* واشنطن تل أبيب القاهرة الوكالات:
رفضت الولايات المتحدة أول أمس الاثنين اتخاذ أي موقف حول الخطط الجديدة لبناء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية التي ينتقدها الفلسطينيون بقوة لأنها تعارض جهود السلام. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية آدم إيريلي: (لا أريد أن أتكلم عن هذه الحالات المعينة). وكان يرد خلال لقاء مع الصحافيين على سؤال حول بناء 500 مسكن.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في مطلع الأسبوع: إن الادارة الامريكية لا تمانع الآن البناء في نطاق بعض المستوطنات بشرط عدم امتداد البناء خارج مناطق المستوطنات المبنية بالفعل والتي أعلنت إسرائيل بقاءها تحت سيطرتها في حالة الانسحاب الاحادي الجانب من بعض أجزاء الضفة الغربية.
وزعم ايريلي مع ذلك ان واشنطن وبالرغم من هذا التحفظ على المشاريع التي اعلنت عنها اسرائيل في مجال الاستيطان، تعمل من اجل تحقيق (تقدم) من جانب اسرائيل بغية وقف نشاطاتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية على الامد المنظور وطبقا ل(خريطة الطريق).
وأضاف (اننا نجري حاليا محادثات تقنية مع الحكومة الاسرائيلية بهدف توضيح نواياها فيما يتعلق بالمستوطنات). وأوضح (سوف نواصل العمل مع الحكومة الاسرائيلية من اجل تجميد المستوطنات وكما تنص عليه خريطة الطريق)، مضيفا ان هذا الامر يبقى (الهدف النهائي).
وتترجم السياسة الامريكية المتمثلة في رغبة واشنطن في مساعدة خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون (لفك الارتباط) مع الفلسطينيين الى تلميحات مفادها ان المسؤولين الامريكيين قد يقبلون بزيادة عدد الوحدات الاسكانية داخل حدود المستوطنات الاسرائيلية القائمة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية في الثاني من نوفمبر - تشرين الثاني يقول محللون امريكيون: ان الرئيس الجمهوري جورج بوش لا يرغب في الدخول في خلاف مع اسرائيل قد يكلفه اصواتا في المنافسة القوية مع المرشح الديمقراطي جون كيري.
ويقول محللون انه بعد اربعة اعوام من الصراع المتصاعد والجمود في عملية السلام ترغب الادارة الامريكية في تبني الخطة الوحيدة التي تعتقد انها تحمل بعض الامل في ان تصبح حقيقة واقعة. وهي تحرك احادي الجانب لشارون للخروج من جميع مستوطنات غزة وأربع فقط من مستوطنات الضفة الغربية وعددها الاجمالي 120 مستوطنة.
ومن جانب آخر ذكر تقرير امس الثلاثاء ان مسؤولاً دولياً رفع تقريراً إلى الجمعية العامة للامم المتحدة يقول فيه: إن هناك نظام أبارتايد (فصل عنصري) في الاراضي الفلسطينية (أسوأ من ذلك الذي كان موجودا في جنوب إفريقيا).
وقالت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية: إن أستاذ القانون الجنوب إفريقي والمقرر الخاص للامم المتحدة جون دوجارد بشأن وضع حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية دلل على ذلك بوجود طرق مفتوحة أمام المستوطنين اليهود وحدهم ويحظر على الفلسطينيين ارتيادها.
وانتقد دوجارد بشدة في تقريره الذي قدم في وقت سابق من هذا الشهر إسرائيل (لانتهاكها المستمر حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية). وقال: إن إسرائيل خرقت على نحو صارخ قرار محكمة العدل الدولية بشأن عدم قانونية الجدار العازل وأعلنت أنها لن تمتثل لهذا القرار.
وذكرت هاآرتس في موقعها على الانترنت أن التقرير وزع على الدول الاعضاء قبل اجتماع للجمعية العامة للامم المتحدة في أيلول - سبتمبر لمناقشة مسألة الجدار العازل.
وكان دوجارد عضوا في لجنة الحقيقة والمصالحة في نهاية نظام الابارتايد وعين في الامم المتحدة عام 2001 مقررا خاصا لحقوق الانسان في الضفة الغربية وقطاع غزة.
|