Wednesday 2nd June,200411570العددالاربعاء 14 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

قمرٌ أَفَل قمرٌ أَفَل
محمد العبدالله الحمد الجاسر

الحمد لله القائل في محكم كتابه الكريم {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة القائل:( تذكروا هادم اللذات الموت) وعلى آله وصحبه أجمعين..
وبعد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يرحل عن هذه الدار الفانية علم من أعلام الهدى والتقوى والورع ذلكم هو شيخنا وحبيبنا وصديقنا الشيخ محمد العلي السعوي إمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين سابقا وإمام وخطيب جامع الوجهاء (الراشد) حاليا المدرس بالمعهد العلمي ببريدة.
ففي يوم السبت الموافق 3-4-1425هـ شيعت مدينة بريدة أحد أبنائها الأبرار الأفذاذ أحد أبناء العقيدة والسنة. رحل العالم الفذ وبرحيله ترك فراغاً كبيراً، فقده مواطنوه وفقده طلابه وفقدته منابر المساجد وفقده أصحاب الحاجات من الأيتام والأرامل والمحتاجين.. شيعته الآلاف من المواطنين حملته الأكتاف وتدفق الآلاف وراء الجنازة مشيا على الأقدام.. موكب مهيب خيم الحزن على الوجوه واغرورقت العيون بالدموع شيبا وشبابا حتى المعاقون.. أكثر من عشرين ألفاً ضاقت بهم الطرقات، فرحمك الله أيها التقي الورع في تصرفاتك رحم الله غربتك أيها العالم العامل، آنس الله وحشتك أيها القانع في كسبك أوسع الله عليك قبرك كما خدمت وأوسعت على أصحاب الحاجات.. تفرغت لخدمتهم واستعملت جاهك وشفاعتك لإسعادهم.. مسحت دمعة اليتيم ووضعت يدك الطاهرة الرحيمة على صدور الأرامل والشيوخ والمطلقات كنت الساعد الأيمن لشخصي الضعيف في البحث عن المحتاجين مددت يدك الطاهرة إلى يدي الضعيفة المكلومة بفراقك أحبك القاصي والداني لنقاوة ضميرك وسخاوة نفسك وسلامة عقيدتك ومزايا أخلاقك ورحابة صدرك وغزارة علمك.. برحيلك أيها الشيخ الجليل فقدت صديقا وفيا ناصحاً مذكرا مخلصا ولكن الحمد الله على قضائه وقدره.. آجال مكتوبة وأعوام معدودة وأيام محسوبه: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}


هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركبُ

فإنا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون ولكن نقول كما يقول الصابرون إنا لله وإنا اليه راجعون.. عزاؤنا لأسرتك الكريمة أسرة العقيدة والسنة.. أسرة آل سعوي ذكوراً وإناثا، وعزاؤنا لطلابك الأبرار الذين فتحت لهم قلبك النقي التقي واتسع لهم صدرك.. أعزي فيك حلقات الذكر ومحاريب المساجد.. عزاؤنا لكل مواطن سمع صوتك وصلى خلفك.
أرجو الله المستجيب للدعوات أن يمطر على قبرك شآبيب الرحمة والغفران وأن يصلح ويتولى ذريتك برعايته وعنايته. ووفاءً للراحل الكريم أهدي خدمتي للأسرة الكريمة معنويا وماديا وشفاعة لن نتخلى عنهم حتى ترسوا سفينتهم على شاطئ الأمان. اللهم ارزقنا الاستعداد لما أمامنا وارحمنا برحمتك إذا عرق الجبين واشتد الأنين وانتقلنا من سعة الدور والقصور إلى بطون الألحاد والقبور إنك ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مدير الشئون الإدارية لمحاكم القصيم سابقا- بريدة - القصيم- صندوق بريد 1536


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved