي والبدء من الجذور لننتهي بالأطراف.
حينما كنت أقرأ سيرة بعض الذين كانت مهمتهم في الخلية هي تفخيخ السيارات وتفكيكها ومن ثم تحميلها بكميات مهولة من المتفجرات ومن ثم إعادة تركيبها، كنت أفاجأ بهذا الكم الوافر من الكره والبغض والانقطاع عن وطن نشأوا وترعرعوا في جنباته، ومن ثم عادوا ليسددوها طعنات في صدر أوطانهم، والسؤال الآن ما الذي وفر بداخل أدمغة كل منهم هذه التربة الخصبة المهيأة لتقبل هذا الفكر الإجرامي المجنون؟ .. ما الفكر الذي عسف بالأدمغة الشابة الخضراء التي كانت تتعلم أولى أبجدياتها في الحياة، باتجاه كهوف الظلام والحقد والرغبة في التدمير؟ .. ما الأفكار المتوحشة المنقطعة عن حب هذا المكان وعشقه والرغبة في إعماره وبنائه وتحقيق إرادة الله فيه، لتحويله للأوكار لجمع الأسلحة والمتفجرات، ورؤوس (الأر - بي - جي) بجوار رؤوس الأجانب في الثلاجات؟
من الذي اختطف أبناءنا؟ وهدد أمننا؟ وأفجع الثكالى والأرامل والأيتام؟
لم يعد هناك من مجال للمواربة والكلام الغامض القابل لجميع الاحتمالات .. المواجهة الآن حدية وقاطعة، والجهات الرسمية تشير بوضوح إلى أنّ موطن الداء بالداخل، البقية الآن على كل جهة معنيّة بالأمر أن تتخذ مسؤوليتها كاملة في هذا المجال، فأمام وحدة الوطن وسلامته وأمنه، ما من مجال للمواربة والمجاملة وأنصاف الحلول .. الداء منا .. وفينا .. الباقي أن نهيئ الدواء .. ولا أعتقد أنه يفي .. بل نحن بحاجة إلى مبضع الجراح القاطع والباتر.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved