انتقد علي العبد الله في عدد جريدة الجزيرة رقم (11724) العمل التلفزيوني (خارطة أم راكان) الذي أخرجه عامر الحمود ، وانتقد كذلك كاتبة العمل ليلى الهلالي ، حيث اعتبر أن المسلسل لم يحترم عقلية المشاهد ، حين اعتمد بناؤه على قصة خيالية ، لا يمكن أن يكون لها وجود على أرض الواقع .
وبحكم أنني لست من هواة مشاهدة المسلسلات والأفلام ، في رمضان أو في غيره من الشهور ، ولأنني كذلك لم أشاهد إلا حلقة أو حلقتين من هذا المسلسل لأسباب يطول شرحها ، فإنني لن أخوض في تفاصيله ، بل سأكتفي بانطباعي الأولي عنه ، حيث اعتقدت من أول وهلة شاهدته فيها ، أن كاتبة العمل أرادت في هذا المسلسل تصوير التواجد الصهيوني في المنطقة العربية ، والدعم الأمريكي اللامحدود لها .. فمشهد رفض أم راكان تواجد الحَمَام في منزلها ، هو كناية عن تبخر فرص السلام التي يرمز لها الحمام ، والبداية الفعلية للحرب الصهيونية على الفلسطينيين ، وذلك بمباركة أمريكية لها ، وراكان الذي يطلق عليه إخوته اسم السوسة ، هو الذي يمثل دور إسرائيل في المنطقة ، فهو الذي ينقل الأخبار أولا بأول لأمه ، وهو الطفل المدلل الذي لابد أن تحقق كل أمانيه ورغباته ، وهو الذي لابد ان يخدمه الجميع ويدخلوا السرور إلى نفسه ، وهو المستفيد من كل ما تفعله له أمه ، وهو الذي يرهبه الجميع بالرغم من صغر سنه وضآلة حجمه .. وأم راكان هي من تقوم بدور أمريكا في المنطقة ، فهي من توفر له الحماية ، وهي من تسهر على راحته ، وهي من تمنحه النفوذ ليبسط سيطرته على الجميع ، وهي من تسعى لتدمير كل من يقف في وجه تحقيق رغباته وأمانيه ، وهي من يغضب وينتقم أشد الانتقام ، ممن يتجرأ ويرفض تنفيذ أوامرها ، وهي الوحيدة التي جعلت لها الحق بالتدخل في كل شؤون العائلة ، حتى في أخص الخصوصيات لكل فرد ، فتزوج من تشاء لمن تشاء ، وترفض زواج من تشاء لمن لا تشاء ، وعندما لم تجد من يردعها ، تجرأت فسعت إلى ضم جزء من منزل الجدة إلى منزلها ، دون أن تجد سوى الاعتراض ، بصوت هو أقرب إلى الهمس.
إشارة
أعتقد أن اسم مسلسل خارطة أم راكان ، مستقى من خارطة الطريق الشارونية.
علي بن زيد القرون/حوطة بني تميم |