Saturday 9th October,200411699العددالسبت 25 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
بذور الفتنة الطائفية بالعراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أحد أهم الأسباب في استمرار عمليات المقاومة العراقية في المحافظات السنية في غرب وشمال العراق شعور أبناء هذه المحافظات بالغبن ومحاولات تهميش دور أهل السنة في العراق، بل وأكثر من ذلك الانتقام من مدن ومحافظات بعينها بزعم أن رجال هذه المحافظات كانوا موالين ومؤيدين لنظام صدام حسين، وان المقاومة العراقية يقودها هؤلاء المؤيدين السابقين.
وقد عززت قوات الاحتلال الأمريكي هذا الاعتقاد بإقصاء واستبعاد الشخصيات السنية المؤثرة واستعاضت عنهم بأشخاص كانوا من المعارضين المقيمين خارج العراق الذين ليس لهم قوة في الداخل، وزاد الطين بلة ترويج نظرية إعطاء الحكم للأغلبية الشيعية وهي نظرية لا تؤكدها الإحصاءات ولا الواقع، فأهل السنة وجميعهم من العرب ومن القبائل العربية وإذا ما أضيف إليهم الأكراد والتركمان فإنهم يشكلون أغلبية تصل إلى نسبة الثلثين إلى الثلث، في حين وكما يؤكد العراقيون العرب من السنة والشيعة والأكراد أن ما نسبته ثلاثة بالمئة من العراقيين الشيعة هم من أصول فارسية، وان هؤلاء الذين يشكل قادتهم العمود الفقري للمعارضة العراقية هم الذين يقودون العمل السياسي في (البيت الشيعي) وكون هؤلاء كانوا (ذراع الحكم للاحتلال) في سنته الأولى فقد تنامت عمليات الاستبعاد والإقصاء للشخصيات السياسية والعشائرية السنية سواء في تشكيل الحكومة أو مؤسسات الدولة الأخرى وحتى الذين تم اختيارهم كرئيس الدولة والوزراء الآخرين تبيّن أن دورهم لا يرتقي إلى المستوى والدور الذي يقوم به من اختيروا من الشيعة والأكراد، وهذا ما انعكس في التعامل مع المعارك التي تشهدها المدن العراقية، ففي الوقت الذي تتعامل حكومة علاوي مع الأحداث التي شهدتها النجف والآن في مدينة الصدر بحذرٍ وبمرونة يصل إلى درجة التفاهم المريح، نرى عكس ذلك في التعامل مع ما يحصل في الفلوجة وسامراء وتلعفر، حيث تجري عمليات شبه إبادة في الفلوجة التي قُتل فيها ليلة الجمعة أحد عشر شخصاً كانوا يشاركون مع أبناء المدينة في حفل زفاف فأغارت عليهم الطائرات الأمريكية ليتحول حفل الزفاف إلى مأتم.
كذلك هوجمت مدينة سامراء وقُتل أكثر من مئة شخص، وفي تلعفر التي يسكنها خليطٌ من التركمان السنة وأبناء القبائل العربية السنية قُتل أيضاً أكثر من مئة شخص، وأمس هدد إياد علاوي مدينة الفلوجة بأن لا خيار لهم سوى الإذعان لشروط الحكومة وإلا فإن القوات الأمريكية والعراقية كفيلة بإنهاء تمردهم رغم أن وجهاء وشخصيات سياسية ودينية قد اجتمعت مع الرئيس غازي الياور الذي وضع معهم مسودة اتفاق شبيه بالتي وضعها وكلاء مقتدى الصدر مع الحكومة.. ليظهر الغبن واضحاً في تعامل حكومة علاوي التي تتقوى بقوات الاحتلال الأمريكي على مدن ومحافظات أهل السنة وتتعامل بحذرٍ ومرونة مع مدن الشيعة زارعة بذرة الفتنة الطائفية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved