تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني

في مثل هذا اليوم من عام 1944، تم تحرير العاصمة الفرنسية باريس بعد استسلام الألمان، إبان أربعة أعوام من الاحتلال الألماني.
فقد دخلت الفرقة الثانية الفرنسية المدرعة تحت قيادة الجنرال (فيليب ليكليرك) المدينة، حيث كانت تمثل أول قوة فرنسية تدخل المدينة، وسط صيحات وتهليل الباريسيين، بعد عدة أيام من القتال المستمر بين المقاومة والمحتلين الألمان. وقد أعلنت محطة الإذاعة الفرنسية الجديدة أن القائد الألماني (ديتريش فون شولتيتز) قائد المنطقة الباريسية المحتلة، قد وقع وثيقة الاستسلام في محطة (مونتربارنيس) أمام الجنرال (فيليب ليكليرك)، والكولونيل (رول) قائد قوات المقاومة الفرنسية FFI في باريس المحتلة.
وقد أعلن الكولونيل رول أن قوات المقاومة الفرنسية دحرت المحتلين الألمان، وفتحت الطريق أمام الحلفاء لدخول العاصمة.
وبمجرد تحرير باريس، حاول كل مواطن أن يبذل قصارى جهده لاستعادة الوقت الذي ضاع عبر أعوام الاحتلال الكريهة.
أما الجنرال (شارل دي جول) قائد فرنسا الحرة، الذي تم نفيه إلى لندن قبل أربعة أعوام حينما سقطت فرنسا في أيدي الاحتلال عام 1940، والذي عاد الآن إلى المدينة، فقد خاطب الشعب الفرنسي عبر الإذاعة من (أوتيل دي في) قائلاً: (كم أتمنى أن أقول لكم ببساطة ومن أعماق قلبي، (فلتحيا باريس)، نحن الآن في باريس، باريس التي ظلت صامدة وشامخة تدافع عن حريتها بنفسها. لقد تعرضت للاضطهاد والظلم، ولكنها ظلت باريس، والآن ها هي باريس الحرة، التي تحررت على يد أبنائها الفرنسيين، باريس عاصمة فرنسا المقاتلة، فرنسا العظيمة للأبد). وأضاف أيضاً: إن (فرنسا الآن ستنهض بقوة لأنها من أعظم دول العالم، ولن تهدأ أو تستريح حتى تدحر العدو في عقر داره). وفي ذلك المساء الفرنسي زحفت حشود الفرق العسكرية الفرنسية، والأمريكية، والسنغالية، للاحتفال بأبطال الأليزيه، حيث غمرت الجميع نشوة الفرح بالنصر صغاراً وكباراً.