* كتب - محرر الشورى: عام 1394هـ أنشأت الحكومة صندوق التنمية الصناعية السعودي، متوخية دعم التنمية الصناعية، وفي العام نفسه بدأ الصندوق في تقديم القروض الصناعية، التي بلغت حتى نهاية العام المالي 1423- 1424هـ (2.574) قرضاً تقدر بنحو (44.8) مليار ريال، سدد منها زهاء (22) مليون ريال، اعتماداً على معلومات وفرها الصندوق. ومن المعروف أن سياسة التنويع الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة، تركز على تنمية إسهام الصناعة التحويلية التي يربو عدد مصانعها المنتجة على (3616) مصنعاً، بإجمالي تمويل يقارب (252) مليار ريال، موزعة على نشاطات الصناعة التحويلية، ولدت قيمة مضافة تتجاوز خمسين مليار ريال. بيد أن مجلس الشورى لاحظ أن نصيب الصناعات الهندسية، وبخاصة الإلكترونيات، وتقنية المعلومات والاتصالات، والتقنيات الحيوية - من التجارة العالمية - هي الأعلى نمواً، في حين قالت لجنة الشؤون المالية بالمجلس، التي يرأسها الدكتور عبدالرحمن بن أحمد الجعفري: إن أكثر الصناعات القائمة في المملكة، هي صناعات تحويلية، تقوم على تحويل المواد الخام إلى سلع مصنعة مشيرة إلى أن الجزء الأهم منها، يعتمد على الاستفادة من الميزة النسبة للنفط والغاز. ولذلك طالب مجلس الشورى الصندوق بأن يوظف جهده لتعزيز فرص قيام صناعات هندسية متقدمة، وصناعات معرفية، ترتكز على تقنية المعلومات والاتصالات، والتقنيات الحيوية، وتلك التي تقوم على البحث والتطوير. إن تلك التقنيات تستوعب استثمارات، وتولد فرص عمل للمؤهلين، وترفع وتيرة توجه الاقتصاد المحلي للصناعات عالية النمو، بما يعمق إستراتيجية التنويع الاقتصادي التي هي أساس إنشاء الحكومة لهذا الصندوق، وسياسة تنمية الصادرات الصناعية غير النفطية، ولذلك ينبغي أن يسهم الصندوق في استيعاب المجتمع السعودي، لتقنية الاتصالات والمعلومات، وبخاصة بعد أن أنشأت الحكومة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مذكرين الصندوق بأن المادة الرابعة من نظامه، تشير إلى أن السياسة الصناعية للحكومة تشكل القواعد العريضة لنشاط الصندوق، في دعم وتشجيع الصناعة في المملكة، وعلى الصندوق أن يتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الحكومية المختصة، في سبيل تحقيق ذلك، وينسق بين نشاطه ونشاطها). ينبغي أن يبادر صندوق التنمية الصناعية، بدعم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وهذا يستدعي إعادة النظر في السياسة الإقراضية للصندوق، بما يسمح بتكوين رؤية واضحة، ويفسح المجال لتنمية صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات، والتقنيات الحيوية.
|