Wednesday 2nd June,200411570العددالاربعاء 14 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

تقع على الطريق الدولي وتفتقر إلى الخدمات.. أهالي قرية أم غار الخشيبي لـ ( الجزيرة ): تقع على الطريق الدولي وتفتقر إلى الخدمات.. أهالي قرية أم غار الخشيبي لـ ( الجزيرة ):
مركز للدفاع المدني وتطوير المركز الصحي ومسجد وثانوية للبنين أبرز مطالبنا

** تحقيق - منيف خضير - رفحاء:
قرية أم غار الخشيبي بلدة قديمة تقع على الطريق الدولي الذي يربط بلدان الخليج العربي ببلاد الشام، ومن هنا اكتسب موقعها أهمية جغرافية واقتصادية، ورغم ذلك فإن محطة الوقود الوحيدة على هذه الطرق معطلة، ورغم هذا أيضاً فإن القرية لا يوجد بها مركز للدفاع المدني رغم احتمالية وقوع حوادث وحريق وغرق وقت الأمطار والسيول..
(الجزيرة) زارت قرية أم الخشيبي، وتجولت في سوق البسطة فيها، والتقت الأعيان والأهالي ونقلت أصواتهم ومطالبهم المتعلقة بالبلدية والتعليم والهاتف وغيرها إلى المسؤولين في المنطقة.. والتقينا أيضاً رئيس المجمع القروي الذي تتبع له البلدة المهندس محمد الحسيني المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الحدود الشمالية عبدالرحمن الروساء وبشركة الاتصالات للإجابة عن أسئلة الأهالي ومطالبهم فكان هذا التحقيق.. فإلى البداية:
شعيب الخشيبي
في البداية تحدث الشيخ بندر بن رضا الجبرين قائلاً عن سبب تسمية القرية بهذا الاسم أنه نسبة إلى شعيب الخشيبي الذي يمر خلالها، واسم الشعيب قديم ولا يُعرف سبب أكيد لهذه التسمية، وعن تاريخ القرية أضاف: تأسست القرية عام 1395هـ بمبان شعبية قديمة وبئر ماء ارتوازي، ومن ثم تطورت حتى أصبحت من أكبر القرى والهجر التابعة لمحافظة رفحاء وتبعد عنها حوالي (70 كم شرقا) وهي تتبع لمنطقة الحدود الشمالية، ويوجد في القرية 300 وحدة سكنية، ويزيد سكانها عن ألف نسمة، كما يوجد بها عدد من المرافق الحكومية والمدارس وغيرها.
وأوضح الجبرين أن القرية من عشيرة واحدة ويمتهنون الزراعة وتربية المواشي، كما يوجد بها عدد كبير في العمل الحكومي، وفي القطاع الخاص.
وعن أبرز مطالب أهالي القرية قال الشيخ بندر الجبرين: لاشك أن هناك العديد من المطالب والاحتياجات أبرزها حاجة القرية لمدرسة ثانوية للبنين، ومركز للدفاع المدني وإيصال الكهرباء لمحطة المحروقات الوحيدة على الطريق الدولي لخدمة أبناء القرية والمسافرين، وكذلك سفلتة القرية وإنارتها..
نريد المجمع القروي:
(الجزيرة) تجولت في قرية الخشيبي (70 كم شرق رفحاء باتجاه حفر الباطن على الطريق الدولي) والتقت عددا من المواطنين الذين تحدثوا عن أبرز مطالبهم واحتياجاتهم حيث قال المواطن ضاري بن بندر: هناك مشكلة تواجه أهالي الخشيبي متمثلة بنقل مراجعتهم لخدمات البلدية من بلدية محافظة رفحاء إلى المجمع القروي بشعبة نصاب شرقاً مضيفاً أنه مضى أكثر من عام على هذا الإجراء، ولم يقدم المجمع القروي لشعبة نصاب أية خدمة تذكر للقرية، والأهالي لا يرغبون في مراجعة المجمع القروي لبعد المسافة أولاً حيث إن رفحاء تبعد عن الخشيبي حوالي 100 كم غربا ذهاباً وعودة، أما شعبة نصاب فتبعد حوالي 180 كم شرقاً ذهاباً وإياباً، والأهالي مرتبطون في رفحاء بحكم عملهم ومراجعاتهم في الإدارات الحكومية الأخرى.
وفي إطار الخدمات البلدية أيضا تحدث المواطن محمد بن ساكت مؤكداً أن القرية تحتاج إلى سفلتة بعض الطرق والشوارع، وأهم هذه الطرق هو الطريق الصحراوي الموصل إلى قرية لينة، ثم تربة وحائل، وذلك لكثرة سالكي هذا الطريق من أهالي القرية، ومن أهالي حائل وخصوصاً أهالي البوادي، وهذا الطريق صحراوي ووعر، والمسافرون عليه عرضة للمخاطر لبعد المسافة.
** أيضاً تحدث المواطن غربي مذود مشيراً إلى أن القرية بحاجة إلى زيادة الخدمات البلدية من أسواق تجارية ومحلات ومشاريع بلدية أخرى من سفلتة وإنارة مما يساهم في تطور القرية بعد وصول الكهرباء إليها وخدمة الهاتف.
(الصحة.. والدفاع المدني):
كما التقت (الجزيرة) عددا من المواطنين الذين أبدوا رغبتهم في طرح مطالبهم حيث قال المواطن حاكم بن بندر: إننا نقدر جهود وزارة الصحة في القرية من خلال مركز صحي الخشيبي الذي نرغب في تطويره بزيادة عدد كوادره وأجهزته الطبية، وفتح قسم أشعة وعيادة أسنان متكاملة، والأهالي يعانون من مشقة السفر لرفحاء أو حفر الباطن من أجل الأشعة، ناهيك عن أهمية موقع القرية على الطريق الدولي الذي يشهد كثافة مسافرين طوال أيام السنة، ويشهد كذلك بعض الحوادث التي تتطلب رعاية صحية عاجلة، وأضاف حاكم: وأقرب مركز صحي لنا يبعد حوالي 60 كم، وليس بأحسن حالاً منا!!
** أما المواطن متعب بن محمد شرشاب أفاد بأن القرية بحاجة ماسة لمركز للدفاع المدني لخدمتها وأهاليها، حيث لا يوجد من يساعدهم في حالة حدوث حرائق وحوادث مرورية التي تقع دائماً بالقرب منهم على الطريق الدولي، وبعضها يكون بسيطا، ويمكن تداركه بإذن الله لو كان في القرية مركز للدفاع المدني، ولكن تحدث الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات لأن أقرب مركز للدفاع المدني يبعد عنا حوالي أربعين كيلاً، وحينما يصل هذا العون تكون النيران قد أجهزت على كل شيء!!
نحتاج مسجداً وجوالاً
كما تحدث المواطن عواد بن خالد عبيد عن مطالبه قائلاً: نحتاج إلى مسجد في القرية وأضاف: والقرية الآن بها مسجدان أحدهما جامع، ولكن يحتاج إلى ترميم وإعادة بناء، ومسجد آخر صغير، والأهالي يزداد عددهم عاماً بعد عام، ونحتاج إلى جامع أو مسجد مناسب يخدم الأهالي ويقيمون الصلاة فيه بيسر وسهولة، ونحن نناشد المسؤولين في المنطقة بإجابة هذا الطلب، وكذلك نناشد أهل الخير بالتبرع لدعم وصيانة المساجد في كل مكان، فهي بيوت الله وهي أحق بالرعاية من غيرها.
** المواطن ثامر بن بندر رضا أفاد بأن تغطية الهاتف الجوال بالقرية معدومة أو شبه معدومة، وتشهد المكالمات انقطاعات كثيرة أثناء الاتصال الواحد، وقد طالبنا، وناشدنا الشركة أكثر من مرة دون أن تجد الحلول مؤكدا أن هذا المطلب يهم الأهالي جميعهم الذين يناشدون شركة الاتصالات بإيجاد حل سريع يخدم قرية الخشيبي.
** أيضاً قال المواطن نافع بن رجاء عوض: نحتاج إلى إيصال الكهرباء لمحطة المحروقات الوحيدة على الطريق الدولي (شمال القرية)، لخدمة الأهالي والمسافرين الذين يظنون أن في القرية محطة على الطريق الدولي، فإذا وصلوها وجدوها معطلة! ويضطرون إما العودة إلى روضة هباس (40 كم) أو الاستمرار إلى أقرب محطة في رفحاء حوالي من (50 - 70)كم.
ثانوية للبنين
عدد من الأهالي أكدوا على هذا المطلب حيث قال المواطن متعب بن محمد شرشاب نحتاج إلى مدرسة ثانوية للبنين، فأهالي القرية يعانون من عدم وجود مدرسة تخدم أبناءهم، وبعضهم يضطر للانقطاع عن الدراسة لعدم وجود مدرسة في القرية، ومعظم الطلاب في بعض الفصول والمراحل من أهالي البادية الذين يجدون أحياناً مشقة في الوصول إلى القرية، فما بالكم بالسفر إلى أقرب ثانوية في روضة هباس (80 كم) ذهاباً وعودة أو إلى رفحاء (140) كم ذهابا وعودة!!
التعليم في الخشيبي
وعن مسيرة التعليم في قرية الخشيبي زارت (الجزيرة) مدرسة أم غار الخشيبي الابتدائية والمتوسطة والتقت مدير المدرسة الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم المنديل التويجري الذي أكد أن الأهالي هنا يطالبون بثانوية للبنين، وبمدرسة ليلية لتعليم كبار السن والطلاب المنقطعين، وقد كان سابقا يوجد في مدرستنا مدرسة ليلية ثم ألغيت ولم تعد إلى الآن!!
الفقع - وسوق البسطة
سوق الخشيبي (سوق البسطة) حيث يبسط التجار ما عندهم في سياراتهم، وفي الهواء الطلق، وهذا السوق يعود إلى ما يقارب العشرين سنة، حيث تعد الخشيبي سوقا رائجة للتجار المتجولين الذين يوفرون ما يحتاجه الأهالي من ملابس وحلويات ومكسرات وغيرها، ويتخصصون في الغالب في الملابس النسائية وملابس الأطفال..
(الجزيرة) تجولت في هذا السوق الشعبي ونقلت آراء المواطنين..
** البائع سعدون بن عواد الشمري (60 سنة) أكد بأنه يتردد على هذا السوق (بسطة الخشيبي) منذ خمسة عشر عاماً مضت.. سألناه لماذا تأتون إلى القرية في هذا اليوم فقط (الأربعاء)؟ ولماذا يسمي بعض الأهالي هذا السوق بسوق الأربعاء؟!
فأجاب بأن جولتهم أسبوعية على قرى وهجر محافظة رفحاء، ويوم الأربعاء تحديدا يصادف مرورنا بقرية الخشيبي، فخصصنا لهم هذا اليوم كما للآخرين أيامهم.
كما التقينا المواطن فرج بن عودة العنزي (40 سنة) وسألناه عن عدم وجود محلات تجارية دائمة خاصة بهم بدلاً من التنقل بسياراتهم فقال: أولا نحن لا نملك محلات عقارية، وبالنسبة للإيجار، فهو مرتفع هنا مقارنة بالمردود المادي الضعيف في هذه القرية والقرى المجاورة الأخرى، لذلك نحن عزفنا عن هذه الفكرة غير المربحة، ونضطر أحياناً للتنقل بين القرى والهجر لكسب قوتنا وقوت أبنائنا من أجل توفير العيش المناسب لهم، وللتغلب على مطالب الحياة التي لا تنتهي.
من جانبهم أعرب عدد من الباعة المتجولين في سوق البسطة بالخشيبي عن استيائهم من مضايقات البلدية لهم حيث تطالبهم برخص علماً بأن هذه البسطات قديمة ومعروف وصفها الخاص، وقد أكد الباعة أنهم رفعوا برقية تظلم للوزارة بهذا الشأن، وأفادوا أن الوزارة أعطتهم الإذن بالموافقة والاستمرار بالبيع طالما أنهم لا يشغلون الأرصفة.
** من جهة ثانية اعتبر عدد من الأهالي أن الخشيبي (بلدة الربيع) حيث يشكل الربيع في القرية موسما مزدهراً بالمتنزهين الذين يقصدون رياضها النضرة من كل مكان من دول الخليج العربي، ومن المنطقة الوسطى للمملكة، ومن المناطق الشمالية وحائل وما جاورها.
والخشيبي تتعرض- ولله الحمد- سنوياً للأمطار الموسمية التي تساهم في اكتساء الأرض بألوان الأشجار والنبات التي تعتبر عالية الجودة كغذاء للمواشي والتي تنتشر فيها.
ويشكل الفقع (الكمأ) كذلك مصدراً جيداً للدخل الاقتصادي للأهالي والمواطنين، حيث يكثر الفقع في أراضيها الخصبة، وبكميات كبيرة وبأنواعه الشهيرة كالزبيدي والكمأ والغلاسي، لذلك يجلبه الأهالي للبيع في سوق رفحاء وحفر الباطن الشهيرين، أو في سوق الهباس الذي اكتسب شهرة كبيرة مؤقتاً.
سفلتة ومحطة جديدة للوقود
(الجزيرة) حملت بعض المطالب المتكررة وتوجهت بها إلى بعض المسؤولين حيث التقت في البداية المهندس محمد بن عبدالمحسن الحسيني - رئيس المجمع القروي بشعبة نصاب فقال عن انضمام الخشيبي للمجمع:
قرية الخشيي انضمت مؤخراً إلى المجمع القروي بشعبة نصاب، وهذا تنظيم جديد من بلدية منطقة الحدود الشمالية بتوجيه من رئيس بلدية المنطقة المهندس علي بن نايف المهاشير، وهذا التنظيم الجديد يخفف العبء على بلدية محافظة رفحاء التي يتبع لها العديد من القرى والمراكز، وتكون المهام الموكلة ببعض القرى موزعة بين بلدية رفحاء والمجمع القروي بالشعبة الذي يشرف حالياً على العديد من المشاريع الحديثة في القرية.
وعن مطالبة بائعي البسطات بعدم إصدار ترخيص بيع بعد سماح وزارة البلدية لهم بذلك أفاد المهندس الحسيني بأنه لم يرد للمجمع أية معلومات تفيد بسماح الوزارة لهم بالبيع، والوزارة تتخذ موقفاً ثابتاً فيما يتعلق بالباعة المتجولين وفق أنظمة ولوائح تطبق في كل مدن وقرى المملكة، والبلديات والمجمعات القروية عموماً تراقب الباعة المتجولين لأنهم يشكلون خطراً على المواطنين وذلك لأن بعضهم يبيع المواد الغذائية المعرضة للشمس وللهواء وتعد من أسباب التسمم الغذائي.. وعن عدم وجود أسواق تجارية في القرية أضاف المهندس الحسيني أنه تم طرح مخطط استثماري على المواطنين لبناء محلات تجارية على موقع ممتاز (مقابل القرية يسار المدخل) وهو عبارة عن شريط استثماري لعدد من المحلات التجارية، والمخطط معتمد من الوزارة وننتظر حالياً بناءه من قبل المستثمرين.
وعن المشروعات البلدية الخاصة بالقرية أضاف رئيس المجمع القروي بشعبة نصاب (150 كم شرق رفحاء) أن قرية الخشيبي انضمت حديثا للمجمع القروي، وجارٍ الآن سفلتة للقرية، وفيما يتعلق بالتشجير والنظافة أكد المهندس محمد بن عبدالمحسن الحسيني أن المشروعات كلها تتوالى - إن شاء الله - على القرية تباعاً بحسب الأولويات والقرية مثل غيرها من قرى المجمع تحظى بدعم متنوع وسخي من قبل الوزارة.
شروط افتتاح الثانوية
مدير عام التربية والتعليم بالحدود الشمالية عبدالرحمن بن أحمد الروساء أجاب عن سؤال الأهالي في قرية الخشيبي عن عدم افتتاح ثانوية للبنين قائلا:
هناك لجنة تقوم سنويا بمسح ميداني لفحص الطلبات المقدمة من القرى والهجر بشأن افتتاح واستحداث مدارس جديدة، وقد تم مسح مدرسة أم غار الخشيبي الابتدائية والمتوسطة هذا العام عن طريق مركز الإشراف التربوي بمحافظة رفحاء، وتم تحديد مسافتها عن أقرب ثانوية قائمة في روضة هباس (حوالي 40 كم أو أقل عنها)، وكذلك تم تزويدنا بأعداد الطلاب في كل مرحلة وبحسب الضوابط المنظمة لذلك، فإن أم غار لم تنطبق عليها الشروط نهائيا، وهذه الشروط محددة من الوزارة، وتشترط أن يكون أعداد الطلاب 70 طالباً فأكثر وبمسافة لا تقل عن 70 كم في الطرق المعبدة عن أقرب ثانوية، أو إذا بلغ عدد طلاب المدرسة المتوسطة 100 طالب فأكثر بشرط أن يكون 25 طالباً منهم في الصف الثالث المتوسط.
وكانت المسافة بينها وبين أقرب ثانوية قائمة لا تقل عن 20 كيلاً في الطرق المعبدة أو 15 كيلاً بالطرق الصحراوية، أو كيلين اثنين في الطرق الجبلية الوعرة.. لذلك فهذه الشروط لم تنطبق على قرية أم غار الخشيبي، ونتمنى أن تنطبق عليهم قريباً لخدمتهم وقتاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة، ومتابعة وزارة التربية والتعليم.
أما فيما يتعلق بتعليم الكبار فلم يردنا منهم طلب رسمي بذلك، علماً بأن المجال مفتوح لافتتاح مدرسة لتعليم الكبار، متى ما توفرت الأعداد المطلوبة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved