|
انت في "محليــات" |
|
التواضع من الصفات التي نخشى أن تُفْقد في مجتمعنا، ويحل محلها حب المظاهر والتعامل باستعلاء وفوقية مقيتة مع بسطاء الناس، ولذا فإن وسائل الإعلام والكتّاب عليهم مسؤولية ترسيخ مفاهيم التواضع وإبراز الرموز الذين يتصفون بهذه الصفة من كافة شرائح المجتمع، دون حساسية أن يوصف من يثني عليهم بالمنافق أو المجامل، وحتى لا اتهم بالتشاؤم والنظر للمجتمع عبر نظارة سوداء، أقول لا زال في مجتمعنا رغم طفرة المال والمناصب التي رفعت بعض من يفقدون توازنهم في المحافل والمنتديات وخاصة عند الثناء عليهم من المحيطين بهم والمستفيدين منهم، أقول رغم ذلك لا زال مجتمعنا بخير، ولا زال فيه الكثير من المتواضعين، أمراء ووزراء ومسؤولين، وأساتذة جامعات ورجال أعمال، ولا أريد أن أسمي لأن الأسماء كثيرة والقائمة طويلة ولله الحمد، لكن العالم الجليل الدكتور عبدالله بن ناصر الوهيبي الذي فقدناه منذ أيام يعتبر أحد رموز التواضع في مجتمعنا، فهو لا يتقدم إلى المقاعد الأمامية التي يستحقها بجدارة رغم الإلحاح عليه بذلك، وهو في مظهره بسيط وفي حديثه بصوت هادئ ما يقرب الناس البسطاء منه ولعل الصفة التي عرف بها وذكرها بعض الزملاء الكتاب عنه، وهي الضغط على يد من يسلم عليه تهدف إلى ربط قلبه بقلب من يصافحه عن طريق ما يشبه الكهرباء التي تحدث عند الضغط على الأصابع كما يشعر من يصافحه باهتمامه به وإقباله عليه، بعكس من يضع يده في يد المصافح له وينظر إلى شخص آخر. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |