الليزر قديم وجديد قديم في صنعة جديد في كثرة استخداماته كلنا يعلم أنه جهاز فعّال وآمن نسبياً وموقف بعض المرضى منه على طرفي نقيض إما أن يرفضه تماماً معتقداً أنه يسبب سرطاناً للجلد أو أن مضاعفاته كثيرة وخطيرة، وما ان تحدثه عن الليزر كأحد خيارات علاجية يغضب وينفعل عليك ويقول (فال الله ولا فالك) وكأنك اقترحت عليه أمراً مشيناً وقد لا تراه في عيادتك مرة أخرى، وهذا هو المحروم لأن الليزر أثبت فعاليته في علاج كثيرٍ من الأمراض وأعرف أن له مضاعفات مثله مثل أي جهاز أو علاج.
وأحد الأمثلة لفعالية هذا الجهاز هو علاج الوحمات الحمراء Port Wine Stain حيث إن نسبة نجاح العلاج 80 - 90% مع العلم أنه لا يوجد أي علاج آخر لهذه الوحمات، وللأسف يبقى عددٌ قليلٌ من المرضى يعانون من هذه الوحمات المشوهة للوجه ويرفضون الليزر فقط بسبب معلومات مغلوطة عن الليزر.
في المقابل نوع على النقيض تماماً من المرضى أستطيع أن اسميهم مدمني ليزر فهم يزيلون الشعر بالليزر ويحسنون الأسنان بالليزر ويصنفرون الوجه...بالليزر...بالليزر وأول سؤال لهم في العيادة هو ممكن عمل هذا بالليزر وهم شريحة ليست قليلة في مجتمعنا، وقد اثرت هذه الشريحة على كثيرٍ من المراكز الطبية الصغيرة والمستوصفات بل حتى المشاغل النسائية بل حتى المنازل في اقتناء هذا الجهاز.
وقبل أسبوع جاءتني مريضة تعاني من حروق شديدة في الجلد بسبب استخدام منزلي خاطئ لجهاز الليزر.
قد نوافق على وجود هذا الجهاز في أي عيادة طبية مهما كان مستواها إذا كان الطاقم الطبي والتمريضي متمرساً ولكن أن يوجد هذا الجهاز في المشاغل النسائية أو المنازل فأعتقد أن هذا سوف يتسبب في حدوث مضاعفات كثيرة وهذا سوف ينعكس على سمعة سيئة عن الليزر على المدى البعيد لأننا نشاهد كثيراً من المضاعفات من هذه الأماكن (ولا ادعي أن المراكز الكبيرة ليس عندها مضاعفات من الليزر ولكنها أقل بكثير).
وزارة الصحة والهيئة السعودية للتخصصات الصحية لم يفوتها هذا الأمر، وأمرت بتشكيل لجنة توصيف استخدام الليزر لوضع شروط وقيود لاستخدام هذه الأجهزة وهي تضم نخبة من الأطباء المهتمين بهذا المجال.
أرجو أن يكون لهذه اللجنة الصيغة التشريعية وكذلك التنفيذية لكي نحمي مجتمعنا من الممارسات الخاطئة في استخدام الليزر.
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر | 
"الطبية"