Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

هل لديك من معلومات موثقة عن المراكز الصيفية؟! هل لديك من معلومات موثقة عن المراكز الصيفية؟!

أكتب الآن وأعلم أن الكتابة هي تلك العلاقة الحميمة التي تربط فيما بين الكاتب والقارئ وهي جسر التواصل وهمزة الوصل بينهما، وكلما كان الطرح خارجا من أعماق الكاتب بكل صدق وبكل أمانة وعفوية زادت هذه العلاقة قوة وصلابة ونمواً.في عدد الجزيرة (11581) ليوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول كتب الأخ حماد السالمي مقالا عن المراكز الصيفية فرأيت أنه من الواجب الرجوع الى قصاصة المقال.. وقراءته بتمعن.. ومن ثم ابداء الرأي وبخاصة أنها ليست المرة الأولى التي يقف فيها السالمي وهو المعلم الذي ينتمي الى وزارة التربية والتعليم سابقا قبل أن يتقاعد من عمله، وليقف وجها لوجه أمام مراكز توعوية هادفة تنأى عن هذا الفكر المتصدع لكل من يتهم مراكز كهذه أو أن يشكك في أهدافها..!!إنني ممن زاول الأنشطة في مثل هذه المراكز الصيفية آنذاك في المرحلتين المتوسطة والثانوية ولم أجد شيئا مما يقول بل العكس من ذلك ما خرجت إلا بفائدة عظيمة من خلال الاحتكاك بذوي الخبرة وذوي الاستقامة الحقة.. عشت معهم وزاولت أنشطتي ولم أخرج يا عزيزي إرهابيا أو ذا فكر منحرف!!.. ولولا الله ثم انخراطي في مثل هذه المراكز والتي احتضنتني في مرحلة المراهقة عن بعض السلوكيات والتي كانت تتلقف الشباب آنذاك لكان حالنا غير ما نحن عليه.. فلك اللهم الحمد والمنة.وإننا بحق لمثقلون بهموم الأرض يوم أن نقرأ أفكاراً وآراء تقف بمثابة الصدام.. لواقع مراكز صيفية وأنشطة مدرسية نرى ونلمس نتائجها الطيبة.. ونربّت على أكتاف من يقوم عليها شاكرين لهم.. ثم نجد فجأة من يقف لهم كحجر عثرة فضلا عن أن ينتقدهم أو أن يقدح بأهداف مثل هذه المراكز الخيرة.حقيقة كان على كاتبنا السالمي أن يدرك.. أنه يتعامل مع قلم.. وأي قلم..!! وطالما كان القلم قدره فلابد من معاناة يواجهها ولكن ليكن الهدف هو الدعوة لمخافة الله.. وإن نزن ما نكتبه بميزان الخوف من الله تعالى..!!وإننا إذا كتبنا ما يخالف شريعتنا لقينا من الله ما يسوؤنا وإن خالفنا عادات المجتمع لقينا من البشر ما يصدمنا ومن يسوؤنا..حقيقة إن كانت هناك من آراء استقرأتها في أعين من قرأ مقالتك فهم يجمعون على أنها آراء اجتهادية متفاوتة ومتناقضة ولا تستند الى دليل قاطع وإنما جاءت موافقة لأهواء لا أعلم من أين مصدرها..؟؟ فنحن نعلمك كاتباً متمكناً لك أطروحاتك التثقيفية.. بنظرة اجتماعية حادة فأنى لك هذا الرأي الآخر!! وليتك تأنيت قبل أن تسطر عبارات وآراء كهذه.. ألم تسمع بقول الشاعر:
القول لا تملكه إذا نما
كالسهم لا يرجعه رام رمى
الفكر قبل القول يؤمن زيفه
شتان بين رويَّة وبديه
علينا أن نكون واقعيين في حكمنا.. وأن ننظر للأمور بعين الحكمة والبصيرة.. وبمنظار التروي والدراسة الدقيقة تتجلى فيها آليات البحث والمناقشة قبل عرض الآراء عنوة هكذا وتعريتها على أديم الصحافة للآخرين متجاهلين حقوق الرأي الآخر.. فنقابل حينها بالرفض والاستهجان على نحو ما رأيته من آراء القراء حول اتهام كاتبنا السالمي للمراكز الصيفية وأنها قد تكون مصدر تفريخ للارهابيين. ومطالبته بضرورة اغلاقها أو اسنادها الى مراكز الأمن العام!!
وليسمح لي السالمي بنقد بعض ما جاء في مقالته وليتسع صدره لها كما تعودنا منه ذلك:
1- إن مسألة التعميم فيما يبدو لي وهو الآكد أن فيها أجحاف وتجني وإقصاءللطرف الآخر. وهو بذلك ينتهي إلى التعجيز والتيئيس وسيكون أثره في تقويم المجتمع أثراً ضئيلاً.!!
2- تعلم أنت في قرارة نفسك ويعلم غيرك الكثير أن المراكز الصيفية نشأ وترعرع فيه علماء وأطباء ومهندسون وقد تكون منهم.. والحقيقة أنهم لم يحملوا ذلك الفكر الضال والذي أشرت إليه في مقالك يا عزيزي!!.
3- منذ سنوات طويلة والمراكز الصيفية تقف جنباً الى جنب مع العملية التعليمية والتربية ومما لا شك فيه أن مثل هذه المراكز تقع تحت مراقبة واشراف وزارة التربية والتعليم.. وهذه المراكز قد خرّجت أجيالاً يحملون الوسطية في حياتهم لا الغلو والزيع عن الحق ولا الفكر المتشدد ولا التفريط في الواجبات والتهاون في أحكامها وتأويلها حسبما تتفق مع الأهواء الشخصية والنزوات النفسية!!
4- ان هذه الفئة الضالة - يا عزيزي - لا تمثل المجتمع السعودي فضلا عن المستقيمين والوسطيين.. فلو سمع أحد الكتَّاب الغربيين يلقي التهم على مملكتنا بالارهاب. هل بالفعل سيرضى بهذه التهمة مع أن الفئة الضالة لا تشكل إلا النزر القليل من عدد المجتمع.. ولذلك فالاتهامات لا معنى لها لعدم وجود الأدلة الصريحة الواضحة ولأنها تتنافى قطعياً مع تصريحات ولاة الأمر - حفظهم الله - من أن الفئة الضالة قليلة.. وأن العامة الأغلب هم المعتدلون..
5- إن القائمين على المراكز الصيفية هم من خيرة شباب ورجالات المجتمع بأن الزيارة للمراكز الصيفية مفتوحة لك ولغيرك للاطلاع على الواقع الذي ينافي ما جاء في مقالك.. والكثير من المسؤولين يعرفون حجم ما تقدمه المراكز للشباب من توجيه وارشاد لبعض فئات المجتمع الأخرى من الشباب والذين وقعوا في منزلقات هوى النفس وفي مزالق المخدرات والفساد.. فالمراكز الصيفية تكسب الشباب المهارات اللغوية والثقافة الإسلامية.. وفيها تجد تلك البرامج النافعة.. وهي مفتوحة للجميع بالمشاركة حسياً ومعنوياً.. وكم من مسؤول اطلع عليها عن قرب ورأى بأم عينيه ما يقدم من برامج نافعة للشباب وكم منهم قضى وقت فراغه مع نخبة واعية هم معلموهم إبان الدراسة!!
6- الفئة الضالة لا تقدم أفكارها في أماكن عامة كالمراكز الصيفية.. وفي نظرنا أنها لا تشارك في مثل هذه المراكز لعدم اقتناعها ببرامجها وتوجهاتها والتي لا تتفق مع أهدافهم وتوجهاتهم الضالة!!.. وهذه الفئة وحسبما سمعنا تنظر الى هذه المراكز نظرة الركون والدعة.. فكيف تكون في نظر السالمي أماكن للتضليل!!
7- قلت بأن على هذه المراكز أن تتبع السلك العسكري وتحت إشرافه ومظلته.. ونحن نقول: إن هنالك تعاونا في الأصل بين رجال الأمن وهذه المراكز.. وتحدث زيارات من رجال الأمن الى مثل هذه المراكز.. ووزارة التربية والتعليم تشارك في جميع فعاليات رجال الأمن وتدعمها وبكل قوة ثقافيا حتى بالكوادر الطلابية.
8- أن الأنشطة القائمة في مثل هذه المراكز والتي لا يراها السالمي.. كلها وطنية.. ولعله يتغافل عن الأشياء والتي تنشر في الصحف أو يتعامى عن تلك الرسائل الاعلامية في التلفاز والصحافة والاذاعة وأنشطة المدارس وهو الذي يقول بأن المشرفين تعاموا عن المراقبة.. والحقيقة.. لا أدري من أين أتى بهذا الاتهام ؟؟
9- أعتقد أن كل المجتمع الآن استوعب خطورة الارهاب ولاشك في أن كل من يقوم ويعمل في المركز من مشرفين وطلاب يحس بهذا الخطر ويعمل جاهداً لمنع أي فكر متشدّد!!.
** أخي الحبيب السالمي.. ألم تقرأ في كتاب دراسات في نقد الأدب للدكتور بدوي طبانة حيث تحدث عن الناقد وما يلزمه حيث قال (فلابد على الناقد أن يكون ذا معرفة واسعة وعقلاً بصيراً يوازي بين قول وقول.. وألزم شيء له هو الذوق المرهف والملكة الناضجة والقلب الحساس..).
والناقد الأمين يا أخي العزيز.. هو من يضع يده على مواطن الجمال قبل الشروع في مواطن القصور في أي عمل!!.. فليتك أتبعت ذلك في حكمك ونقدك للمراكز الصيفية والمخيمات الدعوية!!.
عموماً أحبتي لا أحب الاطالة كفاني ما كتبت ايضاحا للحق.. واعذروني أحبتي أن شط قلمي.. وإنما هو الاحساس بنبض القلم.. في رحلتي مع القلم والورقة.. أجبرتني أن أسطر هذه الكلمات الى كاتبنا الحبيب حمّاد السالمي.. فهي كلمات ساقها القلم إلى (عزيزتي الجزيرة) لأقف مع الحق وليس ضد السالمي.. وما هو إلا إيمان مني بالحوار الهادئ البعيد عن التجريح والاساءة.. فياليت أحبتي ممن رد أو سيرد على كاتبنا أن يلزم صدق الطرح.. وهدف المناصحة في حوار بعيد عن الاساءة لأي كاتب من كتابنا.. وفي الختام ليعذرني كاتبنا السالمي.. وليعلم بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية!!.

سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي/ متوسطة صقلية - المذنب
ص.ب 25 الرمز 51931


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved