* رام الله - باريس - العواصم - بلال أبو دقة :
توفي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الساعة الرابعة والنصف من صباح أمس الخميس عن عمر يناهز 75 عاماً في مستشفى بيرسي العسكري في ضاحية كلامار الباريسية. وكان الطيب عبد الرحيم الامين العام للرئاسة الفلسطينية أول من أعلن نبأ وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات صباح امس وقال عبد الرحيم خلال مؤتمر صحافي في المقاطعة في رام الله في الضفة الغربية (تنعى القيادة الفلسطينية الى شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والانسانية جمعاء القائد والمعلم ابن فلسطين ورمزها صانع حركتها الوطنية المعاصرة وبطل كل معاركها من اجل الحرية والاستقلال، والدنا ورائدنا وحامل رايتنا نحو المستقبل الجديد، الاخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي انتقل الى رحمة ربه راضيا مرضيا في الساعة الرابعة والنصف من صبيحة الخميس 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004).
واوضح ان جنازة ياسر عرفات ستجري اليوم الجمعة في القاهرة على ان يوارى الثرى في رام الله. وقال عبد الرحيم ايضا (رحل اليوم ياسر عرفات الذي تربى في دروب القدس وعاش وهو يأمل ان يجعلها عاصمة دولة فلسطين المستقلة. وها هو اليوم يرنو الى قدسنا الشريف ويرقد على مقربة من الأقصى داعيا ايانا أن نواصل العمل حتى نحقق حلمه في ان نفك اسر الاقصى والقيامة وان نجعل هذه الارض ساحة سلام وامان وتآخ واستقرار).
وفيما يلي النص الحرفي لاعلان وفاة عرفات الذي اصدرته السلطة الفلسطينية وتلاه الطيب عبد الرحيم :
(تنعى القيادة الفلسطينية الى شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والانسانية جمعاء القائد والمعلم ابن فلسطين ورمزها، صانع حركتها الوطنية المعاصرة وبطل كل معاركها من اجل الحرية والاستقلال، والدنا ورائدنا وحامل رايتنا نحو المستقبل الجديد، الاخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي انتقل الى رحمة ربه راضيا مرضيا في الساعة الرابعة والنصف من صبيحة الخميس 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004. (لقد اغمض شهيدنا الكبير ياسر عرفات عينيه عن هذه الدنيا وسكن قلبه الكبير وانتقلت روحه الطاهرة الى بارئها، لكنه باق بقاء هذا الشعب العظيم لانه كان رائد كفاحه المسلح والسياسي وقائد مسيرته الجبارة في الطريق نحو بناء هويته الوطنية من جديد فوق ارض وطنه ورمز تطلعه نحو اقامة دولة فلسطين المستقلة وتحرير شعبه من قيود التشرد واللجوء والاحتلال.
(غاب عنا اليوم ابن فتح وقائدها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وموحدها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وبانيها القائد العربي المكافح من اجل حرية امته ووحدة صفها وتضامنها وتقدمها والنجم الابرز في سماء قوى التحرر الوطني والاستقلال في العالم.
(لكن ياسر عرفات يترك تراثا وطنيا وقوميا وعالميا علينا ان نحميه لانه يمثل الامل لنا في مستقبل مشرق يضمن الحرية والتطور والسلام لشعبنا ولجميع الشعوب من حولنا.
(لقد زرع فينا ياسر عرفات خيار الثورة وشعلتها الدائمة، بذور الحب الذي لا حدود له لشعبه واطفاله، لنسائه ومستقبلهم في التقدم والمساواة، للصانع والزارع والطالب، للشهداء الابرار وعائلاتهم من بعدهم، للاسرى والمعتقلين في زنازين المحتلين، لكل من ينتمي لهذه الارض ومقدساتها وتراثها الذي يقهر الزمن والتزييف، وهذا الحب الكبير هو الذي يمنحنا القوة اليوم حتى نحتمل غياب الأب القائد في أشد لحظات حاجتنا اليه.
(رحل اليوم ياسر عرفات الذي تربى في دروب القدس وعاش وهو يأمل ان يجعلها عاصمة دولة فلسطين المستقلة. وها هو اليوم يرنو الى قدسنا الشريف ويرقد على مقربة من الأقصى داعيا ايانا أن نواصل العمل حتى نحقق حلمه في ان نفك اسر الاقصى والقيامة وان نجعل هذه الارض ساحة سلام وامان وتآخ واستقرار.
(يغادرنا اليوم ياسر عرفات مكللا بالمجد والفخر متفيئا ظلال شهر رمضان المبارك وصوته الخالد يمتزج مع صوت الملايين من شعبه بأن يبقى العهد هو العهد وان يظل القسم هو القسم وان تستمر وحدة هذا الشعب بكل قواه وفئاته وطوائفه راسخة وطيدة حتى نقيم دولة فلسطين المستقلة الديموقراطية والمزدهرة على ارضنا المتحررة من الاحتلال والاستيطان، دولة الحلم الفلسطيني الذي حوله ياسر عرفات الى أمل واقعي، دولة اراد قائدنا وكبيرنا ووالدنا أن تنضم الى ركب الانسانية المتحررة والمتقدمة وان تغذي مسيرتها على الدوام.
(سنبقى على دربك يا سيدي. سنكمل المشوار وسيبقى اسمك وافعالك ومآثرك الضوء الذي نستنير به على الدوام (المجد لشعبنا العظيم).
وفي كلامار احدى ضواحي باريس حيث كان عرفات يعالج في المستشفى قال الطبيب الجنرال كريستيان استريبو المسؤول عن الاعلام في الجهاز الصحي للجيوش الفرنسية ان عرفات توفي عند الساعة 2.30 بتوقيت غرينتش من فجر الخميس ، الرابعة والنصف فجرا بتوقيت فلسطين. وكان عرفات يعالج في مستشفى بيرسي منذ 29 تشرين الاول/اكتوبر. وفي وقت لاحق من صباح امس دخلت سيارة لنقل الموتى الى مستشفى بيرسي في كلامار حيث توفي عرفات.
وقد جرت مراسم وداع رسمية بعد ظهر امس لجثمان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في قاعدة فيلاكوبلاي العسكرية الفرنسية غرب باريس. ووسط جو غائم تقدم ستة من عناصر الحرس الجمهوري من المروحية العسكرية التي نقلت الجثمان من مستشفى بيرسي في كلامار، وحملوا النعش الذي لف بعلم فلسطيني الى طائرة الايرباص التي ستقله الى القاهرة. وعزفت الموسيقى نشيد الموت لدى نقل النعش في حين وقف على المنصة الرسمية رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران وعدد من اعضاء حكومته وعلى رأسهم وزير الخارجية ميشال بارنييه.
كما شهد مراسم التوديع وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الذي وقف الى جانب سهى عرفات زوجة الزعيم الفلسطيني التي شوهدت وهي تجهش بالبكاء. ومن المقرر ان تجري جنازة رسمية للزعيم الفلسطيني في القاهرة الجمعة على ان ينقل الجثمان بعدها الى رام الله لدفنه في مقر المقاطعة الذي حوصر فيه طيلة ثلاث سنوات من قبل الجيش الاسرائيلي.
وقد وصلت الطائرة التي تقل جثمان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مساء أمس إلى القاهرة، حيث ستقام مراسم تشييعه بحضور عدد كبير من القادة العرب والمسؤولين الأجانب اليوم، كما وصل وفد فلسطيني قيادي إلى جمهورية مصر العربية قادما من رام الله، للمشاركة في جنازة الرئيس الراحل ويضم الوفد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) والرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية روحي فتوح ومستشار عرفات غسان الشكعة ووزير الإعلام الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه ووزير شؤون المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات، وكان الوفد غادر عمان إلى القاهرة حوالي الساعة العاشرة مساء، كما يضم الوفد أيضا ممثلين عن الفصائل الفلسطينية ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري وبطريرك القدس لطائفة اللاتين ميشال صباح وشخصيات دينية.
|