Wednesday 2nd June,200411570العددالاربعاء 14 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ورحل بليغ المنابر ورحل بليغ المنابر
سليمان بن إبراهيم الفندي

خطب الناس في يوم الجمعة خطبة بليغة عصماء بيّن فيها حرمة الدماء المعصومة وفي مساء اليوم نفسه جاء خبر نعيه إثر حادث مروري رحل فيه عن هذه الدنيا هو وزوجته وابنته.
إنه الشيخ الفاضل محمد بن علي السعوي لقد فجعت بموته وتألمت لرحيله كما المحبين له جميعا ومما زاد ألمي أنه جاءني خبر وفاته وأنا في مدينة الرياض وفي الوقت الذي تمت الصلاة عليه والوقت الذي دفن فيه كنت في مستشفى الملك خالد للعيون بالرياض في مراجعة لابني، الشيخ محمد السعوي يأسرك بأخلاقه العالية وبشاشته الدائمة، إذا رأيته لا تملك إلا أن تقبل رأسه اتصف بالوقار والتواضع والحكمة والورع.
الشيخ محمد السعوي تهابه إجلالاً وهو من أبسط الناس دائماً خطبه تلامس جراح المسلمين ببلاغة متناهية جمع بين الإيجاز والإعجاز. أذكر قبل خمسة عشر عاماً عندما كان يخطب الشيخ الفاضل في الجامع الكبير ببريدة وكنتُ في المرحلة الجامعية كان يدرسنا في البلاغة أستاذ دكتور في البلاغة من إحدى الدول العربية وكان يصلي الجمعة مع الشيخ محمد السعوي ويحدثنا في القاعة عن خطبه ويقول إنني أحرص على الصلاة مع الشيخ لكي أخذ درساً في البلاغة لقد كانت خطبه غاية في البلاغة والفصاحة. الشيخ محمد يُحب الناس ويحبه الناس في مجالسه العامة والخاصة لا يتكلم عن أي شخص كائناً من كان لا تسمع منه لغواً ولا تأثيما. في المناسبات والاجتماعات العائلية التي يحضرها الشيخ لا نجد منه إلا الهدوء والصمت وإذا وجد فرصةً للحديث ألقى موعظةً أو درساً موجزاً ومختصراً.
أما عن ورعه وما أعرفه عنه فإنه عندما ينيب أحداً عنه في إمامة المسجد لسفره أو لظرفٍ من الظروف، فإنه يصرُّ أن يعطيه من راتب الإمامة مقابل ما أمّ الناس.
رحمك الله يا أبا عبدالله ورحم زوجتك وابنتك في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
أبا عبدالله:


ما انصفتك دموعي وهي دامية
ولا وفى القلب مني وهو يحترق

و(إنا لله وإنا إليه راجعون)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved