Sunday 9th January,200511791العددالأحد 28 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

التأريخ الأدبي لمسيرة أدبنا العربيالتأريخ الأدبي لمسيرة أدبنا العربي
فاروق صالح باسلامة

هذا موضوع مهم لتاريخ الأدب العربي عبر العصور، الذي تناولته الدراسات الأدبية من خلال العصور للتاريخ السياسي للعام للعرب، وبوَّبتْهُ قياساً عليه. بمعنى أن يُؤرخ للأدب بالعصر الجاهلي فالإسلامي فالأموي فالعباسي، وهكذا دواليك إلى عصرنا الحديث. وهو تقسيم خاطئ كما يراه المعاصرون، وفي مقدمتهم الأستاذ الرائد لتأريخ أدب العرب من خلال الموضوعات لا مِن حيث التسييس مصطفى صادق الرافعي في كتابه الباكر (تاريخ آداب العرب) 3 أجزاء، الذي توفِّي صاحبه سنة 1937م ولم ينشر إلا في سنة 1940م بتصدير الأستاذ الكبير محمد سعيد العريان؛ المحقق الأمين لتراث الرافعي.
أقول بادئ ذي بدء: إن الموضوعية في منهج العلوم والمعارف والآداب كما يراها - صاحب هذه السطور - تبعث الأدب من مفاهيم لغة العرب ورواياتهم البليغة وأفكارهم الجليلة على أنماط تسلسلية موضوعية من المنطلقات السليقية على الألسن، والمنتظمة من حيث الفكر والنظر والبصيرة. وهذا لا ينافي التاريخ الزمني، بل إن المعرفة التاريخية لأعلام الأدباء العرب تأتي إعلاميًّا من حيث الرواية وعن طريق الإخباريين وتدوين الأعمال الأدبية والشعرية بالتاريخ العام، وليس السياسي المزدوج! إذ إن النصوص الأدبية والأعمال الشعرية والأفكار الثقافية تُفهم مع الحادثة وبالمناسبة الاجتماعية وأمام المتلقين في مرابع هؤلاء الأقحاح من العرب الأماجد في جزيرتهم الأم، وحيث ما أقاموا أو رحلوا فالفكر الإنساني هو قيمة الوعي الذكي والزكي لديهم، ولم يهمل الناقد أو الحكم منهم تاريخية العمل والظرف؛ لقوة الذاكرة من جهة، وحفظهم الأمين لتراثهم العلمي والأدبي واللغوي من جهة أخرى؛ مما يسند القول بأن يكون تاريخ الأدب العربي أكثر قبولاً وأرسخ ذكراً حين يُكتب موضوعياً ومعنويًّا واجتماعيًّا بدل التدوين المتكلف؛ لأن النصوص ربما تنتثر هنا أو هناك، مما قد تتعرض للإخفاء بصفةٍ عامة أو ضياع البعض مع مرور الأيام بضياع وضع آخر! فنحن - هنا - ندعو لمسيرة الأدب.. أدبنا العربي أفقيًّا لا سواه، وفكريًّا لا غير.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved