تبرع إسرائيل في كل أشكال القتل والفتك بالفلسطينيين وهي تعرف أيضاً متى توجِّه الضربة المناسبة لإحباط أيِّ تحرك سلمي، وقد جاء عدوانها الأخير الذي أدى إلى تصفية عددٍ من القيادات الفلسطينية الشابة وسط جهود مكثفة أمريكية ومصرية ترمي إلى استئناف عملية السلام..
وبينما يعتقد المتفائلون أن وجود مسؤولين أمريكيين على مقربة من مسرح هذه الجرائم الإسرائيلية، أو تزامن وجودهم بفلسطين معها قد يفيد في تقديم أدلة ملموسة على العدوانية الإسرائيلية ومن ثم حملهم على التنديد بإسرائيل، غير أن الأرجح هو أن إسرائيل هي التي تسمع كلاما منهم يغريها على ارتكاب المزيد من الجرائم، على الرغم من أن هذه الجرائم تنعكس مباشرة وبطريقة سلبية على الجهود الأمريكية التي تستهدف إعادة السلام إلى مساره..
وستظل دائرة العنف في حالتها النشطة ما دامت إسرائيل بعيدة عن كل عقاب، والأحرى أن تسعى إسرائيل إلى التصعيد طالما أنها تجد التشجيع مرة بالصمت على ما تقوم به، ومرات عديدة بتبرير هذه الجرائم من قِبل الدول الكبرى التي تقول في العادة: إن لإسرائيل الحق في حماية نفسها من الإرهاب..
والإرهاب دائما هنا فلسطينيّ الهوية، على الرغم من أن الفلسطينيين يناضلون ضد العدوان ولحماية أنفسهم وأُسرهم ومزارعهم من البطش الإسرائيلي وضد من يحتل أرضهم.. ويفيد الولايات المتحدة كثيراً أن تسعى إلى ترميم مصداقيتها في المنطقة من خلال القيام بفعل مؤثِّر يحمل إسرائيل على التعاطي بجديّة مع مساعى السلام التي تبذلها واشنطن ذاتها، فإسرائيل لا تتصرف بعدوانية وعنجهية فقط مع الفلسطينيين، لكنها تتعالى على أمريكا وتتجاهل كل ما يبدر منها ولا يتفق مع الوضعية الإسرائيلية، أو كل ما يمكن أن يكون توجُّهاً موضوعياً باتجاه التسوية..
لقد بات من الصعب إحراز أيّ قدر من التقدم باتجاه السلام ما ظلّ التعامل مع إسرائيل يتم وفق هذه الصيغة التي تضع أيّ تصرف أو حتى جريمة إسرائيلية فوق المحاسبة وفوق القانون، كما أنه من الصعب اللجوء إلى واشنطن بحثاًً عن حل ما بقيَت هي الصديق لإسرائيل وليس الوسيط في هذه المشكلة..
|