Tuesday 28th September,200411688العددالثلاثاء 14 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

الجلسة الأولى 10-12 الاثنين 13-8-1425هـ الجلسة الأولى 10-12 الاثنين 13-8-1425هـ
الملتقى يناقش ثقافة الطفل وقضاياه في اليوم الثالث

* الملتقى: علي سعد القحطاني:
كان ل (ثقافة الطفل) النصيب الأكبر من اهتمام المثقفين في جلسات اليوم الثالث 13-8- 1425ه الموافق 27-9-2004م.
حيث عقدت الجلسة المخصصة ل (ثقافة الطفل) وشارك بها كل من الدكتور محمد الضويحي والاستاذ علوي طه الصافي والأميرة مها محمد الفيصل والاستاذة هند خليفة والاستاذة وفاء السبيل والاستاذ عبدالله الجفري رئيس الجلسة، والدكتور إبراهيم الشتوي مقرر الجلسة.
الفن وثقافة الطفل
بدأ الدكتور محمد بن حسين الضويحي بقراءة ورقته عن (دور الفن والتربية الفنية في تشكيل ثقافة الطفل العربي) .
وأشار في المقدمة الى أن الأطفال والشباب هم الذين يشكلون مستقبل أي أمة من الأمم. فأطفال الأمس هم شباب اليوم، وشباب اليوم هم رجال المستقبل الذين سيقع عبء تسيير شؤون الأمة وبنائها على عواتقهم، ومن هذا المنطلق يصبح الاهتمام بإعدادهم إعداداً متكاملاً متوازناً أمراً في غاية الأهمية.
الإعداد المتكامل
يرى الدكتور الضويحي ان هذا الاعداد المتكامل لانجاح (ثقافة الطفل) يتحقق بثلاث نقاط:
النقطة الأولى: تتمثل في تقديم برامج تربوية منتقاة، ومتجددة ومتطورة بحيث تسهم في تنمية كل جوانب الطفل وتسعى لتقويمها وإعدادها الملائم المدروس.
النقطة الثانية: تتمثل في إثراء خبرات الطفل المعرفية والمهارية والحركية، وذلك بإعداد أنشطة لا صفية تقدم له في أوقات مختلفة تشمل ساعات ما بعد الدراسة اليومية، وعطلات آخر الأسبوع، وعطلات المناسبات الدينية والوطنية، وعطلات نهايات الفصول والأعوام الدراسية.
أما النقطة الثالثة: فتتمثل في طريقة التقدم الى الطفل.
ومعروف أن أساليب التلقين، والالقاء المباشر قد عفا عليها الدهر ولم تعد مؤثرة في مجال التربية لدى الأطفال والشباب، بل حتى لدى الكبار.
مشكلات ثقافة الطفل العربي وواقعها
تعاني ثقافة طفل اليوم من مشكلات عديدة - كما اوضح الدكتور الضويحي في ورقته، فمشكلة أدب الطفل الذي هو عنصر رئيس في ثقافته، يعاني من مشكلات عدة، نكتفي بعرض بعض منها:
1- أدب الطفل في العالم العربي يشكو من هيمنة التجار عليه.
2- الذين يتصدون للكتابة للطفل لا يعرفون التكوين الذاتي للطفل حتى أطفالهم.
3- أدب الطفل في العالم العربي تسيطر عليه القيم الأجنبية والغربية.
طرق تحقيق ثقافة الطفل العربي
يرى الدكتور الضويحي أن حلول أغلب المشكلات التي تتعلق بثقافة الطفل العربي يمكن ان تحل عن طريق الاستفادة من ميداني الفن والتربية الفنية.. (فاهتمام التربويين بطبيعة الفن، وفهمهم للطريقة التي يتعلم بها الصغار تجعلهم يقدمون العملية التربوية حسب قيم المجتمع) والفن ليس عملية بصرية أو بصرية فحسب بل هي تتعدى ذلك (لتشمل عناصر أخرى عاطفية وفكرية، والفن الجيد يشمل العناصر الثلاثة: العنصر الجمالي، والعنصر العاطفي والعنصر الفكري) وإضافة الى هذا فالفن ينمي الجانب الإبداعي لدى الأطفال، والمقدرة الإبداعية مهمة ولها دور كبير في التطوير في شتى المجالات، وقد اهتمت بها كثير من الدول.
والفن كما سبق ذكره يتعامل مع كل جوانب الطفل دون استثناء أي جانب منها، وهو إضافة الى كل ما سبق لغة يجيدها الطفل ويمكن أن يعبر بها قبل إجادة لغة الكلام والكتابة، فلكي يعبر بلغة مفهومة مقروءة يحتاج لسنوات من التدريب، ولكي يقرأ يحتاج أيضاً الى عدد مساوٍ من السنوات، أما لغة الفن بأنواعه فيستطيع فهمها والتعبير بها قبل سن بلوغه السن الذي يسمح له فيه بدخول المدرسة وابتداء التعليم.
الفن لغة عالمية
ولغة الفن لغة عالمية، يسهل التخاطب بها، ولهذا فإن الباحث يؤكد على أن ثقافة الطفل العربي لا تتحقق إلا عن طريق الفن بأنواعه، وهنا ينشأ الخلاف حول الفن، ففي العالم العربي أصبحت كلمة الفن كلمة غير محببة، حتى إن بعض العاملين في تعليمه يشعرون أحياناً بالتحرج من ذكر اعمالهم، وهم عرضة دائماً للهجوم، والاتهام، وما يسمى بالإرهاب الفكري.
روافد ثقافة الطفل
يرى الاستاذ علوي طه الصافي ان قضية ثقافة الطفل هي قضية مركبة ومعقدة ومتشابكة مع غيرها من القضايا الثقافية، والتعليمية، والتربوية اضافة الى الظواهر الاجتماعية والإنسانية، والظروف الاقتصادية والسياسية.. الخ.
وروافد الطفل الثقافية في بلادنا عديدة ترتبط بمؤسسات اجتماعية ورسمية وقيم وعادات، هذه المؤسسات التي تتوزعها بحكم اختصاصات وبحكم موروثها القيمي والتاريخي.
من هذه المنطلقات سوف نحصر روافد ثقافة الطفل في بلادنا بالروافد التي تختص بها وزارة الثقافة والإعلام، وتنطوي داخل إطار دائرتها.
أولا: القنوات الفضائية
نحن هنا لن نتحدث عن القنوات الفضائية على عمومها بخيرها وشرها، وسلبياتها وايجابياتها، لكن ما نود الحرص على الحديث عنه هو الجانب المهم والحساس في ثقافة الطفل في بلادنا والمتمركز بقوة وتأثير على عقل الطفل ونفسيته وسلوكياته، وثقافته على العموم، ونقصد به (أفلام الكرتون) التي تستحوذ على وقت الطفل وتأسر عقله، وتصادر تفكيره، وتجعله أسيراً لها دون غيرها بما تمتلكه من وسائل الإثارة، ودواعي الجاذبية والانجذاب بشكل تلقائي لا إرادي، وقد - إن لم يكن من المؤكد - توجّه سلوكياته الى الانحراف بكل انواعه، فالذين يؤلفون قصص هذه المسلسلات الكرتونية يستجلبونها من الخيال الجامح الذي لا يرتبط بأي صلة الى الواقع، والذين يصدرونها الى العالم الثالث، انما يصدرونها لفرض ثقافتهم الخاصة، وممارسة الاغتراب او الغزو الثقافي والاستلاب الأخلاقي كأنهم بهذا الدور الذي يقومون به يدسون السم في العسل!!
ولو أخذنا مثلة على هذه المسلسلات الكرتونية على تعددها وتنوعها كمسلسلات (سوبر مان) او الرجل الخارق للطبيعة (وتوم اند جيري) و (طرزان) وغيرها، وما تقوم به من أدوار سيئة، وآثار تدميرية داخل تكوين الطفل، بما يهدد مستقبله وتوافقه العصبي والنفسي.
ثانيا: الكتاب
إن الكتاب يعد من أهم روافد الثقافة بعامة، وثقافة الطفل بخاصة، وللأسف إنه لا توجد مكتبة للطفل في كل مدرسة ابتدائية، وكذلك لا توجد حصة مكتبية اسبوعية او نصف اسبوعية في جدول حصص الاطفال يتعودون فيه على القراءة الحرة (اللا حصية) ، وعلى المناقشة مع المدرس، وتلخيص ما قرأه لتحسين أساليبهم الكتابية، وإثراء مفرداتهم اللغوية، واذا وجدت مكتبة افتراضاً فهي مجرد ديكور، والكتب التي بها من سنة ما حفروا البحر وكلها او اغلبها مستوردة من الاوطان العربية، مترجمة من اللغات الاجنبية بغثها وسمينها.
ثالثا: المجلات
تصدر في بلادنا ثلاث مجلات: احداهن (الشبل) لا اعلم فيما اذا كانت دورية او شهرية، ولا استطيع تقييمها فنيا، وتقييم محتواها وتوزيعها فهي تقوم على جهد فردي.. والثانية (الجيل الجديد) تصدر شهرياً عن مجلة (الجيل) التابعة لرئاسة الشباب، ولا استطيع تقويمها فنياً ومحتوى، وتوزيعاً ورجيعاً.
أما بقية المجلات فتستورد من الأقطار العربية، وأغلبها قائم على الترجمة بسلبياتها وايجابياتها، التي لا يقل تأثيرها عن تأثير افلام الكرتون الموجهة للأطفال.
رابعاً: المسرح
اذا اضطررننا الى الحديث عن مسرح الطفل في بلادنا فقد لا نجد له وجوداً بمعنى المسرح، هذا اذا استثنينا بعض المحاولات المسرحية المدرسية المحدودة.
خامسا: المدرسة
يجب ان نعترف ان مناهجها القائمة على الحشو والتلقين غير قادرة على تفريغ المواهب والقدرات والكفاءات.. فالمناهج والمدرس في وادٍ، والطالب في وادٍ آخر ولا لقاء يجمعهما.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved