Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

تحديات وافد تحديات وافد
عبد الله صالح محمد الحمود

كنت ذات مرة في زيارة إلى أحد محال صانعي المجالس العربية والستائر، وطلبت من أحد العاملين في هذا المحل الذهاب معي إلى المنزل لأخذ مقاييس ومواصفات لفرش صالة جلوس بالمنزل، ونحن سائرون في الطريق تبادلنا الأحاديث حول نشاط هذه الصنعة، وهل تعتبر تجارة نشطة في هذا الزمان، فذكر لي أن الأمور تسير على ما يرام، وأننا الوافدون نقدم جهداً عالياً في تقديم خدمات التصنيع في هذه البلاد، ومن خلال العديد من الأنشطة الاقتصادية، بعد ذلك جرى حديث مختصر حول تعداد الوافدين في البلاد وانتشارهم في كافة مناطق ومحافظات المملكة، وتاريخهم الأزلي الذي عاشوه، إلى ان بدأ يلمح لي هذا الوافد حول حاجة بلادنا إلى الوافد، قائلاً أنتم السعوديون تقولون إن لديكم خططاً للتخلص من العمالة الوافدة، إلا أنني غير مؤمن بنجاح هذه الخطط التي ترسمونها، والتي ترمي نحو التخلص ولو بنسبة كبيرة من العمالة الوافدة، ولأنه لو غادرت هذه العمالة من سيعمل لديكم، فنحن كتعداد بشري نمثل لديكم نسبة كبيرة إلى نسبة مواطنيكم، وفيما يتعلق بالخبرات العملية والمهارات الفنية التي لدينا هي كثيرة ومتعددة، وغالبيتها لا تتوافر لدى السعودي على الأقل في المرحلة الحالية، فكيف تسير قافلة التنمية لديكم دون تواجدنا، انتهى كلام هذا الوافد، فقلت له إننا نخطط ونجتهد لإحلال المواطن محل الوافد، ونفعل ما بوسعنا لجعل الموارد البشرية أحد مصادرنا الأساسية في خططنا التنموية المقبلة، وسوف ترى أنت وغيرك هذا في القريب العاجل إن شاء الله، إنني هنا كنت أمام ذلك الوافد أشبه بمن هو داخل حلبة مصارعة بين طرف آخر، لكنها مصارعة من نوع المناظرة الكلامية، بعد ذلك مضيت أفكر وأراجع نفسي حول استذكار العديد من القرارات والتنظيمات التي صدرت في الآونة الأخيرة، حول سياسة الإحلال التدريجي لسعودة الوظائف في البلاد، وكنت أقول لنفسي هل يا ترى أدركنا ما كنا نتطلع إلى تطبيقه على أرض الواقع، بعد مضي زمن على إصدار تلك القرارات والتنظيمات واستفدنا من تلك التجربة، أم نحن ندرس ونصدر قرارات ولا نتابع آليات تنفيذها والرقابة عليها، أعتقد ان تحدي هذا الوافد، هو خيار جديد واجب التوقف عنده، وممارسة العديد من الجوانب حياله، لمعرفة مدى صحة ونجاح ما نحن سائرون فيه، بمعنى آخر هل نحن سائرون نحو طرق سليمة وساطعة الأنوار، أم تاركون هذه الطرق خلف ظهورنا، وربما هي مظلمة وسوف تفاجئنا بظلامها الدامس مستقبلاً، بحجة أننا أصدرنا أنظمة وقرارات وانتهت مسؤوليتنا على هذا الأساس، والذي أعتقد معه أنه لن يكتب لها نجاحات كنا نتطلع إلى تحقيقها إذا ما حدث ذلك فعلا، والمرجو ألا يحدث لنا هذا، ولهذا علينا ان ندرك ما نحن سائرون عليه، وألا نعتقد أن خططنا وقراراتنا هي أساس المسيرة في واقعها، فالتنظيم شيء والتنفيذ والرقابة عليه شيء آخر.

الباحث في شؤون الموارد البشرية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved