قرأت في إحدى مجلاتنا المحلية، طرحاً لإحدى الكاتبات بعنوان (امنحني هدية)، وقد لفت نظري عنوان الموضوع. فقد تحدثت الكاتبة بطريقة أشبه بقصة وهي تطلب من زوجها أن يقدم إليها نبضاً من المودة يحيي رفات المحبة بينهما بعد سنوات مديدة من حياتهما، وهو لا يكترث بذلك!
كان طرحها شائقاً ويحمل في حناياه وصايا هادفة للزوج الذي يتناسى تقديم عربون المحبة وهي تمثل سحر القلوب، وليس مطلوباً أن تكون الهديّة المقدمة غالية الثمن، فقد تكون بطاقة تحمل عبارات شكر وعرفان أو وردة ندية تندي محبته لها، وهذا أسلوب يدخل على قلب الزوجة السعادة والحبور وتطير بها تيهاً. هناك بعض من الرجال يعلّلون بأسباب غير مقنعة كأن يدّعي بأن ذوقه لا يعجبها والكثير من التعليلات التي لا يقبلها منطق!
وينسى الزوج هذه المحطة الهامة من حياتهما.. فحينما تقدم هديّة في مناسبة سعيدة فإنها تغيّر من رتابة الحياة بينهما وتمنحها إيقاعاً أجمل، خاصة إذا جاءت بعفوية وصدق، وهي تعتبر مفتاح محبة بين الناس، فما بالك بين الزوجين، فإنه سيكون وقعها في النفس أجمل ومؤثراً.
ولنا قدوة رائعة في فضائل الخُلق الكريم من نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام إذ يقول: (تهادوا تحابّوا).
وهذا تقدير لسنوات العشرة بينهما حيث تشعر الزوجة بمكانتها في نفس الزوج، وليس مطلوباً أن تطلب الزوجة علناً.. أن تُمنح هديّة.. بل هناك أحاسيس رقيقة تأتي بعفوية وبدون تكلّف، ولكن الكثيرين يجهلون فن التعامل بها حتى في أبسط الأمور، فالهديّة حين تقدم تولّد المحبة في القلوب لأنها تعطي تعبيراً صامتاً بعيداً عن البوح وهي تلك الوشيجة بين المحبين. فهل ينتظر من أحدهما وأعني الزوج والزوجة أن يصرّح بعبارة الطلب؟
ونتساءل: متى تمنحها هديّة وقد منحتك سنوات عمرها من عطاء متواصل، وأفنت حياتها لسعادتك وراحتك؟.. امنحها.. هديّة تحيي.. جذور المحبة!
مرفأ:
هناك عطاء مرتبط بالحس الراقي، وما تقدم من عطاءات فإنها ترسم طراز شخصيتك.
|