أوضح الحكمة منها.. وأوقات صرفها.. الشيخ السدلان لـ(الجزيرة ):
صرف زكاة الفطر نقوداً لا يحقق هدفها وهي استشعار للمسلمين وإظهار التعاون والتكاتف فيما بينهم

* الرياض - الجزيرة:
مع انقضاء أيام رمضان وفي ليلة العيد يتوجه المسلمون إلى اخراج زكاة الفطر تطهيراً وتزكية للنفس في وقتها أي قبل العيد بيوم أو يومين.. (الجزيرة) التقت فضيلة الشيخ د. صالح بن غانم السدلان أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية الذي تطرق إلى حكم زكاة الفطر وأهميتها فيما بين المسلمين في اشاعة المحبة والمودة والتقارب.
حكم الزكاة
* ما هو حكم زكاة الفطر.. وعلى من تجب؟
- زكاة الفطر فريضة على كل مسلم كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير.. وعلى الغني والفقير كلهم عليهم زكاة فطر.
مقدارها
* كم يبلغ حجم ومقدار زكاة الفطر؟
- قدر زكاة الفطر صاع من شعير أو من بر أو من اقط أو صاع من زبيب أو صاع من تمر هذا المقدار والنوع وكما جاء في الاحاديث الزكاة تصرف من قوت معتمد للبلد ونوعه وحجم الصاع أربعة أمداد والمد ملئ الكفين المتوسطتين.
وقت وجوبها
* ما هو وقت وجوب اخراج الزكاة؟
- وقت اخراج الزكاة هناك وقت فضيلة وفيه وقت جواز، فوقت الجواز تجوز قبل العيد بيوم أو بيومين أو قبل ذلك عند بعض أهل العلم، هذا الوقت الجائز، أما وقت الفضيلة فبعد صلاة الفجر وقبل صلاة العيد لقول الله عز وجل {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}، ووقت الوجوب هو غروب الشمس من آخر يوم من رمضان، بمعنى أن الانسان الذي غربت عليه الشمس وأدرك جزءا من الليل من أول ليلة من شوال يعتبر وجبت عليه زكاة الفطر، فلو مات قبل غروب الشمس فلا زكاة عليه، ولو لم يولد له الا بعد غروب الشمس ليلة العيد فلا زكاة عليه، فالذي تجب عليه الزكاة هو الذي يجمع بين جزء من الليل وجزء من النهار، جزء من النهار من رمضان وجزء من الليل ليلة شوال ليلة العيد. هذا وقت الوجوب وأداؤها يكون قبل العيد إما بيوم أو يومين أو يوم العيد بعد صلاة الفجر وقبل صلاة العيد. واما إذا أدى صلاة العيد ولم يؤد زكاة الفطر فإن أداءها بعد ذلك يكون صدقة من الصدقات كما جاء في الحديث انها إذا أديت بعد صلاة العيد فهي صدقة من الصدقات، أي تصبح صدقة وليست زكاة فطر.
الحكمة من الزكاة
* ما الحكمة من زكاة الفطر؟
- الحكمة من أداء زكاة الفطر فلأن يوم العيد لدى المسلمين يوم سرور وفرح وأنس وحبور وأكل وشرب وزيارات وتهادي ولبس للجديد وهنا أراد الله جل وعلا أن يكون المسلمون في هذا اليوم كلهم في فرح وسرور فيأكلون ويشربون وليتحقق ذلك ان تخرج زكاة الفطر يوم العيد أو قبله بيوم أو يومين لقوله صلى الله عليه وسلم (اغنوهم بها..) يعني أخرجوها قبل العيد بيوم أو يومين أغنوهم بها فلا تخرج من أول رمضان فيأكلها ولا من منتصف رمضان فيأكلها ولكن تخرج قبل العيد بيوم أو يومين حتى يحصل اغناءه عن المساءلة، وحتى يشارك الناس الآخرين فيأكل ويشرب ويحيز ويبيع ويشتري ببعضها لباسا وأكلا وحلوة ويدخل في جميع ما يريده.
لا تصرف نقوداً
* لكن ما حكم صرف الزكاة نقوداً؟
- هناك بعض أهل العلم يرى أن يعطى بدل الطعام نقوداً لكنه لا يتحقق بها الهدف المطلوب من زكاة الفطر. ومن أهداف الزكاة انها على الغني والفقير فالفقير الذي يجد قوت يومه وليلته وما زاد عن قوت اليوم والليلة فإن عليه زكاة الفطر وزكاة من يمون وأول من يبدأ بالزوجة ثم الابن ثم الأم ثم الأب وهكذا يرتب من تجب عليه الزكاة ويقوم بها.
أهداف صرف الزكاة
* وما هو الأهداف الرامية من زكاة الفطر؟
- من أهدافها ان الناس يشتركون في اخراج الزكاة، فهذا بأخذها وهذا يعطيها، فهي مظهر من مظاهر التراحم والتعاون والمودة والمحبة والتراضي وهذا يعطي زكاة وذاك يأخذ ويشتري ففيها ناحية اقتصادية تحريك السوق عند الباعة ففيها مظهر اقتصادي واجتماعي ومظهر تربوي إلى غير ذلك من الامور والمظاهر لهذه الزكاة.
فمن هنا فالزكاة لا تكون أولا في أول الشهر ولا تكون في القيمة ولا تنقل عن البلد بخلاف زكاة المال فإنه إذا لم يوجد سوى زكاة المال فبعض أهل العلم يجيز اخراجها عن البلد لكن زكاة الفطر ينبغي ان تكون في داخل البلد لانها من الشعائر الظاهرة في الاسلام، ومن أهدافها أيضا اظهار التعاون بين المسلمين والتراحم والتقارب فيما بينهم وانها تجب على الغني وعلى الفقير وعلى الكبير والصغير وعلى الانثى وعلى الذكر وعلى كل مسلم. إن زكاة الفطر عبادة يشترك فيها الجميع، لذا استحب اهل العلم ان يكيل الأب الزكاة لكل ابنائه كل ابن بمكيال ويضع كل زكاة بكيس ليستشعر الاطفال الصغار والخدم والجميع يستشعرون بأهمية وفضل هذه الزكاة وأثرها والرابطة الاجتماعية التي تربط بين هؤلاء المسلمين
حرية التصرف
* في ليلة العيد تبدأ ظاهرة افتراش الأرصفة وبداخل الاسواق لأشخاص يبيعون الزكاة وأحيانا تعطى لهم زكاة الفطر فيقومون ببيعها، هل هذا نوع من الاتجار في الزكاة وما حكم ذلك؟
- إذا ملك الشخص الزكاة التي أعطيت له فله حرية التصرف ويفعل بها ما يشاء ليس في ذلك بأس أو خلاف، نحن إذا أعطينا الزكاة لشخص فيقوم بالتصرف بها من خلال بيعها أو شراء ملابس بها أو شراء طعام أو أخذ واستلام قيمتها نقداً. لكن المظهر أن تكون بهذا الشكل وبهذه الصورة لان الغالبية وفي الدول الفقيرة فتجد لها دور عظيم، ولو رجعنا الى الوراء الى خمسين عاما وأكثر فتجد لها شأن عظيم ويحسبون حسابها فتجد البعض يستفيد من زكاة الفطر لمدة ستة أشهر ويأكل منها من هنا كان لزكاة الفطر أثر كبير لكن عندنا هنا ولله الحمد الله بسط الرزق على العباد وان كان لا يزال هناك أشخاص بحاجة والزكاة هي زكاة للبدن أي تابعة للبدن حيث ما كان الانسان فزكاته تتبعه فمثلا إذا صام 27 من رمضان في هذا البلد ثم انتقل الثلاثة الأيام الاخيرة من رمضان الى بلد آخر فمحل زكاته في البلد الذي يكون فيه أي تكون في البلد الذي تغرب عليه الشمس فيها فهذا مظهر من مظاهر الزكاة انها تتبع البدن فتلك زكاة مال فزكاة الحال تتبع البلد توزع في البلد الذي فيه المال أما زكاة الفطر فزكاة ابدان.
خطوة مباركة
* تشرع جمعيات البر والجمعيات الخيرية ليلة العيد في التواجد أمام المساجد لتقوم باستلام وتجميع زكاة الفطر من المزكين لتقوم بعد ذلك في توزيعها وتسليمها على مستحقيها ما رأيكم في هذه الظاهرة؟
- أولا لا بد ان يكون أصحاب الجمعيات الخيرية الذين يقفون بسياراتهم أمام المساجد هي جهات وجمعيات خيرية رسمية ومعتمدين من قبل الجهات المعنية باستلام زكاة الفطر وهي ظاهرة ايجابية وخطوة مباركة وعظيمة في حد ذاتها وهي تعين وتساعد الناس وتسهل عليهم عملية استلام الزكاة منهم ومن تتولى مهام توزيعها على مستحقيها من المساكين من قبل اشخاص موظفين في الجمعيات الخيرية ومحتسبين للأجر وتسلم للمحتاجين في أماكن تواجدهم وهي من المظاهر الايجابية والخيرية وفيها التعاون على أعمال البر والخير فجزاهم الله كل خير على عملهم وسعيهم الذي فيه أجر كبير وعظيم.