Sunday 28th November,200411749العددالأحد 16 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

أختي تعترف .. نعم .. أنا قتلته؟! أختي تعترف .. نعم .. أنا قتلته؟!
عبير بنت أحمد بن عبدالعزيز الغفيص

بينما كنت مستغرقة في قراءة أحد الكتب.. صرخت أختي الصغيرة من حولي بزهو وفرح شديدين وهي تداعب أزرار جهاز الكمبيوتر.. (لقد قتلته.. لقد قتلته وتخلصت منه)!! استوقفتني العبارة عن مطالعة كتابي.. وسألتها باستغراب ..من قتلتِ؟! قالت: لقد تخلصت أخيراً من حارس البنك!!.. ألقيت بكتابي جانباً وطالعت معها شاشة الكمبيوتر.. فرأيت عجباً.. لعبة عن عصابة من عصابات المافيا الإرهابية.. من قوانينها أن تقتل كل من يقف في طريقك إلى المصرف المركزي.. سواء من المارة أو رجال الشرطة أو حراس الأمن أو حتى الزبائن. المال وسرقته هما الهدف الأول لكي يزداد رصيدك المالي فتبدأ مرحلة أخرى للاتجار بالمخدرات ومضاعفة رأس المال المسروق باستخدام أسلحة متنوعة تستعرضها لك اللعبة.. هذه الأسلحة وجدت أن أختي الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها العقد الأول باتت تعرف أسماءها وأنواعها، وأحجامها وسعة ذخيرتها ومميزاتها القتالية وقوة فتكها.
وليس ذلك فحسب.. بل أيها أسرع للقتل، أو لشل الحركة أو للقنص المؤكد وكيفية طرق الإجرام وأساليب الهروب من درويات الشرطة وأعضاء ال F.B.I .. إلخ.
لقد انتابتني حالة من الحزن والقلق في آن واحد على هذه الزهرة اليافعة لكونها تدرك كل هذا الكم من الإجرام وتتعامل مع هذه اللعبة التي لا تقدم لها سوى الإرهاب المصحوب بالزهو والفخار عندما تردي المارة ورجال الشرطة والأمن قتلى.. فتنطلق صوب الخزائن لسرقة المال وسبائك الذهب!
فكيف نسمح لهؤلاء الصغار أن ينشأوا على هذه الألعاب الإلكترونية التي تربي فيهم حب الجريمة والتدمير والإرهاب بواسطة أشرطة شيطانية تمرر لنا بل وتغزونا عبر ما يسمى ألعاب الأطفال.. أم أن الغاية تبرر الوسيلة؟
هذا عدا ما يكتنف هذه الألعاب من كلمات بذيئة تتفوه بها الشخصيات المجرمة فيها إلى جانب ما يشوب ذلك من حركات واستعراضات مقززة وملابس خليعة وفاضحة ترتديها النساء المشاركات في إدارة الصفقات المشبوهة والغير شرعية مع ثلة من المجرمين والإرهابيين.. مما لا يتناسب مطلقاً مع مجتمعنا المحافظ وتربيتنا الإسلامية.
هل وصل الأمر بنا إلى هذا الحد لكي يتربى أبناؤنا وإخوتنا الصغار على كيفية إبرام وإدارة الصفقات المحرمة وتفجير المباني والاستيلاء على البنوك وقتل المارة، ورجال الأمن والحراس وغيرهم؟
أسئلة كثيرة أحار في إيجاد الجواب الشافي لها.. فليتنا نعي دورنا الرقابي كاملاً والعمل على منع إدخال مثل هذه الأفكار الإجرامية التي تتوفر على أقراص
CD صغيرة تباع بأثمان بخسة بهدف
التسلية والإثارة والمتعة، وهي إنما تحمل فيروساً خطيراً يتسلل إلى عقولنا ويعوّدنا على الكراهية والعدوان وحب الذات واستخدام القتل للحصول على المال بالطرق المحرمة.. وهل ما تروجه لنا الدول الأجنبية يمر بهكذا بساطة ويسر إلى بيوتنا دونما حسيب أو رقيب من الآباء!؟
إن كل مسؤول منا عليه أن يمارس مسؤولياته كاملة باستبدال مثل هذه الأشرطة (الفتاكة) بأخرى ثقافية وعلمية وأخرى تعلم فنون الخط والرسم والتلوين وبقية المهارات الفكرية، وأدعو لحماية أبنائنا .. جيل المستقبل من هذا الخطر المحدق بهم، والذي مع الأسف نقدمه لهم على أنه (هدية النجاح)، وهو في الحقيقة.. هدية للخطوات الأولى نحو الإرهاب والتدمير.. وقانا الله وإياكم من هذه الشرور، وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار والله المستعان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved