Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

منارة جديدة منارة جديدة
سلمان بن محمد العُمري

لم تستطع، ولن تستطيع الأعمال الإرهابية التي اقترفتها أيدي فئة ضالة، أن تشغل حكومة بلادنا المباركة عن الاستمرار في أداء رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين، وتشييد صروح ومنارات تصدح بكلام الله، وتشرح العقيدة الصحيحة لجموع المسلمين من مواطنين ومقيمين.
ففي هذا الوقت الذي تتطاير فيه شظايا الإرهاب العمياء لتحصد الأرواح، وتدمر الممتلكات، وتروع الآمنين، وتسئ إلى صورة الإسلام، ترتفع على أرض بلادنا الطيبة منارات خير جديدة، بنيت بأموال من ميزانية دولتنا - حرسها الله - وبتوجيهات من ولاة الأمر الذين لا يدخرون جهداً في العناية ببيوت الله، ودعم من أهل الخير من المحسنين، الذي أُشربوا تعاليم الإسلام الحنيف قولاً وعملاً، فصدقت أفعالهم أقوالهم، وما أوسع البون بين معاول الهدم التي تتستر تحت شعار الجهاد، والجهاد منها براء، وسواعد البناء، التي تروم ثواب الله ببناء بيوت يذكر فيها اسمه. ففي هذا اليوم المبارك يفتتح جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة حائل، الذي يعد بحق (منارة خير وعلم)، ومعلماً بارزاً يقدم أوضح الأدلة على استمرار العناية والعطاء لبيوت الله، وكل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، وقد بلغت تكلفة هذا الصرح العظيم أكثر من 75 مليون ريال، ويتسع لأكثر من خمسة آلاف مصلٍ، و1250 مصلية، بالإضافة إلى ما يشمله من فصول لتحفيظ القرآن الكريم، وقاعات محاضرات، ومكتبات سمعية وبصرية، ومكاتب إدارية، وسكن للدعاة والأئمة. وإذا كانت الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها بلادنا قد ألقت على نفوسنا جميعاً بظلال من الحزن، فإن هذا الصرح الجديد، المتمثل في جامع خادم الحرمين الشريفين في حائل، وغيره من الصروح والإنجازات التي تقام كل يوم على أرض الوطن الغالي، قادرة على رسم البسمة على شفاهنا، ومنحنا شعوراً بالسعادة، والقناعة بأن خفافيش الظلام لا تستطيع أن تحيا في النور، وأن الأكاذيب والادعاءات التي يطلقها الغلاة، قبل أن يطلقوا نيران جهلهم لتصيب الأبرياء، وتستبيح الدماء، لا يمكن بحال من الأحوال أن تحجب ضياء الحقيقة الساطع، وأن يد التخريب والإرهاب الآثمة، لن تنال - بمشيئة الله تعالى - من إنجازات شيدت، وتحققت على أرضية من الطاعات، والسعي الدؤوب الصادق لنيل أجر وثواب الطائعين المحسنين، وإعلاء كلمة الله بحق.
فهل ثمة ما هو أروع وأغلى من تشييد (بيت الله) في الأرض، يقصده الطائعون المؤمنون خمس مرات في اليوم والليلة، ليقيموا عماد الدين وهو الصلاة، ويركعوا ويسجدوا لله الواحد القهار، فما هو الحال إذا كان هذا الجامع يرعى الراغبين في حفظ القرآن الكريم، ويحتضنهم. هنا يقترن ثواب طاعة الله بأداء التكاليف، بالخيرية التي وعد بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (خيركم من تعلّم القرآن وعلمه)، ومن هذا المنطلق يأتي حرص معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على اغتنام فرصة المشاركة في حفل افتتاح جامع خادم الحرمين في حائل، لزيارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة، والالتقاء بالأئمة والخطباء والدعاة، والاجتماع بمديري فروع الوزارة بالمملكة، وغيرها من اللقاءات، لتوسيع دائرة هذه الخيرية والانتفاع.
وإذا كنا نفرح عندما نشيد بيتاً جديداً نسكنه، ونقيم الولائم وندعو الأهل والأقارب، فإن بناء بيت جديد لله أولى بالفرح، وإذا كنا نحمد الله سبحانه وتعالى على أنعمه علينا من مال وبنين وغيرهم من زينة الحياة الدنيا، فإن الحمد والشكر الأولى للنعم التي تمنحنا ثواب وأجر الآخرة، فالآخرة خير وأبقى.. فلنحمد الله جميعاً على نعمه، والحمد المطلوب يكون بصيانة هذه النعم، واستثمارها لتحقيق مزيد من الطاعات قولاً وفعلاً وسلوكاً وتعاملاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved