Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

حساسية القصبات الهوائية حساسية القصبات الهوائية
د. صفاء العيسى ( * )

أصبحت كلمة (حساسية الصدر) واحدة من المصطلحات الشائعة الاستعمال طبياً وعند العامة أيضاً نظراً لكثرة الحالات الموجودة وزيادة أعدادها اضطرارياً في الآونة الأخيرة. ويمكن القول بدون مبالغة إن نسبة 15-20% من الأطفال الذين أقل من 3 سنوات قد تنتابهم حالة تحسس في القصبات في وقت من الأوقات.
فما هو الفرق أولاً بين الحساسية والربو؟
حساسية القصبات والربو كلمتان لمعنى واحد اسمه ASTHMA ولكن كلمة الربو لها مفهوم لا يسر سماعه من قبل الأهل وفي نظرهم أنه مرض مخيف لا علاج له وهذا ليس صحيحاً، بل الصحيح الآن أن كلا الحالتين لحالة طبية واحدة يمكن علاجها ومنع تكرارها نظراً لتوفر الأدوية الحديثة لعلاج هذه الحالات.
ونأتي أولاً لأسباب هذه الحالة:
وراثية وهذه قد تكون على شكل حساسية جلدية، حساسية من الأغذية، حساسية للأنف الخ عند الوالدين وتنتقل إلى الطفل في شكل حساسية قصبات هوائية. تلوث الجو مثل كثرة وجود دخان السجائر أو الشيشة أو البخور أو الأصباغ. ووجود الحيوانات خاصة القطط والكلاب. وحساسية من العت والتراب الذي يوجد بكثرة على الستائر والفرش والموكيت والسجاد.
ما هي أعراض السعال وخاصة أثناء الليل، وأثناء الجري أو الرياضة أو بعد البكاء وهذا السعال قد يأخذ وقتاً طويلاً لمدة ساعات مما يعني أن هناك تضييقاً حاداً أو شديداً في القصبات الهوائية؟
قد يصاحب المرض آلام في الصدر والبطن نتيجة لشد العضلات الصدرية والحجاب الحاجز، وفي الحالات الشديدة قد يكون هناك إعياء وتعب وإرهاق وأخيراً قد يصل إلى مرحلة (الازرقاق) وهي مرحلة متقدمة من المرض.
قد توجد لدى الطفل أيضاً علامات تحسسيه أخرى مثل الاكزيما أو حساسية الأنف وعادة ما تكون هناك حكة شديدة في الأنف نتيجة تحسس غشاء الأنف المخاطي. ومضاعفات المرض كثيرة إن تركت بدون علاج منها تضخم الغدد اللحمية واللوزتين مع إجهاد نفسي وجسمي للطفل.
لقد أثبت الطب أن حالات حساسية القصبات يجب علاجها بسرعة حتى لا تتفاقم مستقبلاً وحتى ينتهي المرض بسرعة.
العلاج:
قبل سنتين كان هناك عند عامة الناس التمنع الشديد من استعمال البخار والبخاخات لعلاج حالات الحساسية عند أطفالهم ولكن الآن بدأ الوعي الثقافي والصحي وتفهم الأهل أن هذه الطرق هي الناجحة للعلاج.
فأولاً جرعات البخار هي قليلة وثانياً مفعولها أسرع على القصبات وتوسيعها بسرعة، وقد يحتاج الطفل إلى هذه الجرعات حتى ولو كان صغيراً جداً. ثم إن هناك الآن أدوية وقائية أيضاً على شكل بخاخات وبخار تعطى للأطفال لفترة أشهر مما يعطي وقاية جيدة لمنع تكرار تحسس القصبات هذه.
أخيراً لم ندخل في تفاصيل كثيرة حول هذا المرض الشائع لكن نود أن نطمئن الأهل أن اكثر الحالات تتوقف عند سن معين 5 - 7 سنة والقليل الذين تستمر الحالة عندهم عند الكبر.

( * ) استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض الاستشاري المحاضر بطب الأطفال وحديثي الولادة بجامعة أدنبرة - بريطانيا استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة لمستشفى فكتوريا والمستشفى الملكي بأدنبرة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved