اطلعت على قائمة أكبر 100 شركة سعودية التي نشرتها صحيفة الاقتصادية بتاريخ 2 ذي القعدة 1425هـ، وقد تضمنت القائمة إيضاحاً لإيرادات الشركات والعديد من المعلومات عن كل شركة ... شيء جميل جداً أن نرى مثل تلك القائمة ونشعر كثيرا بالفخر والاعتزاز لوجود شركات وطنية تحقق نتائج وإيرادات عالية وتساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني. أثارت تلك القائمة في نفسي تساؤلاً هاماً وهو طالما أن لدينا هذا الكم من الشركات الناجحة ذات الإيرادات العالية فلماذا إذاً لا نشاهد أسماء علامات تجارية وطنية سعودية تتجاوز الأسواق المحلية إلى الأسواق العالمية؟ في اعتقادي بأن تحقيق ذلك ليس بمستحيل أبدا حيث إنّ بلادنا ولله الحمد تنعم برخاء اقتصادي وتتوفر لدينا الكثير من عوامل النجاح من حيث جودة الإنتاج والأسعار التنافسية والقدرات المادية والبشرية وغيرها الكثير. والمطلوب فقط أن تولي الشركات الوطنية مزيدا من الاهتمام في الاستثمار في العلامة التجارية التي تحملها منتجاتها أو خدماتها، كذلك وجوب اهتمام الشركات المحلية في نشاط التصدير سعياً نحو اختراق الأسواق الخارجية وتسويق المنتجات الوطنية خارج حدود أسوار الوطن مستفيدة من التسهيلات المتاحة في هذا المجال من الجهات ذات العلاقة في مجال التصدير. وأرى بأنه بمجرد انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية فإن هذه المسألة سوف تزداد سهولة حيث سيكون هناك مجال واسع لانتقال منتجاتنا إلى خارج الحدود مع كل أعضاء المنظمة بشكل أكبر مما يحدث الآن. ومن خلال استعراض قائمة أكبر 100 شركة، حاولت أن أتوصل إلى أفضل 10 أو 15 علامات تجارية وطنية، على الرغم من أن القائمة لم تشتمل على بعض الشركات المعروفة، وأسرد فيما يلي أبرز 15 علامة تجارية سعودية مؤهلة لأن تصبح علامات تجارية عالمية وبعضها بالفعل قد تجاوز حدود الوطن، وهي: سابك، الاتصالات السعودية، أرامكو، صافولا، سامبا، المراعي، الوطنية، الزامل، لازوردي، نادك، الصافي، الطازج، كودو، راني، الشركة العربية للعود، وليس بالضرورة أن يكون ترتيب هذه العلامات التجارية دقيقا مئة بالمئة، فقد يكون سقط سهواً بعض العلامات التجارية الهامة وما قصدته هنا إبراز أهمية الدور الذي تلعبه العلامة التجارية. أتمنى أن أشاهد واحدة أو أكثر من العلامات التجارية الوطنية وقد اخترقت الأسواق العالمية متجاوزة حدود الوطن والدول الخليجية وأن يتم إدراجها ضمن قائمة أفضل العلامات التجارية العالمية. فنحن نريد أن نشاهد اسم بلادنا عاليا شامخا في كل المجالات وأن لا يكون محصورا في مجال النفط، ولن يحدث هذا إلا بزيادة ثقافة التصدير لدى منشآتنا المحلية.
* كاتب ومستشار تسويق |