Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
مسألة في الاستقرار
عبد الرحمن بن سعد السماري

** تلقيت قبلَ فترة.. رسالة من امرأة تشتكي أحوالها الاجتماعية والمرضية وتقول: إن صحتها قد ساءت.. وصارت معقّدة أو شبه معقّدة.. وإن زوجها ظروفه المادية صعبة.. كما أنه ابتعد عنها بعد مرضها.. وصارت عالة على أشقائها الذين حاولوا مساعدتها مادياً ولم يقصّروا.. ولكن عجزوا عن توفير خادمة لها؛ ذلك أن كلّ واحد منهم.. مستوفي (النصاب) من الخادمات؛ وبالتالي.. لن يسمح له بأخرى (زيادة).. والزوج هو الآخر.. مشغول في بيت آخر.. وأموره المادية تعيسة؛ وبالتالي.. هو الآخر.. لا يستطيع إحضار خادمة؛ فصارت تلك المرأة المريضة.. في وضع صعب، وتقول إنها تحتاج إلى خادمة.. ولكن لم يساعدها أحد.. ولم يلتفت إليها قريب أو بعيد.
** وتذكرني حالة هذه المرأة.. بحال الكثير من الأشقاء الذين يُحضرون خادمات لأخواتهم على كفالتهم.. كما يضطر أحدهم أحياناً لإحضار خادمة.. لخدمة أبويه وبعض أقاربه.. من خالات وعمّات؛ ولذلك.. تجد ملفه في الاستقدام.. مليئاً بالعمالة.. ويتَّهم بأنه (شَرِهٌ) في الاستقدام.. وأنه غير منضبط.. وأنه مبالغ.. وأنه لا يقدّر النظام.. بينما هو إنسان شهم كريم.. كلّه مروءة.. يساعد أقرباءه.. فيُحضر خادمة لهذه ولتلك.. ويساعد هذه وتلك.
** وبالطبع.. فإن الجهة المسؤولة عن الاستقدام.. لا تعترف بهذه الأمور.. فلو جاء شخص وقال: سأحضر (4) خادمات لقريباتي.. لسخروا منه أشدّ السخرية.. بينما واقعه الفعلي.. يحتّم عليه مساعدة كلّ أقربائه.. إذا كانت أموره المادية جيدة.. ويستطيع القيام بكلّ المصروفات؛ إذ إن هناك أشخاصاً رزقهم الله الملايين.. بل المليارات، ولا مشكلة لديه.. لو استقدم مدينة بأكملها.. ولن يضارّ لو استقدم خمساً أو عشراً أو خمسين.. ولكن جهات الاستقدام يهمّها أن لك خادمة أو خادمتين أو ثلاثاً على الأكثر.. وهي لا تلتفت إلى النواحي الأسرية والترابط الاجتماعي.. وأن البعض من الناس.. يعول أخوات وأهلاً وقريبات.. ويحتاج إلى أكثر من خادمة.
** نعم.. نعرف أشخاصاً لديهم أخواتهم وخالاتهم وعمّاتهم وقريباتهم.. وبعضهم يعول بيوتاً أخرى.. ويجري هنا وهناك.. ويحتاج مع ذلك.. إلى أكثر من (تأشيرة).. لمساعدة أقاربه المحتاجين.. ومع ذلك.. قد ينجح في الاستقدام، وقد يفشل.. ويُفهم من فشله.. أنه عاق.. وأنه لا يريد المساعدة.
** إنني لا أدعو إلى فتح الباب على مصراعيه، ولكن.. أدعو إلى تفهّم ظروف هؤلاء الناس.. ولا سيما.. أولئك الرجال الممتلئين شهامةً ومروءةً ونخوةً وبِرّاً بمَن حولهم.. وقد منَّ الله عليهم بالمال؛ إذ إن بوسعهم مساعدة كلّ أقاربهم وخدمة المحتاج منهم.. من مريض أو كبير في السن أو عاجز.
** إن الأمثلة أمامنا كثيرة.. فنحن نعرف أشخاصاً بهذه الحالة.. يساعدون كلّ أقاربهم.. ويقفون معهم ويُساندونهم في كلّ موقف، وليسوا كالبعض.. (قطعان.. قشران.. حِسْدان) والعياذ بالله.
** نتمنى.. لو تؤخذ هذه الحالات في الحُسبان.. ويُعطى هؤلاء ميزة عن غيرهم.. وخصوصاً.. متى كانت أمورهم المادية تسمح بذلك.
** ينبغي.. ألا نحُول بينهم وبين البرّ بأقاربهم ومساعدة المحتاج منهم.. مع ضرورة التثبّت والتأكّد من صحة المعلومات التي يقدّمها هؤلاء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved