الاحتلال حوّل مدينة جبل النار إلى ثكنة عسكرية
قتلوا الشاب إيهاب ماهر سليم داخل منزل عائلته وأصابو والده وشقيقه الطفل بهاء بجراح خطرة..

* نابلس - بلال أبو دقة:
استشهد مساء الجمعة، شاب فلسطيني ثان في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلته..
وقالت مصادر طبية وشهود عيان للجزيرة: إن قوات الاحتلال التي تواصل عملياتها العدوانية في المدينة منذ ثلاثة أيام، اقتحمت حي الياسمينة، وسط المدينة، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة والقذائف الثقيلة تجاه منازل المواطنين بشكل عشوائي.
وأوضحت تلك المصادر أن جنود الاحتلال فتحوا النار دون أي سبب باتجاه منزل يعود لعائلة ماهر محمد علي سليم، مما أدى إلى إصابته، وولديه إيهاب (18 عاماً) وبهاء (14 عاما) بجراح حرجة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية في المدينة لمراسل الجزيرة: إن الشاب إيهاب سليم أصيب بجراح خطرة نقل على اثرها إلى مستشفى رفيديا غير انه استشهد في وقت لاحق متأثراً بجراحه.
وحسب إفادات الأهالي هناك: أدى القصف الإسرائيلي الهمجي إلى تضرر عدد من المنازل واشتعال النار في عدد آخر.
وكان الشاب الفلسطيني محمد هيثم فقها (18عاماً) قد استشهد في وقت سابق، من ليلة الجمعة جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليه بينما كان يقف أمام منزله في شارع حطين، مما أدى إلى استشهاده على الفور.
فيما زعم مصدر عسكري إسرائيلي أن الشاب فقها كان يستعد لالقاء أنبوبة غاز من شرفة أحد المنازل على جنود إسرائيليين كانوا يجوبون الشارع..
وقال أهالي مدينة نابلس، التي يطلق الفلسطينيون عليها مدينة جبل النار: إن قوات الاحتلال، صعدت خلال الساعات الماضية عملياتها في المدينة بعد اقتحامها، مدعومة بعدد من الآليات العسكرية؛ وأن دوي انفجارات واطلاق نار سمع في أرجاء المدينة، حيث يقوم جنود الاحتلال بإطلاق النار من أسلحة أتوماتيكية بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين.
وكانــت قوات الاحتلال فرضت حظر التجول على أحياء البلدة القديمة لليوم الثالث على التوالي، وتــقوم بتفجير مداخل عدد من المنـــازل في حيي القصبـــة والياسمينة وسط المدينة.
كما استمرت قوات الاحتلال في احتلال عدد من المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، فيما تم تحويل فندق الياسمين وصالة البلور إلى مراكز اعتقال ميداني، حيث يخضع كل من يتم اعتقاله إلى عمليات تحقيق ميدانية..
هذا ولا زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اجتياحها الواسع لمدينة نابلس لليوم الثالث على التوالي في الوقت الذي كثفت فيه عملياتها العدوانية وحصارها المطبق على المدينة. كما واصلت قوات الاحتلال عمليات المداهمة والتفتيش الواسعة لمختلف أحياء البلدة القديمة؛ كما أحكمت القوات المعتدية إغلاق جميع المداخل المؤدية إلى البلدة القديمة ووضعت السواتر الترابية والأسلاك الشائكة والمكعبات الاسمنتية.
وشددت قوات الاحتلال الهمجي من إجراءات منع التجول المفروض على حي رأس العين المتاخم للبلدة القديمــــة، وتجوب سيارات الجيب العسكرية مختلف الشوارع في الحي؛ مانعة الأهالي من التحرك والتنقل لأداء الصلوات وخاصة صلاة الجمعة، وقضاء حاجاتهم الضرورية كما تسيطر قوات الاحتلال على عدد من المنازل والبنايات المرتفعة في الحي، وتتخــذ منها ثكنات عسكرية، ونقاطا للمراقبـــة وتحتجز سكانها داخل غرفة واحدة في كل منزل في ظــروف معيشية قاسية..
وكان مصدر عسكري إسرائيلي قد صرح لوسائل الإعلام أن العملية العسكرية في نابلس ستســتمر ما بين 2-3 أيام بحجة البحث عن أفراد الخلية المسلحة المسؤولة عن التخطيط لتنفيذ عملية فدائية مزعومة تم إحباطها الأربعاء الماضي..
وقد وزع الجيش الإسرائيلي منشورات تطالب أهالي مدينة نابلس تســـليمه ستة من المقاومين الفلسطينيين، الذين ينتمون إلى كتائب شهداء الأقصــى، الذراع العسكري لحركة فتح..