|
عطايانا رياحٌ مرسلات
ولكن ما وجدنا السائلينا |
يقيني، والحالة هذه، أن ما أدلى به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني- لوكالة الانباء السعودية حول فائض الميزانية المباركة ما هو إلا ترجمة حقيقية لبيت الشعر السابق، حيث إن مكرمات الحكومة الرشيدة لشعبها ليست مقصورة على زمن ووقت وميزانية سنوية، لذا أتى حديث سمو ولي العهد كدعوة حقيقية لمواطنيه أن ينعموا بما أتاحه الله لهم من رزق حلال ومن خيرات الأرض ما ظهر منها وما بطن، والمبلغ المبارك الذي فاض عن الميزانية وقدر بحوالي 41 مليار ريال، فإن مكانه الطبيعي وكما توقع الجميع أن يذهب إلى مشاريع التنمية المستدامة التي انتظمت ربوع المملكة الحبيبة إلى نفوسنا جميعاً، ويتوقع أن يساعد هذا المبلغ البلاد على تحقيق الكثير من متطلبات التنمية، وسوف يحقق الاستفادة القصوى مراعيا كل ما يفيد الوطن والمواطن ويلبي الاحتياجات الأكثر إلحاحا مثل قطاعات الصحة والنقل والتعليم والصرف الصحي والمياه والكهرباء خاصة في المناطق التي تبرز حاجتها لمثل هذه الخدمات التنموية، وهذا يأتي منسجما مع توجهات قيادتنا الرشيدة وحرصها على كل ما فيه تطور الوطن وراحة المواطن ورفاهيته وتعزيز آماله في دعم الخدمات وتسريع خطى التنمية بإنشاء المزيد من المشاريع الخدمية وبصفة خاصة الصحية والتعليمية والمياه والصرف الصحي والطرق وتوسعة فرص التوظيف والقبول الجامعي.وفعلاً أحسن سمو سيدي ولي العهد صنعاً حينما اصدر أوامره الكريمة بتخصيص المبلغ المذكور ليذهب كله في رفاهية المواطن السعودي، وهي بلاشك خطوة مباركة توجه المال العام للاستعمالات الحيوية المهمة التي تخدم المصلحة العامة بالدرجة الأولى، حيث سيستفيد من هذه المكرمة جميع المواطنين دون تميز لأحد على أحد ولا على من يسكن المدن دون غيره من مواطني الهجر والقرى والأرياف البعيدة، بل وفي يقيننا الذي لا تساوره الشكوك أن أهلنا في الأقاصي البعيدة هم المستفيدون أولا واخيراً بهذه الخدمات الجليلة التي تشمل اهم مقومات الحياة كالمياه الصالحة للشرب والكهرباء التي اصبحت مطلبا حياتيا ضروريا وليس ترفا كما كان يعتقد البعض حتى زمن قريب، والمكرمة جاءت وفق خطة ورؤية صادقة تستهدف شباب اليوم الذين يمثلون عماد المستقبل وعود البلاد القوي الذي لن ينثني ابداً ما دام مسنوداً هكذا بخطط اقتصادية ضخمة أهمها في المقام الأول شباب المملكة حتى لا تتخطفه أودية العطالى ومنتديات الشياطين وألسنة الحاقدين وغياهب الظلامية الفكرية التي أضلت الطريق وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لتدمير غيرها حسداً من عند نفسها، لكن أنى لمثل هذه الفئات أن تنال من شبابنا المتمسك بقيادته المؤمن بدينه ووطنه وترابه وتراثه وأصوله وجذوره العربية الأصيلة، ولهذا فإن فائض الميزانية سيذهب لهذه الشريحة المهمة من خلال برامج التدريب المهني والإسهام في إيجاد الوظائف وإتاحة الفرص الاستثمارية للراغبين في ولوج هذا الميدان المربح، إضافة الى توسيع رقعة التعليم بكل مراحله وفصوله وتخصصاته الأمر الذي يستدعي إنشاء المباني المدرسية الجديدة وفق أحدث ما توصلت إليه علوم الهندسة المعمارية، وكل ذلك مربوط بلغة العصر والبرمجيات وتوفير جهاز حاسوب لكل طالب علم، ولا شك أنه أمر يسعد جميع الاسر السعودية وهي ترى أن فلذات أكبادها يتمتعون بأجود صنوف وأدوات التعليم، وسيمكنهم من الإمساك بمقود التحصيل الجيد والبداية الصحيحة للعملية التعليمية التي تعتبر حجر الزاوية في مسألة نهضة وبناء الشعوب المتحضرة، وهذا ما هدفت إليه حكومتنا الرشيدة من خلال ما أعلنه سمو سيدي ولي العهد من بشريات.
ويقين الجميع ان المشروعات التي تم الإعلان عنها ستأخذ طريقها دون شك إلى ساحة التنفيذ، وسيجني الناس ثمار ذلك رفاهية تنداح على الجميع من شجرة الاستثمار وارفة الظلال.. نسأل الله أن يوفق حكومتنا الرشيدة لخدمة المملكة وأن يسدد خطى قادتنا حتى لا يُحرم المواطنون من ظلهم الوارف ودوحاتهم المؤرقة وعطائهم الذي لا ينقطع، كما نسأله سبحانه أن يحفظ مملكتنا وولاة أمرنا من كيد الكائدين وحسد الحاقدين، وأن يديم علينا جميعاً نعمة الأمن والرفاهية، وكل عام وأنتم بخير.
الرياض - فاكس 014803425
| 
"الرأي"