Wednesday 2nd June,200411570العددالاربعاء 14 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الطفل وفهم الظواهر العلمية والطبيعية الطفل وفهم الظواهر العلمية والطبيعية
د. أحمد بن يحيى الجبيلي/عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام - قسم علم النفس

يكتسب الأطفال فهم بعض الظواهر الطبيعية من خبراتهم اليومية الحياتية وخبراتهم في ميادين الدراسة العلمية المنتظمة، وتتشكل تلك المفاهيم بحسب طبيعة الاستيعاب لتلك الظاهرة، فمن الطلاب من يفهم تلك الظواهر العلمية بالشكل الصحيح، ومنهم من يفهمها بشكل جزئي، وآخر لا يفهم الظاهرة العلمية، وهناك من يعتقد أنه فهم ولكن في واقع الأمر قد تكوّن لدى الطالب مفهوم خاطئ عن تلك الظاهرة العلمية. Science Misconception ومن هنا كان لزاماً على المربين والمعلمين إيجاد الأدوات والمقاييس اللازمة لإدراك وفهم قدرات الأطفال العلمية في المجال العلمي الطبيعي، ومن ثم تقديم هذه المبادئ العلمية بثوبها الذي يتناسب مع قدرات وإمكانات الطلاب المعرفية وحتى ترسخ بشكلها الصحيح العلمي في مخيلة الطفل، خاصة إذا ما أدركنا أن الأفراد يكتسبون معظم المفاهيم العلمية والحياتية وترسخ لديهم تلك المفاهيم من مرحلتي الطفولة والمراهقة حتى نهاية العمر.
ومن هنا تكونت فكرة تكييف وتقنين مقاييس للظواهر الطبيعية كمقياس الجاذبية ومستوى وشكل الماء water level task المعد من قبل جان بياجه وانلدر عام 1948 إلى 1967 والمطور من قبل جان باسكاليوني عام 1975 إلى عام 1998 وذلك لتحديد طبيعة تفكير الطفل وكيفية فهمه وإدراكه الظواهر الطبيعية، ويحتوي هذا المقياس على 13 فقرة كلها رسومات تبين قدرة الأطفال على اكتساب وفهم الظواهر الطبيعية، وكذلك المقياس المضاف إليه وهو مقياس جاذبية الأرض Earth gravity task المعد من قبل ناسباوم ونوفك عام 1976 والمطور من قبل بيولوس وسنايدر من عام 1982 إلى عام 1998 ويحتوي على 5 فقرات كلها رسوم. ومن الجميل أن كل المقاييس بما فيها المقياس المضاف لا تحتاج إلى وقت طويل للتطبيق؛ فقط 9 دقائق فأقل، وهي من الدقة بمكان لتحديد قدرة الطفل والطالب ومدى قدرته على الاكتساب العلمي وفهم طرق تفكيره العلمي، ومن المهم أن نعرف أن مثل هذه التجارب والمقاييس صممت بعيدا عن المؤثرات الثقافية لتتناسب وكل الثقافات، وعمليا وبعد تطبيقي تلك المقاييس لدينا هنا في المجتمع السعودي وجدت أن تلك المقاييس تعطي مؤشرات ودلالات حقيقية لمستوى وقدرة الأطفال والطلاب والفروق الفردية بينهم على مستويات فهم وعدم فهم الظواهر الطبيعية.
وهنا نلمس الحاجة إلى مثل هذه المقاييس لدينا وذلك لنقدم أدوات أكثر قدرة وفاعلية على قياس قدرات الأطفال والطلاب في المواد العلمية لتحديد قدراتهم القبلية في المجال العلمي وخصوصا فهم بعض الظواهر العلمية الطبيعية المهمة ذات الصلة كمفهوم الجاذبية الأرضية ومفهوم طبيعة تشكل المادة السائلة والتوازن، وفهم خاصية سطح الأرض ومركز الأرض والظاهرة الأفقية والمائلة للأجسام والسائلة والصلبة والنسبية والمنطق والنسب.
ومثل هذه المقاييس تعد من أدق وأسهل وأكفأ المقاييس تطبيقا وتتمتع بنسبة ثبات وصدق وموضوعية عالية، وهي تقيس استجابات الأطفال والطلاب بطريقة كمية إحصائية Quantitative ويضاف إليه طريقة وصفية Qualitative لتضفي دقة أكبر لفهم تبريرات تلك الاستجابات لتعطي للتربويين والآباء والأمهات الاستجابة وسببها وهنا يعرف كيف حدثت الاستجابة الصحيحة والخاطئة ومن ثم يأخذها المربي في الحسبان عند طرحه العلمي عن تلك الظاهرة.
إن تحديد وفهم التصور القائم لدى الأطفال للمفاهيم والمبادئ العلمية سواء كان تصورا صحيحا أو خاطئا يعد ركيزة ومطلبا أساسيين لبناء المعرفة البعدية واستمرار أو تصحيح مسارها؛ فقد أكدت العديد من الدراسات أن للقياس القبلي الدور الفاعل في تحديد مدى التصورات والمفاهيم الخاطئة عند الأطفال والذي بدوره جعل الكثير من المربين والمعلمين يصممون برامجهم المعالجة وأدواتهم التعليمية بطريقة أكثر تفاعلية وفاعلية لفهم المبادئ والمفاهيم الطبيعية والعلمية؛ فقد يكون سبب التصورات غير الدقيقة أو الخاطئة المعرفة والخبرة القبلية للطفل أو مرحلة النمو المعرفي له أو طرق الشرح التقليدية أو حتى أحيانا قد يبدأ التصور الخاطئ من المعلم أو الراشد وينتقل للطفل ويتعامل معه الطفل كمسلمة وهو في واقعه مفهوم خاطئ.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved