Tuesday 28th September,200411688العددالثلاثاء 14 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

لا ثقافة ولا فن بلا أخلاق لا ثقافة ولا فن بلا أخلاق
عبدالله محمد الموسى

على هامش الملتقى يجب أن يلتقي أهل الثقافة والفن والابداع على قاعدة أساسية، منها ينطلق إنتاجهم وعليها تتمحور أعمالهم.
وهي قاعدة الأخلاق.. نعم العالم اليوم كله في حاجة إلى هذه الكلمة بكل ما تمثله من المعاني السامية والاهداف النبيلة.
لا نريد ثقافة ولا ابداعاً بلا مُثُل وقيم ولا التزام.. نريد ابداعاً وفنا يلتزم بالفضيلة والحشمة ويدعو ويربي الاجيال على مكارم الاخلاق؛ فإنما بُعث نبي هذه الأمة وخاتم المرسلين لإتمامها. نريد أدباً: شعراً ونثراً ومسرحاً وقصة، يلتزم بقواعد الشريعة ويحافظ على مصالح الأمة.. يقدم درء المفاسد على جلب المصالح.. يقوّم المعوج وينبه الغافل.. ينصح بالحكمة والموعظة الحسنة.. يبيّن الحق ولا ينطق لسانه إلا بالصدق.. يعاجل واقع الامة بصراحة ووضوح.. لا يخاف في الحق لومة لائم.. نريد أدباً وفناً مُجللاً بالعفة ومستوراً بالوقار، بعيداً عن مجاراة مَنْ لا خلاق لهم ممن ابتليت الامة الإسلامية بهم، فاصبحوا عالة عليها وعلى أدبها ومُثُلِها وأخلاقها، حتى أصبحت خطورتهم على بلدانهم أكثر من خطورة الصهاينة والصليبيين وأعداء الإسلام من الشرق والغرب. أيها السادة أعضاء الملتقى ورواده.. راقبوا الله في اقوالكم وافعالكم.. إن كل توصية او رأي يدلي به أحدكم ثم يطبق ستنالون منه الجزاء الأوفى، إنْ خيراً فخير وإنْ شراً فشر.
نحن اليوم على مفترق طرق، وأمام تحديات كبيرة، ففكروا ثم فكروا قبل ان تقرروا، وقدموا المصلحة العامة على كل شيء.
كل أدب او فكر او فن يتعارض مع العقيدة ويخالف أحكام الشريعة فنحن في غنى عنه، ولا حاجة لنا به ولا بأصحابه.
كل أدب او فن يمس ثوابت المجتمع واخلاقياته وعاداته الطيبة من الكرم والشهامة والنخوة واعانة الضعيف ومساعدة المحتاج وتمجيد العفة وتوقير الكبير واحترام الجار وبذل المعروف ورعاية اليتيم وغير ذلك من المُثُل العربية الإسلامية، لا نرحب به ونمقته ونحاربه. نحن بحاجة الى أدب وفن ينقد المجتمع ويوجهه للأسمى والاكمل.. ينبهه على السلبيات في السلوك الفردي والاجتماعي، وينبه على المخالفات.. يحارب الغدر والسلب والنهب واستحلال الاموال والانفس بغير حق.. ويحارب الرشوة وأكل حقوق الناس بالباطل. نحن بحاجة الى ثقافة شاملة تعرف المواطن بواجباته تجاه خالقه ووطنه وأمته، وتبين له حقوقه وحدود تصرفاته وعلاقاته مع الغير.
الادب والفن الثقافة والمعرفة هي عنوان تقدم الامم وسبيل رقيها، والإسلام لا يحارب العلم، بل يدعو اليه، ولا ينهى عن الابداع والتميز في القول والعمل، بل يباركه ويشيد به ويشجع اصحابه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved