Friday 12th November,200411733العددالجمعة 29 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

في موكب الحياة في موكب الحياة
الاستهلاك بين الشرق والغرب
أ.د. عبد الرزاق بن حمود الزهراني

يتزايد عدد السكان في الدول النامية أكثر وأسرع من الدول المتقدِّمة، ورغم ذلك فمعظم الدول المتقدِّمة فيها من السكان ما يزيد عن قدرة الاحتمال لبيئتها المحلية باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا، وتعمل تلك الدول التي فيها كثافة سكانية عالية إلى الاستعانة بقدرة احتمال مستعارة من دول أخرى وذلك عن طريق تصدير المواد المصنعة وبيعها بأسعار مرتفعة، واستيراد المواد الأولية بأسعار رخيصة، أو قليلة التكلفة، وعلى كل فأكثر من ثلاثة أرباع العالم يوجدون في الدول النامية، وأقل من الربع يعيشون في الدول المتقدِّمة، ولكننا إذا أخذنا عامل الاستهلاك في الاعتبار، فإن الدول المتقدِّمة تكون أكثر سكاناً من الدول النامية، يقول أحد الباحثين الغربيين في مقال له عن البيئة والتنمية (إن معدل ما يستهلكه الفرد في الدول المتقدِّمة من الموارد التي لا تتجدد يعادل بين ثلاثين إلى خمسين ضعفاً لما يستهلكه الفرد في الدول النامية. وفي بعض الموارد يصل معدل ما يستهلكه الفرد في الدول المتقدِّمة مائة ضعف ما يستهلكه نظيره في الدول النامية. إن الإنجليزي يستهلك في المعدل من الحديد في شهر واحد ما يوازي ما يستهلكه الغاني في حياته كلها).وإذا كان الفرد الواحد في الدول المتقدِّمة يستهلك في المتوسط من الموارد التي لا تتجدد مثل البترول والحديد ما يستهلكه أربعون فرداً في الدول النامية، فإن هذا يعني أن في الدول المتقدِّمة من السكان في عام 2000م ما يوازي 60 بليون نسمة من سكان الدول النامية، وهذا يعني أن التأثير من حيث استنزاف الموارد الطبيعية التي لا تتجدد والتأثير السلبي على عناصر البيئة الطبيعية من هواء وماء وتربة يأتي في معظمه من الدول المتقدِّمة، فتناقص طبقة الأوزون وانتشار الإشعاعات النووية، والمنتجات الكيماوية جاءت بسبب الصناعات المكثفة، وبسبب تزايد التنافس في استهلاك الموارد الطبيعية بين الدول الصناعية، وارتفاع معدلات الاستهلاك في الدول المتقدِّمة لا يعطي الدول النامية العذر في عدم التخطيط للمستقبل، ورفع مستوى الوعي البيئي بين السكان وترشيد الاستهلاك بصوره المختلفة، لأن إهمال ذلك سيكون له أثره السلبي على مستوى المعيشة، وعلى النمو الاقتصادي، وعلى الخدمات، وعلى سلامة البيئة في تلك الدول.

فاكس : 012283689


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved