الصالح رائد من رواد الرعيل الجغرافي الأول
د.ليلى صالح محمد زعزوع/أستاذ مشارك بقسم الجغرافية بجامعة الملك عبد العزيز

كرمت إثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجة العالم والرائد في علم الجغرافية معالي الأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الله عثمان الصالح مدير جامعة أم القرى.، لأنه رجل علم له دوره البارز والمتميز في خدمة العلم والتعليم الجامعي ومؤسساته وإثرائها من خلال عطائه وإنتاجه العلمي الجغرافي المتميز أو من خلال مسؤولياته الإدارية وأعبائها التي يواصل أداءها بكل أمانة وإخلاص بما عرف عنه من حسن خلق وتواضع وأدب جم.
البروفسور الصالح رائد من رواد الرعيل الجغرافي الأول في المملكة العربية السعودية حصل على درجة البكالوريوس من جامعة الرياض عام 1384هـ ثم تدرج في العمل الأكاديمي في عمله الوظيفي من وظيفة معيد في كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز عام 1385هجرية ثم محاضر وأستاذ مساعد ثم مشارك ثم حصل على درجة الأستاذية عام 1404هجرية أي منذ عشرين عاما قضاها في خدمة العلم الجغرافي وكان أول من يحصل على درجة أستاذ في قسم الجغرافية بجامعة أم القرى.
أكتب عن شخصية الأستاذ الدكتور ناصر الصالح، وذلك لغنى الشخصية العلمية والإنسانية، ولأنه يقدم لنا نحن الجغرافيين أنموذجا مشرقا للأستاذ والباحث الذي قدم ومازال يقدم فهو باحث أكاديمي جاهد في مشوار كفاحه العلمي والعملي من أجل اتساع مساحة التعليم وتطويره وانتشار المعرفة في مجتمع يبذل الباحثون فيه جهداً شاقاً.
ومع ذلك ورغم حصوله على الأستاذية فإن له زيارات يومية لمكتبه الخاص في قسم الجغرافية وفي ذلك خير مثال على تواصله الجغرافي، رغم أعباء عمله كمدير لجامعة أم القرى كما يحرص على حضور الندوات والمؤتمرات الجغرافية مع الجغرافيين.
إننا لن نستطيع أن نذكر كل حصيلة مشواره العلمي والعملي لكننا نشير إلى رسالة الدكتوراه التي تخصص فيها في الجغرافية السياسية والتي يعد التخصص فيها من الموضوعات الشائكة التي يجد الباحث فيها مشقة في دراساتها في عالمنا العربي وقد كان عنوان رسالته (نشأة وتطور المناطق الإدارية للملكة السعودية: دراسة في الجغرافية السياسية).
واصل الدكتور أبحاثه وكتبه في الجغرافية السياسية فله أكثر من سبعة كتب مؤلفة، فكتابه في الجغرافية الكمية والإحصائية عام 1399هـ كان أول من ألف فيها وهو الكتاب الذي وجد ويجد إقبالا في جميع دول العالم العربي ومكتباتها وله عدد كبير من الأبحاث تزيد عن عشرين بحثا انشغل فيها بهموم وقضايا وطنه، فكان له عدد من الأبحاث عن الحوادث المرورية والسكان وغيرها.
كما أن للدكتور الصالح الفضل في إدراج الرحلات الميدانية الحقلية في قسم الجغرافية عام 1391هـ لأول مرة هنيئاً لبلادنا وللجغرافيين خاصة هذا التكريم لأستاذ الأجيال والذي هو من صلب الوفاء والامتنان ورد الجميل لشخصية جليلة في خدمة العلم.