Friday 13th August,200411642العددالجمعة 27 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

د. خالد المهندي (رئيس فريق الخوف من الطيران) في دراسة بحثية: د. خالد المهندي (رئيس فريق الخوف من الطيران) في دراسة بحثية:
نصف سكان الخليج يخافون ركوب الطائرات!!

لقاء - حامد عوض العنزي
يبدو أن حالات الخوف التي تجتاح البعض عند ركوبهم الطائرة والسفر بها، لم تعد حالات عارضة يستهان بها ويقلل من شأنها، فالأعداد التي باتت ترفض فكرة السفر بالطائرة لم تعد قليلة، خصوصاً إذا علمنا أن نصف سكان دول الخليج العربي يعانون من حالات الخوف من ركوب الطائرة. وعالمياً هناك 25 مليون أمريكي يلغون تماماً فكرة السفر بالطائرة. كل هذه الارقام وغيرها في دول العالم باتت تشكل أهمية كبيرة لدى مراكز البحوث والدراسات العالمية، لا سيما عند تأثر حركة النقل الجوي العالمي، جراء تفاقم حالات الخوف هذه، الذي أكد الخبراء في مجال الطيران أن استمرارها سيؤدي إلى خسائر فادحة في هذا القطاع الحيوي.
الجزيرة التقت الدكتور خالد بن حمد المهندي والذي يحمل درجة الدكتوراه في علم النفس التربوي ومؤسس ورئيس فريق الخوف من الطيران بدولة الكويت (وهو أول مركز من نوعه في منطقة الشرق الأوسط) حيث تحدث حول هذه الظاهرة.. اسبابها وأعراضها وطرق علاجها فإلى الحوار..
* بداية هل لك أن تحدثنا عن هذا النوع من الخوف؟
- قبل أن نتحدث عن ما هية الخوف من الطيران يجدر بنا تعريف الخوف عامة فهو شعور بغيض يبدأ في صورة نبض في الدماغ فينبه بدورة الأعصاب الودية لتنبه مناطق مختلفة في الجلد وأعضاء مختلفة، كالقلب والرئتين والامعاء لتفرز علامات تدل على الخوف مثل (تعرق راحتي اليدين، وخفقان القلب، وسرعة النبض، والتنفس، وجفاف الحلق.. بالإضافة الى التشجنات التي نسحها في جسمنا جراء الخوف. وينقسم الخوف إلى قسمين هما:
1- الخوف الطبيعي.
2- الخوف المرضي.
فالخوف الطبيعي غريزة وهو الخوف مما يخيف للمحافظة على الحياة من الاصابة أو الموت كمثل أن يقترب حيوان مفترس من الإنسان فينفعل ويخاف ويقلق ويسلك سلوكاً ضرورياً وهو الهروب، فالخوف العادي هو خوف موضوعي أو حقيقي من خطر حقيقي.
أما الخوف المرضي فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم ووهمي ما لا يخيف في العادة ولا يعرف المريض له سبباً.. وقد يكون الخوف المرضي عاماً غير محدد ووهمياً وغير حسي كالخوف من الطيران.. وصاحب هذه الحالة متشائم حزين يتوقع الشر وسوء الطالع في أي لحظة وفي أي شيء فعندما يواجه الإنسان الخوف يكون أمام خيارين أما المواجهة أو الهروب فإن واجه الإنسان الخوف من البداية قضى عليه، وتكونت في شخصيته مهارة المواجهة أما إذا هرب من هذا الخوف فتتكون لديه مهارة الهروب من المواجهة فيبدأ هذا الخوف بالزيادة إلى أن يؤثر على الشخص في حياته العلمية والعملية، ويلعب الخيال دور كبير في زيادة هذا الخوف ولذلك يصنف الذين يعانون من الخوف من المبدعين لانهم استطاعوا أن يقنعوا أنفسهم بخيالهم أن الطائرة خطر.
أما الخوف من الطيران فهو نابع من الجهل، وهو نقص المعرفة التي تترجم إلى الخوف من المجهول، وهذا المجهول هو غياب المعلومات عن البيئة التي تحيط بالطائرة، مثل: كيف تطير الطائرة؟ كيف يمكن للطيار أن يسطير على الطائرة؟ ماذا إذا حدث خطأ أثناء الرحلة؟ ماذا إذا تعطل محرك الطائرة؟ ما مدى تأثير العواصف والثلوج والضباب على الطائرة. فهذا النقص في المعلومات يجعلك ضحية المخاوف التي تتطور إلى أن تصبح مخاوف مرضية.
الخوف.. كل إنسان يعاني من نوع من أنواع الخوف، بل أن أعظم الأبطال في المعركة يعانون من الخوف، ولكن هذا الخوف هو الذي جعلهم أبطالاً لانهم استطاعوا قهره والتغلب عليه وأداء واجبهم في المعركة على اكمل وجه، فكان عملهم نابع من خلال عنصر (الخوف) حين أجبروا أنفسهم على انقاذ حياتهم بمواجهة هذا الخوف. إذن هم يخافون ولديهم مخاوف ولكنهم يجبرون أنفسهم على الاداء بالرغم من الخوف، وهذه هي (المواجهة).
ليس من الطبيعي ألا تخاف ولكن ألا يكون هذا الخوف مرشداً لك بسبب أو بدون سبب فالخوف ظاهرة طبيعية وهي الوسيلة الأكثر أهمية لدى جميع المخلوقات الحية على الأرض للحفاظ على حياة الكائن الحي من المخاطر الخارجية التي تهدد حياته.
* ما هي اسباب هذا الخوف برأيك؟
- لهذا الخوف عدة أسباب أولها المرور بخبرات طيران صعبة في الماضي، فمتى ما اعتقدت انه ليس لديك القدرة على السيطرة على مشاعرك وضبطها سوف يتكون لديك شعور بالخوف وتظهر على جسمك أعراض الخوف، فإذا كانت لديك تجارب صعبة في الماضي عن الطيران اصبحت هذه التجارب مشروطة، بمعنى أنك عندما تنوى السفر في المستقبل سوف تبدأ تتوقع الاحتمالات الماضية التي تثير مخاوف من الطيران.
أحياناً تمر الطائرة بمطبات هوائية فيعلن (كابتن) الطائرة للركاب بربط الأحزمة، فيتصور بعض الناس أن هناك مشكلة سوف تحدث في الطائرة فتظهر عليه أعراض الخوف والاضطراب والقلق، مع العلم أن الامر بسيط جداً، وأبسط مما يتصور بكثير، فهو لا يعرف أن هذه الأمور من قوانين الأمن والسلامة العالمية للحفاظ على سلامة الركاب من أن يصطدم بأي شيء بالطائرة من شأنه أن يؤذيه، أو احياناً من أجل إعادة الهدوء في الطائرة إذا كان الناس كثيري التجوال في ممرات الطائرة.
السبب الثاني برأيي هو الاستماع للقصص المرعبة عن الطيران فالاستماع لمشاكل الآخرين او تجاربهم المرعبة في الطيران يجعلك تحمل عنهم هذه التجارب حتى لو لم تجربها، فكونك أبديت الرغبة في الاستماع فأنت تجعل اللاشعور لديك يحتفظ بهذه التجربة ويعرضها عليك في المستقبل وكأنها حصلت لك مع العلم أنه قد يكون الشخص الذي صورها لك قد بالغ كثيراً في التعبير عن هذه التجربة التي مر بها.
أما السبب الثالث فهو تطور المخاوف في نفسك حيث أن عدم الراحة من الطيران يكون نتيجة مجموعة من المخاوف الموجودة في اللاشعور عند الإنسان، وهي مثل الخوف من الأماكن المرتفعة والخوف من الأماكن المغلقة والخوف من الجديد أو البداية، وربما يكون الشخص لديه مخاوف من البداية لا يستطيع أن يسيطر عليها فعندما يبدأ العمل لمواجهة هذه المخاوف تجده يستسلم لهذه المخاوف وينسحب، وهذا يزيد من مشكلته مع الطيران. فيبدأ الخوف من الطيران نتيجة استماع الشخص إلى تجربة شخص آخر يخاف من الأماكن المغلقة فيتحدث عن شعوره عندما يغلق باب الطائرة وكيف انه شعور مرعب له، فيعبر عن هذا الشعور ويربطه بالطائرة وبعد ذلك تجد المستمع له الذي لا يخاف من الأماكن المغلقة يسقط في قلبه هذا الخوف عندما يغلق باب الطائرة.
السبب الرابع هو التعرض لبعض الضغوط النفسية التي تجعلك غير مرتاح فقد يمر الشخص ببعض الضغوط الأسرية او الاجتماعية التي جعلته ضعيف الثقة بنفسه فبالتالي عقله الباطن (اللاشعور) تقبل هذه الضغوط واسقطها على أشياء أخرى، والأحداث التي يمر بها الإنسان يستقبلها اللاشعور ويحفظها فهو مثل المخزن الكبير الذي يجمع الاشياء ويرتبها بشكل منظم فيجعل لكل حدث مفتاحاً معيناً ما أن يتواجد هذا المفتاح إلا وتخرج هذه الأحداث الى السطح، ولو حاول الإنسان أن يستدعيها في اليقظة ما استطاع ذلك لأنه لا يعرف ما هو مفتاح هذه الأحداث، فهي ترتبط ببعضها عن طريق بعض المفاتيح المسمعة والمرئية. فعندما تتراكم الضغوط النفسية على الشخص من أحداث يمر بها وتوافق هذه الضغوط السفر بالطائرة، يسقط هذا الإنسان الضغوط على السفر بالطائرة فتتحول الى مخاوف من الطيران، مع ان السبب الحقيقي ليس هو الخوف من الطيران.
* لا شك أن فكرة إنشاء فريق يعنى بمسألة الخوف من الطيران هي جديدة وتكاد تكون غريبة في مجتمعاتنا العربية وخصوصا الخليجية.. كيف بدأت فكرة إنشاء هذا الفريق وما هي المعلومات والإحصاءات التي اعتمدتم عليها في الفريق وكانت دلالاتها قوية لوجود خوف ملحوظ لدى المواطن الخليجي من ركوب الطائرة؟
- لقد قمت بدراسات عن الخوف من الطيران فكانت الدراسة الأولى تحت عنوان ( ما مدى انتشار ظاهرة الخوف من الطيران في دول مجلس التعاون الخليجي) وكان عدد أفراد العينة ستة آلاف شخص بواقع ألف شخص من كل دولة خليجية واتضح من نتائج الدراسة ما يلي:
اولا: 45% لديهم مخاوف من الطيران (منهم 21% يتجاهلون مخاوفهم من الطيران وهم الذين يسافرون في السنة مرة أو مرتين وعادة ما تكون للسياحة أو لزيارة الأقارب في بلادهم الأصلية، 24% يستسلمون لمخاوفهم من الطيران وهم الذين يسافرون للضرورة القصوى مثل أن لا يوجد بد من استخدام الطائرة في السفر وعادة ما يكون للعلاج او للعودة للدراسة.
ثانيا: 24% يخافون من الطيران وهذه الفئة ترفض استخدام الطائرة كوسيلة نقل تماماً، مع العلم أنهم كانوا يستخدمونها من قبل ما بين (10-20) سنة، ولكن زيادة المخاوف لديهم أدى إلى انهم اتخذوا قراراً لا رجعة فيه لوقف هذا الرعب والهلع الذي يعانون منه جراء ركوبهم الطائرة.
ثالثا: 31% ليس لديهم مخاوف من الطيران وأغلب هذه الفئة هم من يعملون في بيئة الطيران.
كما اظهرت الدراسة نتائج متنوعة عن الخوف من الطيران في دول الخليج العربي الستة، فقد بينت الدراسة أن من بين كل اثنين يركبون الطائرة واحد يخاف من السفر بها. ويوجد لهذه المخاوف أكثر من سبب فمنهم من يخاف من الموت 7%. ومنهم من يخاف من الأماكن المرتفعة التي تصل لها الطائرة وكانت نسبتهم 29%. ومنهم من يخاف من الأماكن الضيقة، فالطائرة ضيقة من الداخل وكانت نسبتهم 15%. ومنهم من يخاف من المطبات الهوائية وهؤلاء نسبتهم 25%. ومنهم من يخاف من الإقلاع والهبوط وهؤلاء تتراوح نسبهم ما بين 30-35%. ومنهم من يخاف من محركات الطائرة وهؤلاء نسبتهم 10%. ومنهم من يشكون في سلامة وأمان الطائرة ونسبتهم 80%. ومنهم من يخافون من الطيار الذي يعتقدون أنه من الممكن أن يرتكب خطأ ما أثناء الرحلة ونسبتهم 20%. ومنهم من يتجنبون ركوب الطائرة هروباً من المشاعر التي تنتابهم عندما ينوون السفر بالطائرة ونسبتهم 48%. (علما بأن العينات التي شاركت في هذه الدراسة كانت لها أكثر من سبب بمعنى أن من يخاف من محركات الطائرة يكون لديه خوف ايضا من الموت مثلا).
ومن هذه الدراسات لاحظت أن هناك حاجة ماسة لتأسيس مركز متخصص بعلاج الخوف من الطيران الذي من شأنه أن يرد ثقة الناس بالطائرة حتى لا تتأثر حركة الطيران بالخليج العربي بهذه الأوهام والخيالات التي لا أساس لها من الصحة إلا في عقول الذين يخافون ركوب الطائرة. والحمد لله قد تم إنشاء مركز الخوف من الطيران عام 1999م. وقد قام (أي المركز) بإعداد الدراسات والبحوث والتوصل إلى أحدث الأساليب والطرق التي تساعد في التغلب على هذه المخاوف والقضاء عليها بشكل نهائي وإلى الأبد.
وبدأ العمل بعقد أول دورة تدريبية للتغلب على الخوف من الطيران في سنة (2002م أكتوبر الى سنة 2004م) تحت مسمى برنامج المواجهة ودخل هذه الدورات أكثر من 105 أشخاص، 90% منهم استطاع تجاوز هذا الخوف بنجاح.
* ماذا عن هذه الظاهرة في الولايات المتحدة الامريكية؟
- في الولايات المتحدة الامريكية تبين أن حوالي 15% من الشعب يعانون من الخوف من السفر بالطائرة بل لا يسافرون بها ابداً بمعنى أن حوالي (25 مليون) شخص لا يستخدمون الطائرات بالاضافة إلى 20% يستخدمون الطائرات عند الضرورة القصوى ويستخدمون الكحول أو الادوية المهدئة عند صعودهم الطائرة. وبعد ضربات 11 سبتمبر زادت النسبة إلى 50%.
* هل لك تحدثنا عن أعراض الخوف من الطيران؟
- تبدو على الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الطيران أعراض عديدة منها صعوبة في التنفس والاختناق وخفقان القلب أو شعور بتسارع ضربات القلب والتعرق في اليدين والشعور بالدوار والشعور بخفة الرأس او عدم الاتزان وكذلك الرغبة في التقيؤ أو الشعور بعدم الراحة في المعدة.
الشعور بعدم الواقعية، آلام أو مشاعر اخرى بعدم الراحة في الصدر، الشعور بالإغماء، الخدر او فقدان الإحساس أو الإحساس بالوخز إحساس بالسخونة والبرودة، الارتعاش أو الارتجاف، خوف الشخص من كونه يموت وخوف الشخص من فقدان التحكم بالنفس وأن يصبح مجنوناً.
* اذاً ما هو العلاج أو الخطوات العملية التي يجب على الشخص (الخائف من ركوب الطائرة) اتباعها ليتلاشى هذا الخوف؟
- قبل أن أجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف المبادئ الاساسية للتغلب على الخوف ومنها تصحيح الآراء الخاطئة (بالتعرف عيها) والتفريق بين ما نحن حقيقة عليه وبين ما نتخيله (ادراك الصورة الحقيية واستبعاد الصورة الخيالية (الاوهام والتخيلات).
كذلك فهم أن هذه الصورة سواء كانت حقيقية او خيالية تؤثر في كل شيء نعمله من أفكار او حركات، بالإضافة الى مواجهة الصورة التي تستحوذ على النفس في تعارضها مع المنطق (مواجهة المخاوف التي صنعها الخيال والتي لا يمكنك البوح بها الى الآخرين.
ويمكن أن تتلاشى المخاوف وتختفي بشكل نهائي عن طريق أسلوبين هما:
1- التعبير عن المخاوف:
حيث أن التعبير اللفظي أسلوب فعال في التخلص من الخوف المخزون في عمق الإنسان وهذا لا يعني انك تبوح باسرارك لاي شخص بل تختار الشخص المناسب الذي يتفهم وضعك ويتعاطف معك فتعبر له عن مخاوفك حتى يتم التعرف عليها وبالتالي ستبدأ هذه المخاوف في التفكك والتحلل حتى تصبح أقل من ذي قبل.
وهذا يعني أنه لا يوجد أحد بدون مخاوف، فكل إنسان لديه مخاوف قد يدركها او لا يدركها، تظهر في تصرفاته وتؤثر على ثقته بنفسه، فإن أحسن التعامل معها قلت في نفسه ما لم تتلاش بشكل نهائي، وإن لم يفعل وتستر عليها وقع في اسرها.
2- تفريغ المخاوف:
احياناً تمر على الإنسان الذي يخاف من الطيران بعض المثيرات التي تستثير مخاوفه سواء كانت هذه المثيرات قبل السفر أو أثناء السفر أو حتى عندما لا ينوي السفر.
هذه المخاوف تستثير لديه أحاسيس ومشاعر الخوف والفزع، وهو شعور يكرهه الإنسان ويحاول الهروب منه بأي طريقة، فتكون الاستجابة لهذا الفرد بأن يخنق هذه المشاعر والأحاسيس ويكتمها في نفسه حتى لا يطلع عليها احد ويكتشف حقيقة خوفه من الطيران، وهو بذلك يفرز الادرينالين ولا يستخدمه.
فخنق المشاعر والأحاسيس جريمة يرتبكها الإنسان في حق نفسه لان عملية كتمها لا يعني تلاشيها وعدم عودتها مرة أخرى، فهي تتحول نتيجة الكبت الى أمراض اخرى او عادات غير صحية مثل أكل الأظافر او الشارب.. الخ.
والطريقة الأفضل هي أن يحاول الإنسان أن يجد مخرجاً لتفريغ هذه المخاوف وذلك باتباع الطرق التالية:
الحركة: تحرك داخل الطائرة.
المشاهدة: شاهد العروض التلفزيونية في الطائرة.
الاستماع: استمع إلى القرآن الكريم في راديو الطائرة.
المحادثة: تحدث مع من هو بجانبك.
قد يحدث أحياناً وبعدما تعتقد أنك شفيت أن تهب عليك رياح المخاوف القديمة، وقد تنتابك مشاعر غريبة ولعلها تكون شديدة كالتي بدأت أول مرة في مطلع بدايتها. فلا تفزع من هذا فليس بالامر المستغرب حدوثها فالذاكرة لا تزال تحفل بها بوضوح والندوب لا تزال طرية، وقد يحدث كذلك ان تنخرط في التنقيب عن مثل هذه الأحاسيس لتحاول تخليص نفسك مما أنت فيه، اعتقادا منك انه من الصالح جدا أن تحرر نفسك من براثن الاشياء البيئية. فأمض قدماً فانك لن تصاب بأذى، وكما شفيت من مخاوفك في الماضي ستشفى منه في المرات القادمة دون شك، رغم ما قد يحصل من نكسات، لهذا فعليك أن تتقبل اية انتكاسة بكل هدوء حيث انها لن تخيفك كلياً كما كانت في السابق.
إذن سيكون لديك قدر من الثقة والقوة اللذين يمنحانك العون لتتخطى هذه المخاوف، ولان هذه الثقة قد تولدت من صلب خبرتك الخاصة فإنك لن تخسرها ابداً فلعلك تتعثر وتضطرب ولكن لن تغمرك هذه المخاوف تماماً مرة أخرى.
وبما أنك قد تغلبت على خوفك واكتسبت الثقة فإنك ستجنب تركيزك على احاسيسك المستغربة، حيث تبدأ تدريجياً بنسيانها للحظات وربما لساعات في بعض الأوقات وحتى لا تغرق في المخاوف يجب عليك أن تتغلب عليها بواسطة هذه القواعد:
1- مواجهة المخاوف.
2- تقبل أعراض هذه المخاوف.
3- العوم داخل ذاتك لتتخلص من هذه المخاوف.
4- السماح بأكبر وقت للمواجهة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved