Friday 12th November,200411733العددالجمعة 29 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

خارطة أم إسرائيل خارطة أم إسرائيل

انتقد علي العبد الله في عدد جريدة الجزيرة رقم (11724) العمل التلفزيوني (خارطة أم راكان) الذي أخرجه عامر الحمود ، وانتقد كذلك كاتبة العمل ليلى الهلالي ، حيث اعتبر أن المسلسل لم يحترم عقلية المشاهد ، حين اعتمد بناؤه على قصة خيالية ، لا يمكن أن يكون لها وجود على أرض الواقع .
وبحكم أنني لست من هواة مشاهدة المسلسلات والأفلام ، في رمضان أو في غيره من الشهور ، ولأنني كذلك لم أشاهد إلا حلقة أو حلقتين من هذا المسلسل لأسباب يطول شرحها ، فإنني لن أخوض في تفاصيله ، بل سأكتفي بانطباعي الأولي عنه ، حيث اعتقدت من أول وهلة شاهدته فيها ، أن كاتبة العمل أرادت في هذا المسلسل تصوير التواجد الصهيوني في المنطقة العربية ، والدعم الأمريكي اللامحدود لها .. فمشهد رفض أم راكان تواجد الحَمَام في منزلها ، هو كناية عن تبخر فرص السلام التي يرمز لها الحمام ، والبداية الفعلية للحرب الصهيونية على الفلسطينيين ، وذلك بمباركة أمريكية لها ، وراكان الذي يطلق عليه إخوته اسم السوسة ، هو الذي يمثل دور إسرائيل في المنطقة ، فهو الذي ينقل الأخبار أولا بأول لأمه ، وهو الطفل المدلل الذي لابد أن تحقق كل أمانيه ورغباته ، وهو الذي لابد ان يخدمه الجميع ويدخلوا السرور إلى نفسه ، وهو المستفيد من كل ما تفعله له أمه ، وهو الذي يرهبه الجميع بالرغم من صغر سنه وضآلة حجمه .. وأم راكان هي من تقوم بدور أمريكا في المنطقة ، فهي من توفر له الحماية ، وهي من تسهر على راحته ، وهي من تمنحه النفوذ ليبسط سيطرته على الجميع ، وهي من تسعى لتدمير كل من يقف في وجه تحقيق رغباته وأمانيه ، وهي من يغضب وينتقم أشد الانتقام ، ممن يتجرأ ويرفض تنفيذ أوامرها ، وهي الوحيدة التي جعلت لها الحق بالتدخل في كل شؤون العائلة ، حتى في أخص الخصوصيات لكل فرد ، فتزوج من تشاء لمن تشاء ، وترفض زواج من تشاء لمن لا تشاء ، وعندما لم تجد من يردعها ، تجرأت فسعت إلى ضم جزء من منزل الجدة إلى منزلها ، دون أن تجد سوى الاعتراض ، بصوت هو أقرب إلى الهمس.
إشارة
أعتقد أن اسم مسلسل خارطة أم راكان ، مستقى من خارطة الطريق الشارونية.

علي بن زيد القرون/حوطة بني تميم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved