* الخرطوم أبوجا العواصم الوكالات:
رفضت حركتا التمرد في منطقة دارفور أمس الثلاثاء جدول أعمال مفاوضات السلام الذي اقترحه الاتحاد الأفريقي والرامي إلى وضع حد لنزاع قائم منذ 18 شهراً في غرب السودان على ما أفاد ممثل حركة العدل والمساواة.
وأوضح أحمد محمد توغود موفد الحركة إلى مفاوضات أبوجا للمراسلين أن حركة العدل والمساواة رفضت ما جاء في البرنامج بشأن عزل قواتها.وقال: (لدينا تحفظات واضحة حول جدول الأعمال هذا ونعتبر أنه يجب التوافق على هذه الأمور.. إن قضية عزل القوات لا يجب أن يشار إليها في جدول الأعمال).. إلا أنه أشار إلى أن حركته ستعود إلى طاولة المفاوضات اليوم الأربعاء لمواصلة المناقشات التي بدأت أمس الأول مع الحكومة السودانية برعاية الاتحاد الأفريقي. ميدانياً هاجم متمردون أمس الأول الاثنين مركزا للشرطة بالقرب من الفاشر في ولاية شمال دارفور واختطفوا ستة اشخاص اربعة صحافيين من التلفزيون المحلي في ولاية جنوب السودان وموظفين في لجنة الاغاثة السودانية الحكومية كما افادت الصحف السودانية أمس الثلاثاء.وفي هجوم آخر أطلق متمردون النار على مركز للشرطة انشئ حديثا للحفاظ على امن مخيمين للاجئين حول الفاشر عاصمة شمال دارفور في خور الطويلة وجوارها، وقالت صحيفة (الانباء) الحكومية ان عددا من رجال الشرطة أصيبوا بجروح.سياسياً استؤنفت المفاوضات التي تستضيفها نيجيريا في عاصمتها أبوجا أمس بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد في دارفور، وأعلن نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طة ان تقدما يحرز في المحادثات الا في جانبين بينما اكد وفد الخرطوم انه لا توجد عوائق كبيرة متحدثا في ذات الوقت عن انتهاكات لوقف اطلاق النار من جانب المتمردين تزامنت مع هذه المحادثات.وعلى عكس معظم التقارير الواردة من العاصمة النيجيرية أبوجا حول بداية متعثرة لمحادثات السلام السودانية فإن النائب الاول للرئيس السوداني اعلن انه تم الاتفاق على معظم الموضوعات في وقت تلقت فيه الحكومة السودانية اشادة قوية على جهودها بإقليم دارفور وهذه المرة من وزير الخارجية البريطاني الذي زار امس اقليم دارفور.فقد اعلن علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني عن توصل وفد الحكومة المفاوض في أبوجا إلى اتفاق حول معظم الموضوعات خلال التفاوض مع متمردي دارفور وقال انه لم يتبق سوى موضوعين هما محل الخلاف ولكنهما قابلان للتوصل إلى اتفاق حولهما، غير ان وكالة الانباء السودانية التي اوردت ذلك لم توضح طبيعة الموضوعين مثار الخلاف.وقد تم امس الثلاثاء استئناف المحادثات التي بدأت مساء الاثنين، وتأتي المحادثات قبل أسبوع من اجتماع الامم المتحدة لمراجعة مدى تقدم الحكومة السودانية في نزع أسلحة ميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب أعمال وحشية في دارفور، كما ستراجع المنظمة الدولية مدى تحسن الوضع الانساني في الاقليم.
وقال الرئيس النيجيري ألوسيجون أوباسانجو الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي في كلمته في افتتاح المحادثات: (ما يقلقنا نحن في أفريقيا أن النيران تشتعل في جزء من بيتنا. إن الجار غير المسئول هو الذي يقف مكتوف الايدي ولا يحرك ساكنا لكننا يجب أن نفعل شيئا لأننا أشقاء).
وكانت محادثات سابقة بين الجانبين قد انهارت في شهر تموز - يوليو الماضي بعد انسحاب المتمردين قائلين إن الحكومة لم تستجب لطلباتهم. ويرأس الوفد السوداني في أبوجا وزير الزراعة مجذوب الخليفة الذي رأس أيضا وفد الخرطوم في المحادثات السابقة.ويرأس المجموعتين المتمردتين كبار مفاوضيهم، حيث يرأس وفد جماعة جيش تحرير السودان رئيسها عبد الواحد النور ويرأس وفد حركة العدل والمساواة عضو مجلسها التنفيذي أحمد توجوت. وبعد الكلمات الافتتاحية بدأت المباحثات بين الوفود في جلسات مغلقة. ولم يعلن عن جدول أعمال المحادثات بالتفصيل.وقال الخليفة للصحفيين قبيل مغارته الخرطوم: إن المحادثات ستركز على (القضايا الامنية والانسانية والسياسية).وفي غضون ذلك قال يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور إحدى ولايات الاقليم الثلاث في بيان بثه التلفزيون الرسمي: إن المتمردين هاجموا ظهر الاحد موقعين للشرطة في دارفور لكنه لم يوضح وجود خسائر في الارواح أو المعدات.واتهم المسئول السوداني حركتي التمرد بالاقليم بالعمل على إفشال مفاوضات السلام التي تجري بين الطرفين حاليا في ابوجا، مشيرا إلى قيامها ب 81 انتهاكاً لوقف اطلاق النار.
|