Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الألعاب الرياضية والمناشط المدرسية الصيفية الألعاب الرياضية والمناشط المدرسية الصيفية
مندل بن عبدالله القبّاع

تكملة لموضوعنا حول الأنشطة المدرسية الصيفية ونعزز هذا العرض بحديثنا عن الرياضة، ونستهل قولنا بأن الرياضة وسائر الأنشطة المدرسية هي أنشطة لها مدلولات اجتماعية في مجملها، فلا يمكن لنا أن نفهم كنه نشاط ما إلا في سياقه الاجتماعي، فحاجة الإنسان لممارسة الرياضة هي نفس حاجته للانضمام إلى جماعة (فريق) وتعامله مع جماعة أخرى تعاملاً تعاونياً أو تنافسياً.
في ذات الوقت تعتبر الرياضة أحد المصادر المهمة التي تحفظ للجسم الرشاقة والمرونة واللياقة حيث يكون الفرد أكثر حيويةً ونشاطاً وتكون بنيته صحيحة غير معتلة، فالرياضة وسيلة جيدة لبناء الجسم وإذكاء العقل وشغل لأوقات الفراغ وأداة للترويح المفيد الذي يبعث في النفس البهجة ويحقق للفرد السعادة ويجعله يستقبل الحياة برضا وقناعة وحسن مواجهة.
وإن ممارسة الألعاب الرياضية في المجال المدرسي ركيزة الأنشطة الصيفية يعتبر كياناً أساسياً في خريطة المناشط الصيفية ككل.
هذا الكيان يستهدف العمل على تقوية نمو الممارس للرياضة نمواً شاملاً متكاملاً متوافقاً مع الذات والآخر، بل ومتوازناً مع غايات المجتمع وأهدافه، ومع مخططاته وبرامجه.
ويطيب لنا في البدء أن نضع مفهوماً شاملاً للممارسة الرياضية كي نتحلق حوله فهماً ووعياً ومشاركةً، فالرياضة وفي الإطار الطلابي تعرف بأنها هي (النشاط) الحركي الذي يمارسه الطالب ضمن الفرق الرياضية التي يمكن أن تتشكل في المدرسة وفقاً لما يتوافر بها من إمكانات تتمثل في (ملاعب قانونية - أدوات وأجهزة حديثة - معلمين متخصصين).
وفقاً لهذا المفهوم الذي يستقر في وعي وخبرة الاختصاصيين ترتكز الرياضة على ذلك النشاط الحركي الذي يعتمد على تحسين صحة وحالة الطالب لبلوغ قدر لا بأس به من النمو المتوافق، هذا مع الوضع في الاعتبار صحة المقولة (أن العقل السليم في الجسم السليم).
نعم هذا صحيحٌ حيث إن الرياضة جزء متمم ومتفاعل مع باقي أجزاء ومكونات برامج الأنشطة التنموية الأخرى التي تتسق وتتوازن وتتكامل مع المستويات النوعية والعمرية والفئوية لجماعة الفريق الرياضي.
وحينئذ يجدر بنا القول إن النشاط الحركي سواء في المدرسة أو في غيرها لا يتم عفوياً لكنه يمارس داخل منظومة تربوية تعرف بأنها سلسلة متدرجة ارتقائية من القدرات أو الخبرات التي تنتظم مع كل مستوى عمري ومهاري، ويستهدف غاية اجتماعية أوضحناها سلفاً وقلنا إنها تعمل بإمكاناتها وفنياتها على تنمية الطالب جسمياً وذهنياً، ونفسياً واجتماعياً.
وإزاء ذلك نؤكد أن مكونات منهج الممارسة الرياضية الجيد يشمل الإعداد البدني، وتحديد الأساليب المنهجية للرياضات الأساسية بدءاً من تمارين اللياقة وانتهاءً بالتخصصات الرياضية الفردية أو الجماعية وتوزيعها على فترات زمنية محددة باستخدام أدوات وأجهزة حديثة ومتقدمة ومساحات قانونية، وأماكن صالحة، وتحت إشراف فني مؤهل يعي ويدرك ان العملية التعليمية في مجال التربية الرياضية على الخصوص تتضمن (متدرباً - مدرباً - لعبة لها مبادئها ومهاراتها ونظامها المعتمد).
وأن اعداد الفريق الرياضي شأنه شأن باقي جماعات الأنشطة المختلفة من حيث إن كل منها ينطوي على أهداف محددة يمكن تحقيقها، كما يمكن تعميمها ومن ثم فإن التخطيط لتدريب الفرق الرياضية يخضع بدوره لعمليات التقويم الذي يتم بمعرفة خبراء في الرياضات المختلفة بحيث يعقب ذلك عمليات التطوير بغية تحسين العملية التدريبية، وكذلك العمل على إكساب الطالب القدرات المهارية غاية التدريب الرياضي. وهذه الغاية يمكن بلوغها عن طريق سد حاجات المتدرب وترشيد وتوجيه ميوله، ومساعدته في تجاوز صعوبات التدريب.
وفي هذا الصدد نذكر بأن المدرب هو المرتكز الأساس في نقل المهارات وهو صاحب الدور الفاعل في إدارة العملية التدريبية والتدقيق في تنفيذ خطواتها والعمل على استثارة دافعية المتدرب نحو الإنجاز المهاري وقياس أثره في كيان المتدرب وإشباع مطالبه التدريبية.
وكما ذكرنا سالفاً أن المدرب يشكل الركن الأساسي في العملية التدريبية وحسن تنفيذها ويعمل على تطويرها أولاً بأول بالاستفادة مما يحوط به بين تفجر معرفي وتكدس معلوماتي (ذكرناه في مقال سابق)، ساعد في نقل الخبرة المضافة والمستحدثة للمتدرب، وفي تنظيم المناشط التبادلية خاصة التي تدخل في دائرة المنافسة والسباق.
ويبقى ضرورة أن نواجه المسؤولية قبل نجاح هذا النشاط فهو محل اهتمام الطلاب فهو معقد طموحاتهم مما يتوجب دعم نجاح هذا النشاط من خلال تجهيز المنشآت والملاعب الرياضية اللازمة لاستيعاب الطلاب فترة الصيف ليخرجوا من إجازتهم وقد حالفهم التوفيق.
والحمد لله يملؤنا الإيمان بأن الجهات المسؤولة ونخص وزارة التربية والتعليم ورعاية الشباب مستمرة بجد ودأب بإنجازاتها في هذا الصدد فهي لم تتوقف ونأمل في توجه أكبر للطلاب، وهذا يتناسب مع مكانة بلدنا وقيادتنا الرائدة الرشيدة الحكيمة فهي التي تقود مسيرة الإنجازات والانتصارات قدماً بإذن الله تعالى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved