قرامطُ العصرِ(1) جفّت سُحب سيدكم(2)
وجفّ كلُّ يراعٍ راعفٍ بدمِ
واجتثَ ربي جذور السُّمِ من بلدٍ
قد رفرفت رايةُ التوحيد في القممِ
زعمتمُ دعوةً للدين فانخدعت
تلك الجموع ودُسَّ السمُّ في الدسمِ
جعلتمُ الغشَّ والتدليس منهجَكم
حتى الخوارجَ قد عابوهُ في القدمِ
خفرتُمُ أهلَ عهد الله، ويلكمُ
فكيف يُقتل أهلُ العهدِ والذممِ؟(3)
أم كيف يُقتل طفلٌ لا ذنوب له؟
ونسوةُ أُمِّنت في الحرب والسَّلمِ؟
أم كيف؟ كيف إذا جاءت تخاصمكم
في موقف العرض عند القادر الحكمِ؟
شهادة وقرت في قلب من سُفكت
دماؤهم ثم عادت بعد للنقمِ(4)
طرقتم الكفر في الأوطان فانتُهكت
بلادنا في يمين الأرضِ والشأمِ
هل الشجاعة أن يندسّ صاحبُكم
في (تورابورا) وتُقصى حرمةُ الحرمِ
أطعتم النفس، والشيطانُ ألبسكم
ثوباً من اللؤم لا ثوباً من الشيمِ
لا الدين لا الخلقُ الأسمى أباح لكم
ماقد فعلتم فتوبوا قبل منتقمِ
لقد طرفتم بأيديكم عيونَكُمُ
حتى قطعتم حبال الوصلِ والرحمِ
يا جندنا يا جنود الله إن لكم
نصراً من الله والتثبيتَ للقدمِ
فأحسنوا القصد إن الله بشرنا
ألا يُخيّب من يدعوه في العتمِ