مجموعة المملكة ترصِّع منسوبيها بقائدة الطائرة السعودية الكابتن (هنادي).. صباح الغيوم والقمم الشاهقة (هنادي).. صباح الصقور والنسور وجميع الأماكن السامية البعيدة عن الدنس والشك والريبة واتهامات الخطيئة المتربصة بالنساء في كل زاوية ومنعطف.
ترطب صباحي اليوم بخبر (هنادي)، فعلى الأقل أحسستُ بأنها ستبقى هاهنا بيننا، ولن تذهب إلى شركة طيران مجاورة في الخليج تتسول وظيفة بينما أسطولنا يحتشد بالغرباء.
أنا أعاني من (فوبيا) الطيران، والسفر بالطائرة يصل بي حد الإزعاج والقلق اللذين يفقدانني التواصل مع الآخرين حولي بداخل المركبة، ولكن بالتأكيد ستكون تجربة شاهقة ونادرة ومختلفة عندما أركب طائرة ستقودها (هنادي).
فقط أريد من (هنادي) وهي تمخر السحاب هناك عالياً أن تتأمل جميع السيارات هناك في الأسفل وهي ممتلئة بالعمالة الآسيوية من جميع أصقاع الأرض وتخبرهم بأن المرأة السعودية نادرة وسامية وجسورة ومختلفة، وأن تلوح لجميع المراكز الانتخابية التي وُضعت للذكور فقط، لتخبرهم بأن نساء هذا الوطن يتمتعن بتمام الأهلية النفسية السوية التي تخوِّلهن للتصدي لأكبر المهام وأصعبها، وأن المرأة في هذا الوطن غير عاجزة عن التكامل مع إنسانيتها ومتطلبها الوطني، بل بالتأكيد أن هويتها الوطنية سوف تتكامل وتنضج وتستوي عندما تشارك في صناعة القرار؛ لأنها بالتأكيد جزء منه، وسوف يرسخ الانتماء عندما أعلم بأن صوتي ورأيي ومشاركتي هي مهمة وحيوية وملحة، ولا تُستبدل ولا تُعوَّض، ولن أسمح لجميع تلك الأصوات التي نصبت نفسها للحديث عني وباسمي.
صباح الخير (هنادي).. صباح مورَّق مغدق لجبينك
هنادي واجهتنا الوطنية الأولى في طريق السحاب.
|