مع الفعل الأول لتلمس أبعاد الحرف ومعانيه يقوم المربي الفاضل بكتابة.. (من زرع حصد).. ويتبارى المربون بطريقة كتابتها وكذلك ضبط ايقاع الفصل وهم يرددونها بشكل جماعي لا يخلو من الاجتهاد في وزن جرسه الموسيقي.. نتقن الترديد خلف الأستاذ وكذلك مع الأيام نتقن كتابة (زرع..حصد) ونغيب وتغيب هذه المفردة في دروب الحياة بعد تورم أدمغتنا بالعديد من النظريات والمعلومات الكثيرة والكثيرة جداً والمغيبة أيضاً عن رسمها على أرض الواقع كحقائق معاشة وتسير على أقدام سليمة عبر كل الشوارع وفي كل الأزمنة.
حتى لا أبتعد كثيراً عن الموضوع أقول: إن بعض المجتهدين قد يتذكر المفردة الأولى عند مروره بحقل أو رؤيته لمشهد وضع البذور في رحم الأرض ويتوه الدرس الأول مثل ما تاه الدرس الألف لكونه تلقيماً وليس تعليماً.
ولكي أكون أكثر قرباً للتعليم أقر بأن الزراعة ليست بالحقل فقط أو حكراً على فسائل النخيل وحبيبات القمح فالموضوع أكثر شمولاً.. فالحقول متعددة والبذور متعددة أيضاً فما تزرعه من حسن تعامل في مكتبك تحصده احتراماً من موظفيك ومسؤوليك وقس على ذلك من زوايا وأبعاد متعددة.. حتى تصل الى مرحلة التميز والتي لا تأتي عبر رقم مميز أو لوحة مميزة أو.. أو..أو.. ولكن بالجهد والعرق والإرادة وهذا ما أجده متحققاً في من اختارته أعرق جامعة في بلدي وهي جامعة الملك سعود لطرح كلمة الخريج المتميز من خلال مسيرة ربع قرن وكأن الدكتور الغني عن التعريف عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وعند ملاحقة هذه الشخصية عن قرب نعرف المعاني المتعددة للزراعة والحصاد فإن كانت حقول الدكتور الربيعة العلمية قد شاهد العالم حصادها عبر العديد من العمليات المعقدة والناجحة وكذلك عطاءه العملي الذي لا يخفى على أحد منكم يضيء كما إضاءات الفخر في هذا البلد المعطاء.
هنا.. فليسمح لي الدكتور عبد الله وقد أضحى شخصية عامة نفخر بطرحها كمثال لغرس هذا الوطن الخير.. أن أقول إن زراعته في حقله الخاص المنزل ستثمر في المستقبل القريب الدكتور خالد عبد الله الربيعة الذي سيحصل على بكالوريوس الطب قريباً ويتبعه إن شاء الله تعالى العديد من النبتات التي زرعها وتم الاعتناء بها ليثمر النبت ويفخر بطيب الحصاد.
|