Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
لم لا يكون رجال الهيئة.. رجال أمن؟!
فاطمة العتيبي

** (أنتم السبب.. أنتم مَن أوصلنا إلى ما نحن فيه. أنتم اللي جبتو التفجير والقتل والتدمير.. حسبنا الله عليكم.. حسبنا الله عليكم..)!!
** صراخ وعبارات من هذا النوع انطلقت في ساحة الكندي بالحي الدبلوماسي من متنزهة سعودية استوقف رجل الهيئة واحدة من مخدوماتها الفلبينيات وحدثها حديثاً هادئاً.. لم أستمع له مع قرب المسافة.. التي تفصل بين مكان جلوسنا ومكانهم.. غير أن المرأة انطلقت بلسان مبين وبصوت عالٍ جداً تلقي التهم وتتحسب، والرجل يحاول أن يدافع.. ويسأل.. مَن هم نحن.. ولمَ هذه التهم.. ولمَ هذا الصراخ؟ وانسحب من المكان وهي ما زالت على ما هي عليه.
** كان أمراً مفزعاً بالنسبة لي.. وكأن الله سبحانه أراد أن أستمع إلى هذا الحوار؛ لأعرف كيف يمكن أن تؤثر الرؤى ووجهات النظر وتقود الناس لكي يعمموا ويأخذوا البريء بذنب المسيء.. إنه موظف من موظفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكيف تُلقى عليه تهمة تغذية الإرهاب وأنه هو الذي أوصل البلد لما هي فيه..
** كان متسامحاً.. وإلا لكان حق هذا التطاول أن يجد عقاباً.. فمثلما نحن نقف وبقوة ضد أي محاولة لتبرير الإرهاب أو الدفع إليه بأي دعوى، ونسعى ونطالب بالمراجعة والتدقيق للمرحلة التي مضت، فإننا كمجتمع مسلم.. يعرف العدالة والنزاهة لا يمكن أن نقبل أن يتهم الناس ويأخذوا بجريرة غيرهم؛ لأن لهم ذات الشكل الذي اتخذوه اقتناعاً منهم وتعبيراً عن شخصياتهم التقية.. أو لأنهم يمثلون المؤسسات الدينية في الوطن..
** وتتضح المفارقات هنا مع خبر نشرته الجزيرة أن هيئة الملز كشفت نهاية الأسبوع الماضي عن وكر لتصنيع الخمور وسط حي الملز.. وقبل ذلك
كشف التقرير الذي قدمته الهيئة لمجلس الشورى عن أرقام وحالات قال معها أحد أعضاء مجلس الشورى: ترى كيف سيكون حالنا لو لم يكن الله معنا ثم الهيئة؟!)..
ونحن نقول: إن وظيفة رجل الهيئة اتخذت الآن شكلاً أمنياً أكثر من كونه دعوياً ووعظياً، ولذا فإنني أتمنى أن تضم إلى الأجهزة الأمنية.. فالجانب الوعظي قد انحسر كثيراً.. ويجب أن نعترف ونقر بذلك؛ لأن شرائح المجتمع لم تعد تقبل بتدخل أشخاص في حياتهم الشخصية تحت أي مبرر طالما هم مسلمون ومسالمون ويسيرون وفق طريق حياتهم الاعتيادي، وتبقى علاقتهم بربهم وانضباطهم في أداء عباداتهم أمر متعلق بهم وبربهم سبحانه.. والجانب الأمني الذي نجحت فيه الهيئة نجاحاً كبيراً.. أرى أن يستفاد منه تحت مظلة الجهاز الأمني، وبإمكان رجال الهيئة أن يقوموا بدور كبير في اكتشاف خلايا الإرهاب والمنضمين إليها بمثل مقدرتهم على كشف أوكار الخمور والدعارة وغيرها..
** وأعتقد أن هذا سيكون رداً بالغاً على كل مَن تسول له نفسه ليرمي بالتهم جزافاً!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved