Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

14 رمضان 1391هـ الموافق 2-11-1971م العدد 367 14 رمضان 1391هـ الموافق 2-11-1971م العدد 367
الأمير نواف بن عبدالعزيز:
لن يخلص الإنسانية من آلامها إلا الإسلام التعصب في الدين يهد الإسلام ويقوي من أعدائه

يسرنا أن نثبت فيما يلي نصه الكلمة التي كتبها سمو الأمير نواف بن عبدالعزيز قبل سنوات مقدماً فيها إلى القراء في العالم الإسلامي كتاب (عبقرية الإسلام في أصول الحكم) وهذه المقدمة لا تحتاج إلى تقديم آخر منا فهي دعوة بصوت مرتفع إلى أن الإنسانية ستظل تتخبط في دياجير الظلام حتى تعود إلى الإسلام وتفيء إلى ظله، ولن يخلص الإنسانية في جميع أنحاء الأرض كما يقول الأمير إلا عدل الإسلام وشريعة القرآن، فليكن هتافنا إلى الإسلام من جديد.
كنت أتجول في مكتبة أحد أصدقائي الخاصة، فوقع نظري على كتاب يبدو قديما لتهلهله، طالعته فإذا هو عبقرية الإسلام في أصول الحكم للدكتور منير العجلاني.
سألت صديقي صاحب المكتبة: أين يمكنني شراء نسخة من هذا الكتاب؟ قال: لا يوجد منه نسخ في المكتبات العامة، فهذا الكتاب نفد، ولولا حرصي الشديد على نسختي هذه لذهبت كغيرها، وكما ترى فهي تكاد تذوب.
لم أرد عليه لتوي، إنما شطح خاطري إلى مرارة الوقت الذي نجتازه، فلو أن هذا الكتاب كان قصة مسلية لأعيد طبعه مرات عديدة، ولربما وجد الناشر فائدة كبيرة في الاستمرار في طبعه.. إنما هو يهمل، ويكاد يذوب.
ليس مصيبة الأمر في اندثار كتاب أو غيره، إنما في اتجاه بعض شبابنا العربي إلى الانصراف عن تتبع تاريخه، العظيم، والاتجاه إلى توافه المواضيع، هل يقوم مستقبل الشباب العربي إذا هو أهمل قراءة تاريخه الإسلامي.. إنه بهذا يهدم نفسه وبلده.. فما أضيع من شباب يجهلون تاريخهم مهما يكن.
إن تاريخ شبابنا العربي يشرف ويفاخر به بين الأمم.. بل إن الكثير من الأمم الأخرى تستهدي منه الطريق في حياتها الحاضرة..
إن تاريخ شبابنا العربي فيه العبر الكثيرة الكفيلة بإخراجنا من الحيرة التي نتخبط فيها اليوم، بل إن تاريخ شبابنا العربي لكفيل أن يخلص الإنسانية في جميع أنحاء الأرض من مصيرها المجهول.
إن الحيرة والفوضى التي توجد فيها اليوم جميع الأنظمة تعود إلى الجهل الفظيع بالقيم العظيمة التي يحملها تراثنا الإسلامي.
إن من التجني أن نصب لومنا على الشباب وحده.
إن المسؤولين عن توجيهه يجرمون أشد الإجرام في طريقة توجيههم له. إنهم منذ البدء في مناهجهم الدراسية يبعدونه عن التراث الإسلامي، وإن وجد اليسير منه فإنه يوجد بأسلوب غليظ يبتعد كل البعد عن مفهوم الشباب الناضج، مما يغرس في نفسه النفور.
إن مثل هذه الأساليب لا تخدم القضية الإسلامية الإنسانية، إنها تدفع الشباب ليبتعد عن روحانيته.
إن التعصب الأعمى الذي يسلكه بعض موجهي الدين الإسلامي، والذي لا يستند إلى حجج إسلامية واضحة.. إن هذا التعصب الذي يؤدي إلى محاولة عرقلة التطور في الحياة يهد الإسلام، ويقوي من أعدائه.
إنه يظهر الإسلام بمظهر المحارب لكل تطور، والإسلام من هذا براء، وما الذي يمنع الشباب أن لا ينفر من العقيدة الإسلامية إذا صورت له أنها تقف عثرة في طريق آماله وأمانيه - وهذا غير صحيح - إنه بهذا يحاول لا شك أن يزيد هذه العثرة من طريقه، ليسير وهو لا يدري إلى أين..
وبما أن كل نظرية يعتنقها المرء لمصلحته منها.. فإن علينا أن ندخل في نفوس شبابنا أن مصلحتهم هي في اعتناق النظام الإسلامي.
وهنا نصل إلى التساؤل الذي لابد منه.
هل يوجد نظام إسلامي وأين هو؟؟
هذا السؤال يسأله الكثير من الشباب الذين يسمعون ويقرؤون عن مختلف النظم المتصارعة، والعذر معهم إذا وجدوا في هذه الحيرة أمام النظام الإسلامي.
أين هو النظام الإسلامي؟؟ إنه في طيات الكتب واختلاف الآراء.. إنه موجود عند الكثير من العلماء المجاهدين في العالم الإسلامي.
لم يبعث الله بعد من يحيي هذا النظام ويجعل منه دستورا واضح المعالم، موحداً لجميع الاتجاهات الإسلامية.
إن النظام الإسلامي موجود، وكما قلت هو في طيات الكتب، ولن يبعث إذا ظل على وضعه.
لن يتمكن فرد واحد مهما بلغ من العمق العلمي أن يظهر هذا النظام وحده، فاختلاف الآراء في العالم الإسلامي متعدد، والكل يستند إلى حجج وبراهين مقتنع بها.
لن يظهر النظام الإسلامي إلا إذا بعث الله من يحييه بأن يجتمع النفر الكثير من علماء الإسلام المختلفي الاتجاهات المتعمقين في جميع الأنظمة المختلفة ليظهروا النظام الإسلامي، ليطبق وينتشر.
وبانتظار جهود هؤلاء العلماء لعل الشباب المسلم يجد في هذا الكتاب الخطوة الأولى لفهم النظام الإسلامي والتمسك به.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved