دائماً ما تذكرنا برامج التلفزيون والتقارير الصحفية بأن هناك نسبة متزايدة من الأطفال تصاب بالسمنة في العالم الغربي والشرقي على حد سواء. ودائماً ما ينصح الخبراء أولياء الأمور بوضع أولادهم على برامج مبكرة للتخسيس للحيلولة دون وقوعهم في براثن المرض الذي تجره إليهم الآثار الثانوية والأولية للسمنة.
سمنة في الطفولة والبلوغ!
يتغيّر الدهن المتراكم في الجسم بمرور الوقت مع نمو الطفل وتطوره. ومن المعروف أن الذكور يختلفون عن الإناث في كمية الدهن التي تعتبر طبيعية. ولكن بصرف النظر عن هذا وذاك فإن مما لا شك فيه أن الأطفال الذين يظلون سمناء خلال فترة المراهقة يظلون كذلك في فترة البلوغ.
وللوقاية من ذلك يقدم لنا الخبراء النصائح التالية:
- كن قدوة حسنة: إنها أول الأشياء في قائمة الأشياء التي يمكن لأولياء الأمور أن يفعلوها لوقاية أطفالهم من السمنة، وهي أن يكونوا قدوة صحية لأطفالهم يحتذون بهم. فقد كشف استطلاع أجري في الولايات المتحدة، أن 80% من أولياء الأمور يأكلون أقل من 5 حصص من الخضراوات والفواكه في اليوم، وهذه ليست من تصرفات القدوة الحسنة.
- كن إيجابياً: بدلاً من أن تقول لطفلك (خفّض وزنك) عليك أن تقول له (لنمارس حياة صحية ونعتني بأجسامنا).
كن إيجابياً وركّز على الأطعمة التي يستطيع الطفل أن يتناولها ولا تركز على الأطعمة التي لا يستطيع أن يتناولها.
- اجعل الطعام الصحي شأناً عائلياً: فإذا كنت تحضر طعاماً صحياً اجعله لجميع العائلة ولا تجعله لشخص معيّن يحتاج إلى التخسيس أو يحتاج إلى طعام (خاص).
تناول الطعام معاً، فإن المثل الغربي يقول إن العائلة التي تأكل معاً تأكل جيداً. علماً بأن بعض الأبحاث تؤكِّد أن الأطفال الذين يأكلون عادة مع عوائلهم وجبات جماعية يأكلون وجبات أكثر صحية من الأطفال الذين لا يفعلون.
- تجنب اختلال الحصص: فعندما تقدم حصص الطعام طبق مبدأ ضبط الحصص.
حدّد حصة كل شخص، ولا تجعل الوجبة مفتوحة مثل وجبات البوفيه المفتوح. حيث إن العديد من خبراء السمنة يقولون إن سبب وباء السمنة في الولايات المتحدة، وربما الكثير من الدول الأخرى، هو تكبير الحصص في مطاعم الطعام السريع.
- ليبدأ طفلك يومه بفطور جيد: فليتناول مثلاً صحناً من حبوب الإفطار المنخفضة السكر مع حليب قليل الدسم مع زبادي وحلوى مغذية. هذا الإفطار أفضل من تناول كعكة أو دونات مسكرة مثلاً في طريقه إلى المدرسة أو في المدرسة. وقد بيَّنت الدراسات أن الإفطار الجيد يغنيك عن الوجبات السريعة بين الوجبات الرئيسة.
- جهّز له غذاء مغذياً يصطحبه معه إلى المدرسة: فقد بيَّن بعض الباحثين أن الطلاب الذين يسهل حصولهم على طعام عالي الدهون وقليل الفائدة الغذائية في المدرسة، يتناولون على وجه العموم وجبات أقل صحية من الأطفال الذين تعرض أمامهم خيارات من طعام صحي. وشجعه على أن يتناول خبزاً كامل الحبة بدلاً من الخبز الأبيض، وضع له ماء في حقيبته بدلاً من أن يشرب المشروبات الغازية أو العصير المسكر.
أقنعه بفائدة الطعام الصحي: فكلّنا نعلم أن الحمية القصيرة المدى المركزة ليست هي الحل. فهي حلول طارئة قصيرة لمشكلة يتحدى الواحد منا طوال عمره. بدلاً من ذلك اصطحبه معك بضعة أسابيع ليتعلم ماهية الغذاء الصحي وفائدتها العملية لجسمه وحياته عموماً. فعند ذلك لن يحتاج أن يلجأ إلى الحمية في المستقبل.
- اجعل العائلة تمارس رياضة جماعية: فمثلاً اذهب في حصة مشي مدتها نصف ساعة، وحوّله إلى نشاط يحبه الأطفال. وإذا كنت مقتدراً أدخله نادياً للنشاط الرياضي يحب أن يقضي فيه وقته، ذلك أنه يحتاج إلى أن يستمتع بوقته حتى يستمر.
- أعد الكرة: فبعض الآباء يقولون إن أولادي لا يحبون البروكولي مثلاً أو الملفوف أو الفاصوليا، ولكن تذكر أنك قد تحتاج إلى أكثر من مرة حتى يقبلوا على طعام معين.
- فكّر له في نشاطات أخرى غير التلفاز: إذا وصلت السمنة إلى حد لا بد من التحرك السريع فيه، فكر في إدخاله مخيماً خاصاً للتخسيس إذا وجد. إنه سيستمتع بوقته، فهذه المخيمات فيها الرياضات والهوايات والنشاط المستمر. بعض هذه المخيمات تمكن الطفل من أن يخسر من وزنه ما بين كيلو ونصف في الأسبوع وكيلوين.
- لا تقم بحساب السعرات: الخبراء ضد تقييد كمية السعرات التي يتناولها الطفل. فقد يرهقه نفسياً وقد يشعره بالحرمان، بل يفقده أيضاً بعضاً من العناصر الغذائية التي يحتاجها. وبدلاً من ذلك قل له أن يتخلى عن مشروب واحد من المشروبات الغازية، فذلك حتما سيمكنه من التخسيس (دون أن تطلب منه التقيد بسعرات معينة). والسر كل السر في ألا تقيده، ولكن أن تجعله ينمو نحو الوزن الجميع.
- لا تتفوه بكلمة ريجيم: فإنك إذا قلت ريجيم فإنك قد تهيئه لاختلال (حقيقي) في عادات طعامه، سواء كان ذلك حالة من حالة (النهم غير الطبيعي) أو أي حالة أخرى من حالات الطعام النفسية.
- لا تجعله يتناول الأقراص أو الأعشاب التي تساعد على التخسيس: هذه الأقراص أو الأعشاب لا يعرف على وجه الدقة ما تحتويه من مركبات قد تضر الطفل، حيث إن معظمها لم يتم تجربتها لضمان أنها آمنة للطفل.
ديمة أبو صالح
أخصائية تغذية علاجية
|