Friday 12th November,200411733العددالجمعة 29 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

يقترح هيئة عالمية تجمع العلماء..عامر العرابي أستاذ الشريعة بالجزائر لـ «الجزيرة »: يقترح هيئة عالمية تجمع العلماء..عامر العرابي أستاذ الشريعة بالجزائر لـ «الجزيرة »:
توحيد جهود علماء الإسلام هو العلاج النافع لكل أمراض الأمة

* الجزيرة - خاص :
عشر سنوات قضاها الدكتور الشيخ عامر علي أحمد العرابي ، الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بالجزائر ، يؤم المصلين بأحد مساجد مكة المكرمة قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه ويعود إلى بلاده ، ليعمل بالتدريس في عدد من الجامعات الجزائرية.
(الجزيرة) حرصت على اللقاء به خلال مشاركته كعضو لجنة تحكيم بمسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم بأم القرى .. وكان هذا الحوار :
* بداية نسأل ، سبق أن اشتغلتم إماما لأكثر من عشر سنوات بمكة المكرمة .. فكيف تنظرون إلى الجهود التي تضطلع بها المملكة في خدمة بيوت الله والعناية بالأئمة والخطباء ؟
- يكفي لمعرفة جهود المملكة المبذولة في خدمة بيوت الله أن نعلم أن بهذه البلاد المباركة أكثر من خمسين ألف مسجد ، ترتفع مآذنها شاهقة ويذكر فيها اسم الله هذا من حيث الكم ، وأما من حيث الكيف ، فإن التكنولوجيا والتقنية التي استعملت في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف لدليل واضح على مدى اهتمام القائمين على هذه البلاد المباركة ببيوت الله ، والجهود المتواصلة للارتقاء بمستوى الأئمة والخطباء.
* وكيف ترون دور المسجد في الوقت الراهن تجاه معالجة القضايا الاجتماعية الوافدة ، والتي جدت على مجتمعنا العربي والإسلامي ؟
- إذا كان للمستشفى دور فعال في حفظ الصحة والوقاية من الأوبئة ، فإن المسجد والجامع مثل المستشفى بل أهم ، فحماية العقول أولى من حماية الأبدان ، والناس يزورون الجامع كل أسبوع مرة لسماع خطبة الجمعة بآذان صاغية ، وقلوب واعية ، عن طواعية واختيار ، فما على الخطيب إلا أن يحسن المهنة ، ويجيد العمل ، ويخلص الكلمة ، ولولا المساجد لما بقي لهذه الأمة أثر ، لكن يبقى علينا أن نعمل بجد لإحياء دور المسجد كما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عندما كان جامعة للأمة وكان لمناقشة كل أمور الحياة.
* كثرت التفسيرات العلمية للقرآن الكريم ، وبدأ الأمر كما لو كان (موضة) ، فما هو رأيكم في هذه الظاهرة ، وفيما يقوله روادها اليوم ؟
- التفسير العلمي للقرآن ، إذا كان في إطار الشرطين أن تكون دلالة الآية قطعية ، والحقيقة العلمية قطعية ، فهو مقبول ، وهو وجه من وجوه الإعجاز القرآني ، وأي تفسيرات لا تراعي هذين الشرطين ، فهي اجتهادات لأصحابها لا يلزم الأخذ بها ، وعلى العلماء مسؤولية التدقيق في هذه التفسيرات وتصحيح الخطأ فيها.
* الناظر إلى واقع العالم الإسلامي ، وما يجري فيه من أحداث ، واتجاهات فكرية نجد اضطرابا شديدا ، وتمزقا يضعف قوى الأمة ، ويحد من طاقاتها .. في رأي فضيلتكم ما هو العلاج الناجع لحال هذه الأمة ؟
- العلاج الناجع لكل ما أصاب الأمة : أن يكون للعلماء هيئة تجمعهم ، هيئة عالمية هي التي تتكفل بتوجيه الأجيال ، وإرشادهم ، وتربيتهم ، فتوحد مناهج التربية والتعليم ، والفكر ، والفتوى ، والدعوة والإرشاد وكل ما يهم أمور المسلمين ، فقد ثبت أن الخلاف بين العلماء هو أكثر ما يهدد الأمة ويعطي لأعداء الدين فرصة إطلاق الاتهامات وإشعال الفتن بين أبناء المسلمين.
* تتباين الآراء تجاه قضية (حوار الأديان) بين مؤيد لها داعيا لضرورة أن يتعاون المسلمون مع غيرهم من أهل الأديان الأخرى .. وبين محذر من هذا الحوار رافضا له .. فكيف ترون أهمية حوار المسلمين مع غيرهم من أهل الأديان الأخرى ؟
- حوار الأديان مسألة ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى ، لأن الآخرين لا يعرفون ديننا على حقيقته ، ونحن مأمورون بتعريف الإسلام للبشرية ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاول أهل الكتاب { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ، ولا مانع من الحوار طالما أن فيه خيرا للإسلام ونشرة للدعوة وتفنيد للأكاذيب التي تروج ضد الإسلام وأهله.
* تتعدى الرؤى حول أسباب انتشار الفكر المتطرف الذي أدى إلى ظهور جماعات العنف ، والإرهاب في مجتمعنا الإسلامي ، فمن وجهة نظرك ما هي أسباب هذه الظاهرة ؟
- أكبر أسباب ظاهرة التطرف الجهل بتعاليم ومبادئ الإسلام ، هذا الجهل هو الذي يجعل الأدعياء وأنصاف المتعلمين يتجرءون على الفتوى ويجدون من يستمع لهم ويأخذ عنهم ، لذا على أولي الأمر أن يجندوا العلماء لتعليم الأجيال دينهم الصحيح ، وبذلك نقضي على هذه الظاهرة الخطيرة.
* وما هي الوسائل التي ترونها ضرورية لضمان نجاح جهود التوعية بحقائق الإسلام في الخارج في هذا الوقت ، الذي تتصاعد فيه محاولات بعض الغربيين للربط بين الإسلام والإرهاب ؟
- أكثر الوسائل فعالية في تقديم صورة صحيحة عن الإسلام هي القنوات الفضائية ، وشبكة الإنترنت ، باللغات الأجنبية ، ثم الأقراص المضغوطة ، ثم الكتاب والمجلة ، ثم الدعاة والعلماء بأنفسهم .. ولا يمكن أن نتجاهل أهمية هذه التقنيات في حمل الرسالة الدعوية ، فتأثير الإعلام الآن كبير للغاية ، وما أكثر ما تضررنا منه عندما جلسنا في مقاعد المشاهدين ولم نبادر إلى توحيد رسالتنا التي نحن مأمورون بنشرها للعالم كله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved