الحديث هاهنا سيدور حول بعض مظاهر الكذب؛ إتماماً للحديث الماضي، وتحذيراً من تلك المظاهر؛ فمنها الكذبُ على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والكذبُ في البيع والشراء، والكذبُ للمفاخرة وإظهار الفضل، والكذبُ على المخالفين نكايةً بهم، وتشفياً منهم، والكذبُ المقرونُ بالحسد، والكذبُ في المطالبات والخصومات، والكذبُ للتخلص من المواقف المحرجة، والكذب لاستدرار العطف.
ومن مظاهر الكذبِ المبالغةُ في القول، ونقلُ الأخبار الكاذبةِ، والتوسعُ في باب المصلحةِ، والمبالغةُ في المعاريض والكذبُ على الأولاد.
أما دوافعُ الكذبِ فكثيرة، منها الخوفُ من النقد أو العقاب، وإيثارُ المصلحةِ العاجلةِ، وقلة المراقبةِ لله، وعدمُ المبالاة بالعواقب.
ومنها اعتياد الكذب، وسوء التربية.
معاشر الصائمين: هذا هو الكذب، وتلك بعض مظاهره، ودوافعه، فما أحرانا أن نتجنبه؛ حتى نفوز برضا الله، ونسلم من عواقب الكذب.
وإن هذا الشهر الكريم لمن أسنح الفرص، وأعظم الأسباب المعينة على ذلك.
(ومن لم يدع قول الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه، وشرابه).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
محمد بن إبراهيم الحمد
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم |