* القاهرة - واس:
تحوّل مرض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات الى لغزاً احتار الاطباء في تشخيصه وتضاربت التصريحات حول حقيقته فالبعض قال إنه مصاب باللوكيميا وآخرون قالوا إنه مصاب بعدوى فيروسية أو بنوع من السرطان.
فخلال ثلاثة أسابيع تداعت صحة الرئيس عرفات على نحو متسارع ولم يمهله المرض الغامض الذي أودي بحياته اكثر من تلك الايام ليضع (مؤقتا) حدا للجدل حول ماهية مرضه. ومنذ أن أدخل عرفات لمستشفى بيرسي العسكري في العاصمة الفرنسية باريس يوم 29 أكتوبر الماضي رفض الاطباء اصدار تصريحات حول تشخصيص المرض الذي أودي بحياته.
وصحة الرئيس الفلسطيني الراحل كانت خلال السنوات الماضية من أكبر العوامل المثيرة للجدل خصوصاً بسبب الرعشات التي لوحظت على يديه وشفتيه والتي اعتبرها البعض من أعراض مرض الشلل الرعاش (باركنسون).
وفي العام الماضي عانى عرفات من حصوات بالمرارة وفي حينه نفى مساعدوه أن يكون أصيب بسرطان في المعدة غير ان حالته الصحية تدهورت سريعاً خلال شهر أكتوبر الماضي حيث أصيب يوم 12 من الشهر بنزلة برد اثناء سيره بالمقاطعة برام الله وقال مساعدوه انذاك انه شعر بأعراض البرد وخلد إلى النوم مبكراً.
غير ان تصريحات مساعدي عرفات لم تبدد الشكوك حول صحته فبعد أسبوع من اصابته بنزلة البرد (وفقاً لمساعديه) وصل فريق طبي مصري إلى رام الله لفحص عرفات بعد إصابته بالحمى والغثيان والزكام وقال مساعدوه انذاك ان حالته تحسنت خاصة بعد زوال الحمى والغثيان وأصر على الصوم في مطلع شهر رمضان.
وبعد أربعة أيام من فحص الفريق الطبي المصري للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قام فريق طبي تونسي آخر بفحصه وحينها قال دبلوماسي تونسي ان صحة عرفات تتحسن وان الفحص الطبي له لمجرد الاطمئنان عليه غير ان عرفات يوم 27 اكتوبر تقيأ بعد تناوله حساء ثم سقط فاقداً الوعي لمدة عشر دقائق.
وفي اليوم التالي أصيب عرفات بالوهن والضعف وأصبح غير قادر على الوقوف وعندها قرر فريق طبي من مصر والأردن وتونس سفره إلى باريس للعلاج بعد اجراء اختبارات مبدئية أشارت إلى انخفاض عدد الصفائح الدموية في جسمه وهي المكونات المسؤولة عن تجلط الدم.
وفي يوم 29 أكتوبر الماضي تم نقل الرئيس الفلسطيني الراحل إلى فرنسا وخضع عقب وصوله مستشفى بيرسي العسكري إلى نقل دم.
وفي ثاني أيام دخول عرفات مستشفى بيرسي بدت تصريحات متضاربة حول حقيقه مرضه حيث قال مسؤولون فلسسطينيون إنه مصاب باللوكيميا وانه عاد لتناول الطعام مرة أخرى ونهض من سريره لفترة وجيزة غير انه في اليوم التالي زاد غموض مرض عرفات حيث أفاد المسؤولون بأن الاطباء يسعون لتحديد ما اذا كان عرفات مصاباً بعدوى فيروسية او بنوع من السرطان بعد استبعاد إصابته باللوكيميا.
وفي الاول من نوفمبر الجاري قال مساعدو عرفات ان الاختبارات التي أجريت تظهر عدداً غير عادي لكرات الدم وارتفاع كبير في كرات الدم البيضاء وانخفاض الصفائح اضافة لاستمرار أعراض غير عادية في الجهاز الهضمي قال البعص انها ناتجة عن تسمم عرفات.
وكان يوم 3 نوفمبر مؤثراً وحاسماً في محطات مرض عرفات الأخيرة حيث تدهورت صحته بشكل ملموس ونقل إلى العناية المركزة ودخل في غيبوبة وبعد خمسة أيام تعرض عرفات لنزيف في المخ وفي اليوم التالي أعلن الاطباء أن حالة عرفات تزداد تدهوراً وأن الغيبوبة تزيد عمقاً و قال فلسطينيون إن عرفات يعاني من تلف بالمخ وفشل في وظائف الكبد والكليتين.
وبإعلان رحيل عرفات رسمياً فجر امس ومع عدم صدور تصريحات من الاطباء المعالجين بمستشفى بيرسي حول سبب وفاته أو تشخيص مرضه سيظل مرض عرفات ولو مؤقتاً لغزاً ربما تتكشف حقيقته مستقبلاً.
|