Wednesday 2nd June,200411570العددالاربعاء 14 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ورحل الشيخ الخلوق المحبوب ورحل الشيخ الخلوق المحبوب
حمود بن سليمان المروتي - بريدة



طبعت على كدر وأنت تريدها
صفواً من الأكدار والأقدار

هذه هي الحياة كدر وكدر، والألم يجر جيوشه بلا حذر، ما أكثر المحطات المرة أو الصعبة في حياتنا وحياة من حولنا والتي نحتاج فيها أشد الحاجة إلى أن نتشبث بحبال الصبر القوية التي تسير بنا بكل ثقة وجلد حتى توصلنا إلى بر الأمان وأحسن العاقبة.
قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) لقد كنا يوم الجمعة التي توافق الثاني من شهر ربيع الثاني، كنا على موعد مع قدر من أقدار الله، إنه موت الشيخ المربي الفاضل - محمد بن علي السعوي - رحمه الله- لقد كان الشيخ رغم انشغاله بالإفتاء والخطابة والتدريس وعقد الأنكحة ورئاسة أو عضوية بعض الأعمال الخيرية مع ذلك كله كان شغوفاً ومحباً للعلم والتعليم مع أنه كان بحراً في العلم كان يتمثل قول ابن المبارك - رحمه الله - حينما سُئل: إلى متى تطلب العلم؟.. قال: حتى الممات إن شاء الله، وخير دليل على ما تمثله هذه المقولة وفاته وهو سالك طريقاً يلتمس فيه علماً، كان رحمه الله يتصف بصفات منها: حسن البيان وجمال المنطق وأنه ذو أناة وتؤدة ويلاقي الناس بوجه طلق ولسان رطب، وكان يصغي لمن يستفتيه وكان صريحاً ومترفعاً عن النفاق والمداهنة وكان يلزم الحياء والعدل والإنصاف وكانت عنده غيرة على الدين، ورحابة في الصدر, وتواضع لا يوصف، وقد كتب الله له القبول في الأرض فأحبه الناس، بل إن من الناس من أحبه ودعا له وصلّى عليه وهو لم يره فضلاً على أنه يعرفه، وهذا فيه إشارة والله أعلم إلى أن له عبادات وأعمالاً خفية بينه وبين ربه كانت سبباً في حب الناس له.. رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved