Sunday 9th January,200511791العددالأحد 28 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

الدكتور الوهيبي والسجايا الكريمةالدكتور الوهيبي والسجايا الكريمة
إبراهيم عبدالله المطلق*

جرى قدر الله سبحانه وتعالى بالموت على كل نفس نفيسة، وحتى أكرم الخلق عليه وأحبهم إليه ذاق بأبي هو وأمي سكرات الموت- صلى الله عليه وسلم- جاءت النصوص الكريمة مؤكدة هذا المعنى فقال عز وجل من قائل :}كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتَِ{، وقال سبحانه:} إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ . {ومن صفات المؤمن الإيمان المطلق والتسليم الكامل بما سطره الله في اللوح المحفوظ فالحمد لله على قضائه وقدره، وإن مما يخفف من فاجعة الموت ويهون مصيبته حينما يكون من قضى الله عليه بالموت ذا خصال كريمة، وسجايا حميدة يحبها الله تعالى ويحمدها خلقه فلقد مر على النبي- صلى الله عليه وسلم- بجنازة فأثنى عليها أصحابه خيراً فقال وجبت قال عمر- رضي الله عنه- ما وجبت يا رسول الله قال وجبت له الجنة أنتم شهداء الله في أرضه، ومن هذه الخصال التي أكرم الله بها الدكتور عبدالله بن ناصر الوهيبي- رحمه الله- الذي اختاره الله لجواره يوم الثلاثاء 23-11-1425هـ حسن الخلق، فحسن الخلق سجية ملازمة لأبي ناصر- رحمه الله- وهنيئا له هذه السجية فلقد ثبت عن النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- قوله:(يا عائشة ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة) وثبت قوله- صلى الله عليه وسلم-:(إن من أقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً)، فكان من خلق الدكتور عبدالله- رحمه الله- التواضع الجم، ومن ذلك ومع علو قدره ومكانته أنه طمس مفهوم الذاتية والأنا فكل من يعرفه يشهد له بخلق التواضع غير المحدود مع الصغار والكبار والرجال والنساء، ومن أقل ما يضرب من الأمثلة على هذا الخلق أنه كان يرفض بل ويصارع عندما يحاول شخص يعد من أبناء أبنائه أن يقبل رأسه، ومن ذلك أيضا- وأذكر هذا بنفسي- أنه كان يرفض وبشدة أن يترك ضيفه وزائره حتى يمشي معه حتى يودعه عند باب منزله الكبير، وحينما يطلب منه بل يقسم عليه ألا يفعل ذلك يجيب بقوله هذا والله يريحني، وكان من خصاله الحميدة وسجاياه الكريمة أنه كان باذلاً معطاءً سباقاً إلى أبواب البر والإحسان والصلة وأحسبه والله تعالى حسيبه أنه ممن لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، وهذا الصنف قد أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه ممن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فقد جهز أحد المستشفيات بجهاز غسيل الكلى فجزاه الله عن مرضى الكلى خير الجزاء، ومما يشاد به من سجاياه الحميدة، وقد قال- صلى الله عليه وسلم- اذكروا محاسن موتاكم إنه ممن بادر في دعم مشروع جامع إمام الدعوة جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله- الذي وفق القائمون عليه باختيار هذا الموقع لإنشائه ليكون قريباً من المقبرة، وليتم نقل الموتى على الأقدام إحياء للسنة المطهرة في دفن الموتى في تعجيل دفن المتوفى وتخفيفا على الناس الذين يعانون من المواقف في بعض المساجد الأخرى، ثم يعانون من البعد عن المقبرة ومتابعة الجنازة على سياراتهم، وقد أدى هذا إلى بعض الحوادث بسبب الزحام مما حدا بالبعض إلى الاكتفاء بأداء الصلاة فقط دون الذهاب إلى المقبرة لبعدها، وما يحصل من المشقة في الوصول إليها، ومما يؤسف له أن نرى البعض غير مبالين بتعجيل دفن الموتى كما أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- مصرين على الصلاة على موتاهم في مساجد وجوامع بعيدة عن المقبرة، وحينما كان ذلك قبل إنشاء هذا الجامع فالعذر وجيه ومقبول، ومما يؤسف له أن هناك من يطلق لسانه في التحذير من الصلاة في جامع إمام الدعوة غير مبال بقول الله تعالى: } وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً { ومما بلغني أن الدكتور الوهيبي- رحمه الله- كان قد أوصى بالصلاة عليه في هذا الجامع لنرى ويرى الجميع خلق الوفاء وسلامة القلب منه حياً وميتاً- فرحمك الله- أبا ناصر وأكرمك بالفردوس الأعلى من جناته، وجعل قبرك روضة من رياض جنته وخلفك في أهلك بخير إنه سميع الدعاء.

* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved