* جمعني المجلس قبل أيام مع مجموعة من الإخوان من سكان بلدة قصيمية على بُعدٍ من مدينة بريدة، تحدثوا فيه عن السرقات التي تقع في محيط أرياف بلدتهم الزراعية، من سرقة للسيارات، وللكيابل الكهربائية، وتشليح للمكائن الزراعية، وحوادث مضاربات وتفحيط وقضايا أخلاقية.. وقد كثرت هذه الأحداث في السنوات الأخيرة ويُعاني السكان منها في فصل الصيف أكثر حيث تقفل المدارس أبوابها ويسهر الشباب حتى شروق الشمس! وتحدَّث الإخوان عن تفشي ظاهرة التدخين بين الأطفال والمراهقين حيث تبيع البقالات التي يعمل فيها الأجانب الدخان للصغار والكبار على السواء!
وتحدثوا عن تعطل دور المسجد في التوعية الدينية وغياب تفعيل خطبة الجمعة لمعالجة هذه الظواهر الاجتماعية نظراً لأن القائمين على جامع البلدة من كبار السن الذين لا يملكون من التأهيل ومعايشة الواقع ما يمكِّنهم من القيام بالتوعية على وجهها الصحيح! وتحدَّثنا عن أهمية المسجد ودوره في توعية الشباب عن طريق إقامة الدروس وحلقات حفظ القرآن الكريم وتدبره وعرض الجوائز المشجعة، واهمية المركز الصيفي في حفظ أوقات الشباب وتثقيفهم وتقويم أخلاقهم وتوجيههم لنفع أنفسهم وبلدتهم ومجتمعهم الصغير، وأهمية تفعيل دور المدرسة لمعالجة انحراف الشباب، وإقامة دورات مهنية وحرفية في القرية، وربط القرية بخدمات المدينة للانتفاع من إشعاعات التوعية وخدمات الجمعيات الخيرية والتواصل الحضري المفيد مع المدينة لخير القرية!
إن التوعية الدينية رافد هام للأمن لا يجب أن نغفل عنه حيث إن الشاب الذي لا يدرك خير دينه لا يمكن أن يكون شاباً صالحاً نافعاً لنفسه ووطنه، بل سيكون عاطلاً منحرفاً عدواً لنفسه ولوطنه!!
إن على سكان القرى والبلدات الصغيرة عامة وخاصة من مسؤولين وفلاحين ورعاة وحرفيين أن يعوا أهمية النهوض ببلدتهم وحفظ أوقات أبنائهم بالمفيد، والتعرف على أسباب السرقات وانحراف الشباب واتخاذ الوسائل المُعينة على معالجتها والاستعانة بالله ثم بالإمكانيات والقُدرات المحيطة بهم فأهل الخير والاحتساب كثيرون، والدولة تفتح أبوابها لنا وعلينا أن نطرقها لخير مجتمعنا وصلاحه وإصلاحه فإذا حسنت النية فإن التوفيق حليف العاملين والأجر من الله عظيم فالإصلاح سبيل المؤمنين وعماد الدنيا والدين.
دائري بريدة الداخلي
* دائري بريدة الداخلي لا حي فيُرجى ولا ميت فيُنعى، وُلد قبل أكثر من سبعة عشر عاماً وما زال في قفص الحضانة الزجاجي، وسألت قبل سنوات مسؤولاً في إدارة النقل والمواصلات بالقصيم فقال إن الإدارة ترفع للوزارة كل عام مشروع طلب اعتماد ميزانية له فلا يتم ذلك.. ونحن نسأل اليوم متى يتم اعتماد ميزانية سفلتة لهذا الطريق الحيوي الذي يخترق مجمعات عمرانية وأريافاً في سبات عميق لم تدر مطلقاً برحى العمران الحضري الذي تدور رحاه على القرب منها!.
إن هذه المناطق الريفية التي شقَّها هذا الطريق انتعشت بمروره لكنها ما زالت تُعاني من تعطل تنفيذه إذْ كما نعلم قامت بلدية بريدة بفتح بعض جهاته وردمها وسفلتة بعض الأجزاء لكنَّ تكامل المشروع ودخوله الخدمة لا يتحقق إلا بميزانية قوية معتمدة في برنامج زمني معين تتم ترسيته لإنجاز هذا المشروع الحيوي الهام الذي سيدعم حركة المرور ببريدة ويرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي لمناطق عشوائية محيطة ببريدة لم تنل حظها من الطرق والعمران منذ أن نشأت الحياة البلدية والعمرانية والهندسية لمدينة بريدة.
نريد وقفة جادة من معالي وزير المواصلات والنقل ونريد منه زيارة على الطبيعة لخط سير هذا الطريق لاتخاذ ما يكفل دخوله الخدمة في زمن قصير، بعد انتظار اقترب من عشرين عاماً دون أن تتحقق فيه الآمال المرجوة من هذا الطريق الحيوي لمدينة بريدة.
|