Friday 12th November,200411733العددالجمعة 29 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

بدء التحقيق في مذبحة (ماي لي) الأمريكية بفيتنام بدء التحقيق في مذبحة (ماي لي) الأمريكية بفيتنام

في مثل هذا اليوم من عام 1969 أعلن الجيش الأمريكي فتح التحقيق مع الضابط وليم كيلي الذي قاد السرية العسكرية الأمريكية التي نفذت المذبحة البشرية ضد سكان قرية ماي لي الفيتنامية وأسفرت عن مقتل كل سكان القرية تقريبا رجالا ونساء شيوخا وأطفالا. بل إن القوات الأمريكية أبادت حيوانات القرية أيضا.
وكانت المذبحة قد وقعت في التاسع عشر من مارس عام 1969. وحاولت الولايات المتحدة التستر على هذه الفضيحة ولكن الصحفي الأمريكي الشهير سيمون هيرش كشفها ليفجر فضيحة مدوية ورغم أن وسائل الإعلام في ستينيات القرن الماضي، كانت متطورة، وحرب فيتنام تشغل اهتمام العالم في كل مكان، إلا أن هذه المذبحة تم التكتم عليها لمدة عام كامل، قبل أن يتم فضحها أواخر عام 1969، وتفاصيل جريمة (ماي لاي) حسب ما تذكره المصادر الأمريكية، أن الجنود الأمريكيين، قتلوا أبناء القرية، وذبحوا الماشية، ورموا الجثث بآبار مياه الشرب، ليتم تسميمها، ولأنهم يعلمون أنها جريمة بشعة، فقد تم التكتم عليها، إلا أن المصادفة والبحث عن الحقيقة، وحقيقة الصراعات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولأسباب انتخابية، تم الكشف عن هذه الجريمة.
وكان الكابتن وليم كيلي القائد الأمريكي الذي ارتكب هذه المذبحة بجنوده نموذجا للغطرسة والقسوة على حد شهادة قادته ومرؤوسيه على السواء. فلم يكن هذا الضابط يحظى بحب ولا باحترام مرؤوسيه ولا قادته. وكان كيلي قد انضم إلى الجيش الأمريكي ككاتب على الالة الكاتبة لكنه نجح بعد ذلك في الالتحاق بالكلية الحربية وحصل على دورة تدريبية لصغار الضباط في مارس عام 1967. وقد تم تكثيف الدراسة في فرقته بعد أن أصبحت القوات الأمريكية في حاجة إلى مزيد من الضباط لمواجهة تدهور الموقف العسكري في فيتنام فتخرج ضابطا وأرسل إلى فيتنام. وفي فيتنام كان هذا الضابط يمنع جنوده من التعامل أو اللعب مع الأطفال الفيتناميين وكان يقول إنه يكره هؤلاء الأطفال ويخاف منهم. وفي نهاية المحاكمة التي استمرت جلساتها 79 عاما و57 دقيقة توصلت هيئة المحلفين إلى قرارها باعتبار كيلي مذنبا بقتل 22 قرويا من سكان ماي لي. وصدر ضده الحكم بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة. ولكنه لم يمض بالسجن سوى أيام قليلة نقل بعدها إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ليسجن في منزل تحت الإقامة الجبرية فقط.
وفي عام 1974 أصدر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون قرارا بالعفو عنه رغم الجريمة المروعة التي تورط فيها ورغم كل ما ردده الأمريكيون في ذلك الوقت أن أنه سينال عقابه ليس فقط للمذبحة التي ارتكبها ولكن أيضا لأنه انتهك واعتدى على قيم (الديموقراطية وحقوق الإنسان) الأمريكية.
وقال الخبراء وأنصار حقوق الإنسان في أعقاب صدور العفو الرئاسي عنه إن هذا العفو يؤكد أن ما فعله الرجل في قرية ماي لي تتحمل مسؤوليته أمريكا بالكامل وأن المحاكمة والحديث عن العقوبة القاسية لم يكن أكثر من تمثيلية للتغطية على الفضيحة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved