Tuesday 28th September,200411688العددالثلاثاء 14 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

رسامو الكاريكاتير العراقيون يسخرون من الأمريكيين والمسلحين رسامو الكاريكاتير العراقيون يسخرون من الأمريكيين والمسلحين

  * بغداد - (رويترز):
كان على رسام الكاريكاتير العراقي مؤيد نعمة الانتظار 35 عاماً قبل أن يتمكن من رسم ما يعنّ له، لكنه يواجه منذ إسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضغوطاً جديدة من المتشددين الذين هدّدوه؛ لأن رسومه تسخر من أعمال العنف، غير أنه يصرّ على موقفه، ويقول: القمع هو ماضينا. الأمر يتعلق الآن بالديمقراطية، لا بد أن أستمرّ. وهو رسم في أحد أعماله الأخيرة متشدداً يقيس رقبة رهينة مقيد ثم يختار السكين المناسبة لذبحه من بين عدد من السكاكين المرصوصة خلفه.
وقال نعمة إن رسمه يظهر أن القتل (هو الشيء الوحيد الذي يهم أولئك الناس. حين تسخر ممن يرتكبون هذه الأعمال فإنك تقول للآخرين: إن هذه أعمال غير قانونية وغير أخلاقية).
عمل رسامو الكاريكاتير مثل الفنانين والمثقفين والكتاب في ظل قيود مشددة في ظل حكم صدام الذي سجن نعمة عام 1979 لعضويته في الحزب الشيوعي العراقي. وقال: كان هناك رجل شرطة في عقل كل عراقي، وبعد سقوط صدام أطلق رسام الكاريكاتير العراقي العنان لأفكاره في تصوير وحشية النظام السابق. وفي أحد رسومه صور نعمة صدام كجزار يقطع اللحم وظهرت إلى جانبه لافتة كتب عليها نحن متخصصون في المذابح الجماعية.
لكن عنف المقاومة مثل تفجير السيارات وقطع رؤوس بعض الأجانب والعراقيين هو القضية التي تهيمن الآن على رسوم نعمة التي تنشر في صحيفتي المدى والنهضة. وقال: قطع الرؤوس والقتل والتمثيل بالجثث، لا أحد يمكنه قبول ذلك ولذلك أركز أفكاري على هذا الموضوع.
رصد نعمة في رسومه العنف منذ الغزو الأمريكي وصوّره على شكل ثعابين تخرج من قاعدة تمثال صدام الذي أسقطته القوات الأمريكية في قلب العاصمة بغداد العام الماضي في مشهد نقل على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون إلى شتى أنحاء العالم.
كان على رسامي الكاريكاتير - في ظل حكم صدام - أن يسايروا خط الحكومة، وكثيراً ما نشروا رسوماً تسخر من الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش ووالده الرئيس الأسبق اللذين أنشبا حرباً في العراق.
وحتى الآن ما زال رسامو الكاريكاتير يستهدفون أمريكا في أعمالهم النقدية حتى بعد أن تحرّروا من قيود الحكومة. فقد دأب رسام مثل عبد الخالق الهبر على انتقاد الولايات المتحدة في رسومه بسبب ما يراه من إخفاقات في العراق.
وقال الهبر الذي ينشر رسومه في صحيفة المؤتمر الصادرة عن حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي: (لقد فقدوا قدراً كبيراً من المصداقية). في أحد رسومه يصوّر جندياً أمريكياً يحاول الإمساك بأحد عناصر المقاومة ويتصرف بشكل أخرق؛ فينتهي به الأمر إلى ضرب مواطن عراقي على رأسه بدلاً من الإمساك بالعنصر المطلوب.
ويوجه الرسامون كثيراً من النقد للولايات المتحدة بسبب التباطؤ في جهود إعادة الإعمار، ويصور الهبر تمثال الحرية الأمريكي وقد تحولت فيه حاملة الشعلة إلى عراقي مرهق يرفع شعلة خبت نارها في رمز إلى ما يواجهه قطاع الكهرباء من مشاكل.
وقال الهبر الذي اعتاد إرسال بعض رسومه سراً لنشرها في الخارج خلال حكم صدام: أرسم للفقراء لا للمتعلمين لأنهم يعرفون ما يجري، ويأمل أن تساعد مثل هذه الأعمال في ترسيخ الوعي السياسي في البلاد. وقال: بدون فهم سياسي لن تكون هناك ديمقراطية، لقد تراكمت لدينا سذاجة سياسية لأن 35 عاماً من الدكتاتورية تكفي لمحو كل شيء.
وأضاف: الأعمال الساخرة تقدم نوعاً من التعليم للمواطنين وترفع قدرتهم على فهم التغيرات السياسية، إنها ضرورية، إلا أنه يتعين على الصحف العراقية اكتساب ثقة الناس الذين لا يؤمنون كثيراً بوسائل الإعلام بعد سنوات من سيطرة الدولة عليها. وقال الهبر: عندما يرون رسوماً تعبر عن أفكارهم نأمل أن يسهم ذلك في بناء الثقة في وسائل الإعلام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved